هل صدق حكام الجزائر أنفسهم عندما وصفتهم صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، كأول دولة في ترتيب السياحة عربيا، في غياب دول معروفة بتطور قطاعها السياحي إقليميا وقاريا.
كشفت مؤخرا صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، عن تقريرها السنوي حول أفضل الوجهات السياحية العالمية، وصنفت الجزائر ضمن الـ 52 وجهة، كما أن الصحيفة، صنفت الجزائر الأولى عربيا من الناحية السياحية، وتنصح الصحيفة بزيارة الجزائر في سنة 2023.
وحقيقة الأمر عكس ماكشفت عنه، الصحيفة، القصة بدأت منذ سنتين، عندما أجرى رئيس مكتب صحيفة نيويورك تايمز في العاصمة الفرنسية باريس، الصحفي Adam Nossiter، حوار مع الرئيس تبون والفريق شنقريحة، حول الأحداث التي جرت في الجزائر منذ بداية الحراك، تحت عنوان “بعد مرور عام على الحراك، سقط الأمل في التجديد في الجزائر” وهذا الحوار كان بمثابة تلميع لصورة النظام العسكري الجزائري ولسعيد شنقريحة، الذي صرح فيه بأن الجيش لا يتدخل في السياسة !؟، وركز حوار الصحيفة، على الترويج للجزائر و بأنها أصبحت، “حرة ديمقراطية” وخلقت سياسة جديدة وأقتصاد جديد.
مرة أخرى، تفاجئ هذه الصحيفة، الرأي العام، بهذه التصنيفات المشبوهة ؟ يصرف النظام العسكري الجزائري فائض القيمة من الغاز على التزوير في كل شيء، ويعتمد الأساليب المزيفة للإحصاء لممارسة أسوأ اشكال البروباغندا، حيث أن النظام العسكري الجزائري المفلس يتشبث حتى آخر رمق لخوض الحرب الناعمة عن طريق النصب والتدليس.
وبعد أن أدركت بعض الصحف والمراكز عقدة نظام العسكر الذي يلهث خلف المجد المزيف، أصبح النظام نفسه موضوع إستغلال لدى هذه المراكز الدولية التي تبيعه الوهم.
وآخر دعاية أطلقها نظام شنقريحة، هو إدعاء أن الجزائر هي الأولى من حيث السياحة، وقد إمتلك نظام شنقريحة الوقاحة لعدم ذكر المغرب الذي تفصله عن الجزائر في مجال السياحة قرون عديدة، حيث يقول أحد المتتبعين، لا مجال لمقارنة الجزائر مع المغرب في مجال السياحة الطبيعية والثقافية وغيرها، كما لا مجال للمقارنة على مستوى البنية، السياحية التحتية، ولا يحتاج السائح إلا أن يسأل السياح ليتعرف على الفرق.
ويقول أحد المراقبين، أن الجزائر لا تملك مواصفات الدولة السياحية، لا فنادق ولا طرقات ولا تقاليد سياحية، فضلا عن غياب الأمن السياحي، فالسائح في الجزائر لا يأمن على نفسه أو ماله.
وأضاف أحد المهتمين في الشأن السياحي، هل فعلا هذا التصنيف صدر عن صحيفة نيويورك تايمز ؟ الذي يضرب مصداقية الصحيفة الأمريكية.
ومما يؤكد على كذب الدعاية التي تطلبها الجزائر عن طريق الرشوة وإعتماد إحصائيات غير معترف بها دوليا، أنها قدمت نفسها، دون أن تشير إلى المغرب الذي ينطوي على بنية سياحية كبيرة كما ينطوي على آثار ومعالم تاريخية لا تقارن بالقليل من تلك المعالم في الجزائر ومعظمها في غرب الجزائر، يعود الفضل فيها للدولة المغربية نفسها وسلاطنتها منذ العصر المرابطي والموحدي والمريني.
كما إستبعدت الدعاية الجزائرية مصر التي تنطوي على تاريخ موغل في القدم ومعالم معروفة عالميا، كما تجاوزت بكل وقاحة تونس التي تنطوي هي الأخرى على معالم سياحية كبيرة.
وضعت الإحصائية المضحكة الجزائر ضمن أحسن 52 وجهة سياحية في العالم، والأولى عربيا، وبكل وقاحة قدمت نفسها ومن دفعت لهم ثمن الدعاية، أمام دول عربية لا مجال هناك المقارنة بينها وبينهم، كلبنان ومصر والأردن وسوريا والعراق.
رئيس مكتب صحيفة نيويورك تايمز في باريس (Adam Nossiter)
فالنظام الجزائري يحاول بالدعاية أن يحتقر العرب والأفارقة، وهو لا يملك فندقا واحدا بالمعايير الدولية للسياحة، وهذا راجع إلى الدونية وعقدة النقص التي يشعر بها حكام الجزائر، كدولة حديثة العهد لم تظهر سوى في عام 1962، تجاه دول عريقة ضاربة في عمق الحضارة والتاريخ.