يواصل حلف شمال الأطلسي، جهوده لمد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة في أعقاب هجمات روسية قوية على جبهات القتال المختلفة، كذلك يعمل الجيش الألماني على تدريب الجيش الأوكراني على استخدام دبابات “ليوبارد 2” الحديثة لإدخالها الخدمة في الحرب الدائرة منذ قرابة عام، وسط جدل حول إمكانية تسليم كييف مقاتلات أوروبية متطورة.
وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الألمانية في برلين، إن عناصر من الجيش الألماني بدأوا بتدريب نظرائهم في الجيش الأوكراني على استخدام دبابات ليوبارد 2، في مدرسة القوات المدرعة بمدينة مونستر بولاية سكسونيا السفلى. ومن المقرر أن يكتمل التدريب بحلول نهاية الربع الأول من هذا العام، وذلك حتى يمكن أيضاً “مزامنته” مع تسليم الدبابات لأوكرانيا.
وكانت الحكومة الألمانية وعدت أوكرانيا بتسليمها 14 دبابة من طراز “ليوبارد 2 إيه 6”. بالإضافة إلى ذلك هناك برامج تدريبية أخرى في ألمانيا للجنود الأوكرانيين على مركبات المشاة القتالية من طراز “ماردر”.
ويتوقع وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، أن يؤدي إمداد أوكرانيا بالدبابات القتالية إلى تعزيز دفاعاتها بشكل كبير ضد المهاجمين الروس، حسبما ذكر الوزير يوم الأربعاء الماضي، خلال زيارة للقوات في مدينة أوغستدورف الألمانية.
وتحاول ألمانيا تكوين تحالف لإمداد أوكرانيا بدبابات “ليوبارد2” القتالية. من جانبه، قال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو في أعقاب لقائه مع وزيرة الخارجية الألمانية، إن حكومة بلاده لم تقرر بعد ما إذا كانت ستشارك في تحالف الدبابات. وأكدت بيربوك مجدداً، أن النجاح في توريد مثل هذه الأسلحة الثقيلة بالمشاركة مع دول أخرى يمثل أهمية بالغة بالنسبة لها.
تصاعد القتال
ويأتي التدريب على الدبابات الألمانية في الوقت الذي يتوقع فيه خبراء عسكريون تصعيد القتال، وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أمس الإثنين، في بروكسل، إن روسيا تنشر بالفعل “الآلاف من القوات الإضافية وتقبل معدلات مرتفعة للغاية من الخسائر وتتكبد خسائر كبيرة وتمارس الضغوط على الأوكرانيين”. وتابع ستولتنبرغ “ما تفتقر إليه روسيا في الجودة تحاول تعويضه بالكمية”.
وقال ستولتنبرغ قبل اجتماع بقيادة الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء، لنحو 50 دولة لتنسيق إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا: “بالنسبة لي، هذا يسلط الضوء على أهمية التوقيت. إنه أمر مهم للغاية أن يتم تزويد أوكرنيا بمزيد من الأسلحة”.
وأضاف “نحن في سباق لوجستيات”. وكررت وزارة الدفاع البريطانية تقييمه، وقالت في تقييمها الاستخباراتي اليومي، إن روسيا تعزز وتوسع مواقعها الدفاعية في المناطق المحتلة في أوكرانيا. وأضافت الوزارة أن “القدرات المهمة مثل الذخيرة والوقود وقطع الغيار يجب أن تصل إلى أوكرانيا قبل أن تتمكن روسيا من أخذ المبادرة في ساحة المعركة.. السرعة ستنقذ الأرواح”.
خيار الطائرات
ومن الممكن أن تلعب الطائرات المقاتلة دوراً في هذا أيضاً، إذ إن العديد من دول الناتو، وكذلك أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ كانوا أبدوا عدم ممانعة لإمداد أوكرانيا بمقاتلات، ويمكن أن يكون هذا الأمر مطروحاً أمام اجتماع اليوم. وفي أعقاب ذلك الاجتماع، سيعقد وزراء دفاع دول الناتو اجتماعاً في بروكسل.
لكن، وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أكدت من جهتها، أن إمداد أوكرانيا بطائرات مقاتلة غير وارد بالنسبة للحكومة الألمانية في الوقت الراهن. وكررت بيربوك عبارة: “هذا ليس نقاشاً نجريه”.
تحشيد أوكراني
وتسعى أوكرانيا لحشد مزيد من الدعم الغربي لتعزيز دفاعاتها في الشرق الذي يتهاوى تدريجياً تحت سيطرة الجيش الروسي وقوات فاغنر. وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية أمس، إن قائد القوات المسلحة ناقش مع قائد الجيش الأمريكي في أوروبا المساعدات العسكرية وتدريب القوات الأوكرانية خلال محادثة هاتفية عشية اجتماع حلفاء كييف في بروكسل.
وأضافت الوزارة في بيان عبر قناتها على تليغرام، أن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، شارك رؤيته بشأن تحقيق النصر مع القائد العام لقوات الناتو المشتركة في أوروبا الجنرال الأمريكي كريستوفر كافولي.
ونقلت الوزارة عن زالوجني قوله: “ناقشنا مسألة تقديم مساعدات عسكرية دولية لأوكرانيا وتدريب وحداتنا على أراضي الدول الشريكة”.
وكالات
تعليق واحد