حاورها: أبو سرين من الرباط
سعيد جدا أن أحاور فعالية ثقافية إعتلت شموخ الكتابة بجدارة وإستحقاق وأبانت عن علو الكعب في فتح مسارات وطنية ودولية ككاتبة متميزة، استطاعت بقوة شخصيتها أن ترسم لها عدة آفاق في اتجاهات متعددة وهذا ما يبدو جليا وأنا أحاورها عبر هذه الأسئلة:
1_ بداية أود منكم نبذة عن شخصيتكم ككاتبة حتى أطلع الجمهور المغربي بصفة خاصة والجمهور الإقليمي والدولي بصفة عامة عن شخصكم الكريم؟
نهى إبراهيم سالم البطحاني.. ( نهى السالم ).
_ سودانية الجنسية، من سكان ولاية الخرطوم.
_ تخرجت من كلية العلاقات العامة والإعلام، جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا..
_ عضو بفريق عمل مؤسسة سكولار Schwlar للبحوث العلمية والإجتماعية والإنسانية.. بالقسم الإعلامي الصحفي فيها.
_عضو بجمعية الصحافة الإلكترونية.
قد خضت غمار الأدب منذ الصبا فكتبت الشعر والرواية والخواطر والقصة القصيرة ثم طرقت باب الصحافة والعلاقات العامة فساعدني عشقي للأدب بالسير في دروبها فكتبت المقالات والحوارات الصحفية بحس أدبي طيب.
كانت أول خطواتي في عالم النشر الصحفي 2013م بعمود أدبي أسبوعي بعنوان “همس المكاتيب” في مجلة (الحرازة) الإلكترونية بإدارة شباب إعلاميين سودانيين محترفين، كما لي عدد من المشاركات في كثير من الصحف السودانية الورقية أيضاً.
ثم انطلق قلمي لبقية دول العالم العربي عبر الإنترنت، فكانت لي زاوية في الصفحة الفنية في مجلة (اليمامة) السعودية الورقية بمجموعة مقالات فنية.
وأيضاً صحيفة (مفاكرة) السعودية، وصحيفة الوتر السابع.
وفي العراق نشرت في وكالة السندباد الإخبارية.. ثم كاتبة دائمة في جريدة (شواطئ الفرات) العراقية.
وصحفية كاتبة في وكالة الأنباء الأذربيجانية (أذرتاج) وترجمت بعض مقالاتي فيها للغة الاذربيجانية.. ثم صحفية كاتبة في منصة (من جزر القمر) الإخبارية الإعلامية التي باللغة العربية الفصحى و عمودي الصحفي فيها بعنوان (همس المكاتيب و القمر) ومازلت انتمي لها حتى الآن.
و كاتبة مشاركة في مجلة (بلوفديف) في بلغاريا.
وتم نشر حوار صحفي لي مع الإعلامي الشاعر الروائي الإرتري أحمد عمر شيخ في موقع_ (الأنطولوجيا) مترجماً لللغة الإنجليزية.
وكتبت أيضاً في مجلة (المنار الثقافية الدولية) وجريدة (تحت المجهر/أمريكا).
من خلال رحلتي في الكتابة عشقت ثقافات الشعوب واختلافها وجمال وتفرد طبيعة كل شعب عن الآخر فصارت تربطني بالكثير منهم صداقات متينة وكان القلم وعالم الكتابة هم جسر التواصل الذي جمعني بهم و جعلني أحاول الربط والتعريف بينهم وبهم.. فأنشأت في الفيس بوك مجموعة (ملتقى اصدقاء جزر القمر الثقافي العربي) للتعريف بجزر القمر.. والذي لقي اقبالاً طيباً من كل العالم العربي وأبناء جزر القمر نفسها وعكس طبيعتها وثقافتها، وكذلك مجموعة (محبي أذربيجان من السودان). ومازالت الرحلة مستمرة.
2_ انطلاقا من مسيرتكم الإبداعية، ماهي السمات التي تطبع فلسفتكم في الكتابة؟
الكتابة هي رحلة الروح بين دهاليز الفكر وآفاق العاطفة عبر صور و تفاصيل تخلقها الأحداث والتجارب وتنجبها الرغبة في التعبير وتتبناها ثقافة الكاتب وذخيرته اللغوية وأدواته المعرفية لتنشأ كما يريد لها، وكلما مر الزمن تتجدد الأفكار والعواطف وتتغير الرؤى، ولكل محطة حكاية لكن تظل المبادئ ثابتة والروح بذات الألق.. ومن هنا كان عقلي في الكتابة دائماً مابين دهشة و توق وشغف فتجردت من وهم الحكمة و إعتقاد المعرفة بفكر أَدرك أنه كلما إزداد علماً كلما إكتشف أنه مازال طفل يحبو ويتحدث بركاكة _ وسمَوتُ بروحي وذاتي من ضلال “الأنا” فأصبح حبري مطراً يهمي لكل الناس والدنيا بلا تحديد وبدون تجاوز لحدود الإحترام والأدب.
3_ أنتم ككاتبة متميزة، هل تحاولون إبراز مواقفكم الثقافية والسياسية من خلال إنتاجكم الفكري؟
أنا إبنة مجتمعي وواقعي المقيدان بما تطرحه الأنظمة السياسية والآفاق الثقافية بشكل أو بآخر ولايمكنني العيش منفصلة وفي معزل عنها.. فالسياسة بشكل عام هي عالم له رواده وطرقاته، لكنها بالمعنى الجوهري المعروف نقول: حتى الأب الذي له تأثير على أبناءه ومجتمعه بثقافته وسلوكه وأساليبه فهو يقوم بعمل سياسي..و قِس على ذلك كل عمل له تأثير، وبذا نجد أنفسنا رغماً عنا مابين معارض و مؤيِد.. سائل ومجيب.. فينعكس ذلك على كثير من كتاباتي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر حسبما يمليه علي ذلك الصوت بداخلي لحظة الكتابة فيظهر في ثغر قصيدة أو لمسة رواية أو نبض خاطرة أو عين مقال و حوار.
4_ أنتم تعلمون أن عمق العلاقات المغربية السودانية ضارب في التاريخ، هل من حضور لهذا العمق الإفريقي في كتابتكم على غرار إسهاماتكم في مواطن أخرى كجزر القمر على سبيل المثال؟
نعم يشهد التاريخ على عمق العلاقات المغربية السودانية والتي ارتبطت ببعضها بسلسلة قوية تتمثل في العلاقات التجارية والدينية والعلمية والثقافية والفكرية وقوِي كل ذلك بالتصاهر والتمازج بين البلدين على مر العصور كعلاقتنا ببعض البلدان الإفريقية والعربية الأخرى أيضاً، لهذا كانت كتاباتي دائماً في إطار شمولي عام يخاطب الجميع حسبما تقتضيه الحال .
أما تجربة الكتابة في جزر القمر فكانت مختلفة نوعاً ما إذ تحكمها أولاً الرغبة في تعريف العالم بتلك الجنة التي غفل الإعلام عن تسليط الضوء عليها أو تغافل فأجحف بحقها كثيراً.
ثانياً هي محاولة متواضعة مني للمساهمة في ترسيخ اللغة العربية الفصحي في بلد عربي إفريقي مسلم مع مراعاة عاداته ومفاهيمه وثقافته.
5_ أن غزارة إنتاجكم الأدبي يحضى بحضور قوي على مستوى الإعلام الإلكتروني، كيف ترون هذه الثورة الرقمية في التقريب بين الشعوب على مستوى الكتابة؟
الثورة الرقمية أحدثت نقلة هائلة في كل الإتجاهات.. وفي هذا الإتجاه بالذات كان لها نصيب الأسد إذ إختزلت كل العالم في لوح نحمله بأيدينا نتنقل فيه ونحن في أماكننا، نتعارف عبره دون سفر، ونتخاطب دون معوقات.. لاتفصلنا حدود ولا مسافات ولا قوانين، نطرح أفكار ولغات ونترجم أخرى، نتحاور ونتناقش ونتنافس .
ثورة حقيقية قبلها كان الكاتب والقارئ حبيسان رهن الأوراق والكتب فلا يلتقيان على أرض الواقع بسهولة خاصة حينما تفصل بينهما المسافات أو اللغة.. لكن هذه الثورة يسّرت اللقاء وطرح الأفكار و الآراء، وقياس مدى تأثير وصدى المادة المطروحة، وإمتد حجم المعرفة والثقافة وإزداد كيل الإدراك وذخيرة الوعي والفهم فإختلف قالب الكتابة من شخص لآخر ومن شعب لآخر، و خلقت الكتابة مفاصل فكرية وحسية رغم الفواصل الزمنية والمكانية.
6_ بصفتكم مثقفة تتمتعون بملكة لغوية وصفاء فكري، ماهي فلسفتكم في تطويع الفعل الثقافي خدمة للفعل السياسي؟
العلاقة بين الفعل الثقافي والفعل السياسي علاقة متينة لاتتجزأ إذا استوعبنا مفهومها الحقيقي، فالمثقف والسياسي يكملان بعضهما في النهوض بالأمة إذا أُخلصتْ النية وصدق العمل و رسخت المبادئ وإكتملت الإرادة.
فالأول هو الإلهام والفكرة وصوت الشعب وانعكاس رؤاه وثقافته واحتياجاته.
والثاني هو القوة والإدارة وصمام الأمان والحماية والتأسيس.
إذا كان الفعل السياسي هو توفير الأمان والإمكانات ودعم المؤسسات وتهيئة سبل الحرية للمثقف.. فإن الفعل الثقافي سينصّب بكليته مطواعاً لدعم السياسي بطرح الرؤى والأفكار التي تقود المجتمع إلى النور بخطىً ناضجة مدروسة بناءة ليغدو مجتمع مثقف واعٍ يتحدى العقبات ويواجه الإختلافات فيتحقق النمو المنشود بكل سلاسة.. ولاشك أن الإنجاز سيزداد إتقاناً وسرعةً إذا كان السياسي مثقف و المثقف يعي معنى السياسة.