جرى اليوم الخميس، التوقيع على نحو 18 مذكرة تفاهم خلال اليوم الثاني للاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا المنعقد في العاصمة الرباط، وأكدا رئيسا الحكومتين المغربية والإسبانية على أهمية المرحلة الجديدة في تاريخ البلدين.
وأفاد رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش في كلمته الافتتاحية للاجتماع، إن القمة، تشكل “فرصة للاحتفاء بالعلاقات التاريخية وبأواصر الصداقة المغربية الإسبانية، كما يعزز هذا الموعد انخراط المملكة المغربية والمملكة الإسبانية في مسار متجدد للتعاون الثنائي، يستجيب للإرادة القوية للعاهلين، جلالة الملك محمد السادس وجلالة الملك فيلبي السادس، من أجل ترسيخ الشراكة الاستراتيجية الثنائية، وترجمة توجهاتها الكبرى إلى خارطة طريق واضحة المعالم، خدمة لمصالح الشعبين الصديقين.”
وأضاف أن زيارة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، إلى المغرب بدعوة من الملك محمد السادس، تعتبر مرحلة مفصلية في تنزيل التصور الجديد للعلاقات بين البلدين. منوّهاً بالعمل الدؤوب الذي تم تحقيقه منذ الدورة الأخيرة التي عقدت بمدريد سنة 2015، وبالحصيلة الإيجابية التي انبثقت عن تفعيل مضامين البيان المشترك آنذاك”.
وتابع أنه بقدر ما نثمن التقدم الذي تم إحرازه، فإننا نجدد رغبتنا في الارتقاء بتعاوننا ليشمل أبعادا جديدة لذا اخترنا لهذه الدورة “شعار شراكة متميزة، متجهة بثبات نحو المستقبل”، وذلك بناء على رغبة الجانبين في تكريس حوار شفاف ودائم مبني على الثقة، والاحترام المتبادل في التعامل مع كل القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأردف أن المشاورات الصريحة والمستمرة حول مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، قادت إلى تقريب وجهات النظر في مجموعة من الملفات ذات الاهتمام المشترك، معرباً عن ارتياحه لموقف المملكة الإسبانية من القضية الوطنية الأولى، المساند للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء المغربية، المقدمة من طرف المغرب سنة 2007، واعتبارها الأساس الأكثر جدية، والأكثر واقعية وذات مصداقية لحل هذا النزاع المفتعل.
في المقابل أبرز سانشيز، في افتتاح أشغال الدورة الثانية عشرة للاجتماع رفيع المستوى المغربي الإسباني، الذي يترأسه بشكل مشترك مع رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، على أهمية مواءمة السياسات العمومية لإسبانيا والمغرب من أجل تعزيز الترابط بين البلدين ومنطقتهما، قصد تسريع الرقمنة وضمان انتقال الطاقة للنمو معا بطريقة مستدامة.
كما شدد على أهمية ضمان تحقيق تقدم منسجم في جميع المجالات من خلال توطيد الحوار السياسي والأمني، والنهوض بالاستثمارات، وكذا تعزيز التنقل والتواصل بين مجتمعينا، مشيرا إلى أن هذه هي الأهداف التي تم تحديدها خلال الزيارة التي قام بها إلى الرباط في 7 أبريل المنصرم، “واليوم يمكننا أن نؤكد أننا حققناها وأوفينا بالتزاماتنا، وسنواصل القيام بذلك”.
وفي هذا السياق، قال رئيس الحكومة الإسبانية إن هذا الاجتماع رفيع المستوى يأتي ليعزز المرحلة الجديدة التي دشنها البلدان في علاقاتهما الثنائية، مشيرا إلى أن المغرب وإسبانيا يدخلان في هذه المرحلة بـ”حس كبير من المسؤولية والوعي التاريخي، وانطلاقا من قناعة عميقة بالإمكانيات الهائلة التي لا يزال يتعين استكشافها في هذه العلاقات، التي تتجاوز مجرد الجوار”.
وأضاف أن الاجتماع يكتسي طابعا استثنائيا، ليس فقط لأنه الأول من نوعه منذ 8 سنوات، بل أيضا بفضل ما تم الاتفاق عليه ضمن الإعلان المشترك الصادر في 7 أبريل المنصرم، “والذي عزز أسس عملنا بترسيخ للمبادئ التي يقوم عليها عملنا المشترك”.
وفي هذا الإطار، ذكر رئيس الحكومة الإسبانية بأن البلدين ” التزما، أساسا، بالشفافية والتواصل الدائم، والحوار عوض الأمر الواقع “، إضافة إلى تجديد التأكيد على سريان جميع الاتفاقات الموقعة بين الطرفين، والتي أسهمت في إرساء أسس العلاقات الثنائية في الماضي، وآليات التعاون المتقدمة، وذلك بما يشمل الإعلان المشترك الأخير في مجمله”.
وتحقيقا لهذه الغاية، يضيف سانشيز، اقترحت الحكومتان أجندة عمل تهدف إلى تعزيز جميع جوانب العلاقات الثنائية، بطريقة متوازنة ومنسجمة، موضحا أن هذه الأجندة تتضمن، أساسا، تعزيز حوار سياسي وأمني بآلية لتتبع الامتثال للاتفاقيات بشكل منهجي، وشراكة اقتصادية متقدمة تعمل على بلورة مشاريع استثمارية جديدة تواكب مسار التنمية الاستثنائية الذي يشهده المغرب، فضلا عن شراكة جديدة لتوطيد الروابط الثنائية الاجتماعية والثقافية.
وتابع بأن مجتمعي البلدين بحاجة إلى مخططات جديدة للتنقل والتعليم والتكوين، مشددا على ضرورة “العمل بنهج شامل وبناء في مجال الهجرة، كما نفعل الآن”.
وفيما يخص المستوى الدولي، قال سانشيز إن الحرب في أوكرانيا وعدم الاستقرار في شمال إفريقيا تستدعي “مسؤوليتنا المشتركة لدعم النظام الدولي القائم على قواعد”، داعيا إلى “العمل معا للاستجابة للعواقب الوخيمة لهذه الأزمات في منطقتنا”.
وخلص رئيس الحكومة الإسبانية إلى التأكيد على المكانة المتميزة التي يحظى بها المغرب في ظل وضعه المتقدم في الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن الرئاسة الإسبانية لمجلس الاتحاد تتيح، هذا العام، فرصة لتحقيق قفزة نوعية في هذا الإطار.
أبرز الاتفاقات الموقعة في القمة المغربية الإسبانية
أسفر الاجتماع الرفيع المستوى الثاني عشر بين المغرب وإسبانيا عن توقيع عدة اتفاقيات بين البلدين، هنا نترك لكم جميع الاتفاقيات الموقعة.
– مذكرة تفاهم حول التعاون الثلاثي بين الوكالة المغربية للتعاون الدولي (AMCI) والوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي الدولي (AECID).
– مذكرة تفاهم بين وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ووزارة الدمج والهجرة والضمان الاجتماعي الإسبانية حول إدارة الهجرة.
– مذكرة تفاهم بين وزارة التجهيز والمياه المغربية ووزارة النقل والتنقل والبرامج الحضرية الإسبانية في مجال البنية التحتية.
– مذكرة تفاهم بين وزارة التجهيز والمياه المغربية ووزارة التحول البيئي والتحدي الديموغرافي لإسبانيا في مجال إدارة وتنمية وحماية الموارد المائية.
-التعاون بين اتحاد سيغورا الهيدروغرافي ووكالة حوض لوكوس الهيدروليكي للإدارة اللامركزية للموارد المائية.
– التعاون بين الاتحاد الهيدروغرافي في Guadalquivir ووكالة حوض تنسيفت الهيدروليكية للإدارة اللامركزية للموارد المائية.
– مذكرة تفاهم بين وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية ووزارة التحول البيئي والتحدي الديموغرافي لإسبانيا في مجال البيئة ومكافحة تغير المناخ والتنمية المستدامة.
– مذكرة تفاهم بين المغرب وإسبانيا في مجالات الصحة وصحة النبات وتنمية القطاعات الزراعية.
– مذكرة تفاهم بين وزارة التربية الوطنية وما قبل المدرسة والرياضة المغربية ووزارة التربية والتكوين المهني الإسبانية لإنشاء أقسام ثنائية اللغة في المجال العلمي.
– مذكرة تفاهم بين وزارة التعليم والتكوين المهني الإسبانية ووزارة الإدماج الاقتصادي والأعمال الصغيرة والتوظيف والمهارات المغربية في مجال التكوين المهني.
– مذكرة تفاهم تعاون بين وزارة الإدماج الاقتصادي ووزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة الإسبانية بشأن حركات الهجرة.
– مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية ووزارة الدمج والضمان الاجتماعي والهجرة الإسبانية بشأن التعاون الفني في مجال الضمان الاجتماعي.
– مذكرة تفاهم بين وزارة السياحة والصناعات التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني في المغرب ووزارة الصناعة والتجارة والسياحة الإسبانية في مجال السياحة.
– مذكرة تفاهم بين وزارة النقل واللوجستيات المغربية ووزارة النقل والتنقل والبرامج الحضرية الإسبانية في مجال النقل.
– مذكرة تفاهم بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار المغربية ووزارة العلوم والابتكار الإسبانية في مجال البحث والتطوير.
– مذكرة تفاهم بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار المغربية ووزارة الجامعات الإسبانية في المجال الأكاديمي.
– مذكرة تفاهم بين المكتبة الوطنية المغربية والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي لتطوير المكتبات.
– مذكرة تفاهم بين مديرية الأرشيف المغربي ووزارة الثقافة والرياضة الإسبانية.
الصور
13 تعليقات