نشرت مجلة “The Economist” البريطانية تقريرا عن العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والجزائر والمغرب، وذكر التقرير الذي إطلعت أنباء إكسبريس عليه، أن فرنسا تركت المغرب لتقترب أكثر من الجزائر، والسبب هو أن أوروبا بحاجة للغاز الطبيعي.
في عام 2022 وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجزائر بأنها نظام عفا عليه الزمن، وخفض عدد التأشيرات الممنوحة لمواطنيها ومع ذلك، في 23 يناير، إستقلبت باريس الجنرال السعيد شنقريحة، الذي يعتبر أقوى رجل في الجزائر، وكان لهذا التقارب “ديناميكية غير عادية” حسب المصدر نفسه.
ويوضح التقرير أن القيادة السياسية المغربية إعتقدت أن لديها نفوذا أكثر وصول إلى أوروبا، لكن ثروة الغاز الجزائرية وإعتماد إيطاليا على غازها دفع فرنسا وأوروبا إلى الاقتراب من قصر المرادية، مع عدم امتلاك المغرب للمواد الهيدروكربونية لعرضها على أوروبا، تلاشت علاقاته مع فرنسا وفق المصدر البريطاني.
ومع إندلاع الحرب في أوكرانيا، فإن وفرة الغاز في الجزائر هي السبب الرئيسي للتقارب كما تؤكد الايكونوميست.
ومؤخرا زارت رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية جيورجيا ميلوني الجزائر وليبيا لمناقشة إستثمارات الطاقة، و تعتمد إيطاليا الآن على الجزائر في 40 بالمائة من إحتياجاتها من الغاز، مقارنة بـ 30 بالمائة قبل الحرب في أوكرانيا.
كما يصف تقرير المجلة البريطانية، حقيقة أن الجنرال شنقريحة ناقش مبيعات الأسلحة مع الشركات الفرنسية خلال رحلته إلى فرنسا بأنها “مدهشة” لا سيما أن روسيا كانت أول مورد تقليدي للأسلحة إلى الجزائر منذ سنوات.
وعلى نفس المنوال، تشير وسائل الإعلام الفرنسية إلى أنه لفرحة الأوروبيين علق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون زيارته المقررة إلى موسكو إلى أجل غير مسمى.
لكن وفق مراقبون فإن المغرب كذلك يدير ظهره لما يسميه “بأوروبا القديمة”وبدلاً من ذلك، فإن الاستراتيجية المغربية الجديدة تتجه بشكل متزايد إلى إسرائيل والولايات المتحدة وشركاء آخرين.
للإشارة، فرنسا تستغل الغاز الجزائري منذ إستعمارها إلى يومنا هذا بمقابل رمزي، وباتفاقيات سائرة المفعول، وأصبح الطلب متزايد، خصوصا مع الحرب الروسية الأوكرانية، وهذا من أهم الأسباب التي دفعت الإليزيه، بفقدان العلاقات الإستراتيجية مع المملكة المغربية المبنية على الندية.