ستصبح التحفة المعمارية الإسبانية، “مسرح سرفانتس” في مدينة طنجة، والذي كان مملوكا لإسبانيا، ملكا للمملكة المغربية، وفق ما أفادت به الجريدة الرسمية الإسبانية (BOE).
ويصادق تقرير الجريدة الرسمية على إتفاقية عام 2019، حيث تمت الإشارة إلى أنه “مع مراعاة العلاقات التاريخية والصداقة” بين البلدين، تم تغيير الولاية القضائية للعقار، بينما يلتزم المغرب بصيانة وترميم المكان.
كما ينص الإتفاق على أن المغرب مسؤول عن “ترميم المبنى بالكامل مع إحترام العمارة الأصلية” في مدة أقصاها ثلاث سنوات.
أيضا، “تحمل جميع تكاليف الترميم والتجديد والإدارة و الصيانة” والحفاظ على اسم المكان والترويج للثقافتين المغربية والإسبانية.
وتجدر الإشارة، أنه ولعقود من الزمان كان يعتبر أكبر وأشهر مسرح في شمال إفريقيا، وإكتمل بناء مسرح سرفانتس، الذي سمي أيضا مسرح سرفانتس الكبير وافتتح في عام 1913، وعاش عصره الذهبي في فترة خمسينيات القرن العشرين لما وصل تعداد الجالية الإسبانية حينها إلى ثلاثين ألف شخص، وظل لمدة طويلة أكبر مسارح شمال أفريقيا وأشهرها.
وكان المسرح يتسع لنحو 1400 شخص، وقد جذب فنانين كبارا في تلك الحقبة التي كانت فيها مدينة طنجة تحت الإدارة الدولية.
واكتسب المسرح شهرة كبيرة مع تحول مدينة طنجة منطقة دولية بموجب إتفاق بين فرنسا وإسبانيا وبريطانيا في 1925، وتشكلت هيئة لإدارة المدينة ضمت 18 نائبا أجنبيا وستة مغاربة مسلمين وثلاثة من اليهود المغاربة.
ومن بين المشاهير الذين وقفوا على خشبة مسرح سرفانتس المغني أنطونيو كاروزو، والمغنية باتي أدلين، إضافة إلى فرق موسيقى الفلامنغو الإسبانية الشهيرة بداية القرن الماضي، والمجموعات الموسيقية العربية والمغربية.
لكن بعد الحرب العالمية الأولى بدأت الأحوال الإقتصادية لعائلة “بينيا” المشرفة على المسرح تتدهور، ولم تعد قادرة على تحمل النفقات، ورفضت العائلة الإقتراح بتحويل المسرح إلى كازينو، بسبب تعلقها بالفن والثقافة، لتضطر في آخر الأمر إلى التنازل عن المسرح وتسليمه للدولة الإسبانية.