
بقلم: عفاف خلف.. روائية فلسطينية
يا غريبة سآتيك يوماً ورأسي ممتلئ بالطل أقول لك:
– عاشرتُ الأزهار فاحتلني الندى.
وحسبتني باكورة الربيع حين راودني الذبول وما اشتعل من حقولي فأوردني الردى.
يا غريبة،،
دثريني، زمّلي جرحي المفتوح مذ سلبوا نهري الفرات، مذ أدخلوني مصحة الثورات ومصلحة ” الذوات “وصرتُ ” ذاتاً ” يا غريبة. تخيلي هي راودتني وصار الكون أني/ عني / قامتي / قيامتي، أنا الفرد الجموع، المجموع فرداً لا تنكريني يا غريبة.
البارحة على التلفاز ونهر الأنقاض يجرفنا من وطنٍ إلى آخر، من منفىًّ إلى آخر حسبتني المسافة، وقلتُ أرتق المسافة بالزمن. أليس هذا ما يفعله العاشق/ العابد / اليائس / الثائر / الصابر / المتخذ الوطن ناراً من بردٍ واستسلام أو جليداً من دمٍ يتزلج فوقـ”نـا”.
يا غريبة،،،
لا يسكن هذي الأرض سوى الدم، مذ سفكنا دم الإله ووارى سوءتنا غراب.
يا غريبة،،
قلت آتيك وسيفي المنضو يتبع أثر فريسة ستأتي طائعةً، كما الأوطان طائعةً، كأّمةٍ تتبع ظل سيدها، فانتثرَ تحت سيفي وطن، وسالت من حدود السيف أمة.
يا غريبة، ألم أقل لكِ أنا الربيع المطّل على أشلائك أبترك عضواً عضواً حتى تتداعي لي سائر الأعضاء وأذرو مسافاتك في غبار الريح ليلقفها الزمن.
يا غريبة، دثري رؤواي أنا المذبوح فيكِ وقد تقاسمتني الجهات/ الأحزاب/ القبليات / الطوائف / الديانات / المذاهب/ الخلافات / الاختلافات/ العائلات / الميليشيات / الأسماء وما يرن وما أزن .
كفى يا غريبة، مُثقلٌ بالطل وأعطيك رأسي، رأس الحسين الذي عُلق على باب مدينتنا البعيدة فكان تواطؤ الثوار والسلطة، ويحدث أن تكون الثورات مرتزقة، وأن تكون السلطة أجنبية.
يا غريبة،، وصوتي المخنوق بكِ، اسمك المكتنز فيّ وبكل ما رعفت به حواسي ، أقول لكٍ:
– تعالي.
هيأي لي من الحب متكأً، كوني العشق الذي أتوكأ عليه، ذاكرتي التي أهش بها على تزويرٍ أجنبي ولا تفضحي تهاويك فيّ، هاويتك فيّ.
ياغريبة،،