إسبانيا تسعى لعقد تحالفات جديدة في مجال الطاقة، كان عام 2022 هو العام الذي أُجبرت فيه إحتياطيات الغاز الإسبانية على تغيير مورد الغاز الطبيعي، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية والاضطرابات الدبلوماسية التي واجهتها حكومة بيدرو سانشيز.
وفي هذا الاطار كشفت جريدة el independiente الإسبانية في تقرير خاص، أن حكومة بيدرو سانشيز، تسعى إلى إنشاء تحالفات غاز جديدة، نحو البحث عن أسواق طاقة أخرى، والاستغناء عن الغاز الجزائري والروسي بشكل نهائي وتعويضه بالغاز القطري.
وحسب ذات المصدر، كانت روسيا والجزائر من البائعين الرئيسيين للمواد الخام، لكن الحرب الروسية الأوكرانية والتغير في الموقف الإسباني الرسمي تجاه الصحراء المغربية، دفع الجزائر إلى إغلاق تدفقات الغاز الطبيعي المسال، من خلال خط أنابيب المغرب العربي أوروبا الذي يمر بالمغرب، الذي كان يسمح بدخول جزء كبير من الغاز الطبيعي إلى أوروبا.
في العام الماضي كانت الولايات المتحدة الحليف الأكبر لإسبانيا، أكبر مورد للغاز الطبيعي في واحدة من أكبر أزمات الطاقة في التاريخ بعد إندلاع النزاع في أوكرانيا لكن إسبانيا تضيف الصحيفة الإسبانية، إتخدت خطوة للتفاوض مع الدوحة، الحليف الرئيسي لتغذية الاحتياطيات الوطنية بالغاز الطبيعي.
وقال أرتورو غونثالو أيزبيري الرئيس التنفيذي لشركة Enagás الإسبانية خلال عرض النتائج السنوية “في السنوات المقبلة سيكون للغاز القطري وزن أكبر بكثير في الواردات بسبب الاتفاقيات الموقعة بين البلدين والمشاريع الجارية”.
في ماي 2022 زار أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، مدريد والتقى ببدرو سانشيز وإتفق رئيس الحكومة الإسبانية وأمير قطر على زيادة مشتريات الغاز الطبيعي، بعدما أن شكلت واردات الغاز الطبيعي من الإمارة الخليجية 2.3٪ من الوزن الإجمالي، بحسب بيانات رسمية، وتستورد إسبانيا غازًا أقل بنسبة 50٪ تقريبًا من قطر عما كانت عليه قبل ثلاث سنوات، قبل أن تتسبب جائحة كوفيد 19 في تعطيل خريطة العرض والطلب العالمية بأكملها.
ومع ذلك فإن هذا التغيير وفق ذات الصحفية، سيترك بعض الشكوك في قطاع الطاقة، وتؤكد المصادر التي إستقتها الصحيفة الإسبانية أن البلاد “يمكن أن تستفيد من احتياجات إسبانيا أو الدول الأوروبية الأخرى” بعد أزمة الطاقة وأنه من “المتوقع” أن يرتفع سعر الغاز “في العقود المقبلة.
مضيفة في ذات السياق ان قطر مستعدة لرفع صادراتها من الغاز نحو إسبانيا، بمساندة الناقلات الـ 100 التي تملكها، غير أن هذا التحول يثير العديد من المخاوف في إسبانيا، في ظل التوقعات بأن سعر الغاز، سيرتفع بشكل كبير في العقود التي سيتم توقيعها بين البلدين في السنة المقبلة.
الولايات المتحدة في الصدارة
لكن قبل أن تصل قطر على خريطة الغاز الإسبانية، يجب أن تمر أولاً عبر الولايات المتحدة التي زادت من صادراتها منذ بداية حرب أوكرانيا لضمان إمداد إحتياطات الغاز إلى إسبانيا.
حيث باتت الولايات المتحدة أول مصدر للغاز الطبيعي نحو إسبانيا بنسبة 29٪، تليها الجزائر (24٪) ونيجيريا (14٪). وأكدأيزبيري أن الولايات المتحدة ستكون المورد الأول للغاز في إسبانيا حتى تدخل البنى التحتية الجديدة في الخدمة الفعلية.
فرنسا والهدروجين النووي
في سياق آخر، أراد الرئيس التنفيذي لشركة Enagás توضيح جميع أنواع الشكوك للصحيفة الإسبانية،حول مشروع بناء ممر للطاقة بين برشلونة ومرسيليا، المعروفة إختصارا (H2Med) ، بعد أن أعربت فرنسا عن اهتمامها للترويج للهيدروجين النووي المعروف أيضًا باللون الوردي مقارنة بالهدروجين الأخضر، حيث تم تصميم هذه البنية التحتية بداية لاستقبال هذا النوع من الطاقة النظيفة (الهدروجين الاخضر).
وأضاف المسؤول الإسباني”إن موقف فرنسا من إدراج الهيدروجين الوردي في مشهد الطاقة الأوروبي لا يتعارض مع بنيتنا التحتية. وقال إنه من الطبيعي أن تقرر الدول الأعضاء مزيج الطاقة الخاص بها بحيث يتناسب مع مستقبل الطاقة في أوروبا، لكن هذا لا يغير موقف إسبانيا بأي شكل من الأشكال فيما يتعلق بالتزامها بالهيدروجين الأخضر.”