آراءسياسة

البترول مال الشيطان

كيف يتم نهب أفريقيا ؟

إجتماع ثروة وضعف مصيبة، ويقول المثل المال السايب يشجع اللصوص، وأنا شخصيا إقتحم اللصوص سيارتي أمام المتحف البريطاني في لندن لانكشاف كاميرا في المقعد الخلفي، وكانت الكاميرا الأولى التي إشتريتها في حياتي، وكانت من نوع ماميا اليابانية الفاخرة إشتريتها عندما بدأت رحلة التخصص في ألمانيا.

وهذه النصيحة الذهبية أن لا تدع شيئا مغريا مكشوفا لأنك تدعو اللصوص بالدخول عليك ويقول المثل: القفل ليس للصوص بل جعل ضد الشرفاء حتى لا تنفتح شهيتهم لارتكاب الحرام، والبترول الأفريقي هو ذلك الكنز الذي يسيل له لعاب الأمريكيين أربع مرات:

ـ أولاً لعظم الكمية فقد قدرت آخر الاحتياطات أن الساحل الغربي لأفريقيا فيه ما لا يقل عن 105 مليار برميل من احتياطي النفط، يضاف إليه 11,7 بليون متر مكعب من الغاز الطبيعي.

ـ وهو ثانياً من نوع البترول الخفيف الظريف قليل الكبريت.

ـ وهو ثالثاً بترول يحمل في بواخر بنصف مسافة الخليج العربي، فبترول السعودية أو إيران والعراق ودولة الإمارات العربية أو حتى عمان يجب أن يمر من عنق هرمز ثم بالالتفاف على طول الساحل الجنوبي من الجزيرة العربية عبر المحيط الهندي ثم البحر الأحمر أو أن يلف حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا ولست خبيرا بتروليا أو ملاح سفن حتى أعرف تماماً الطرق التي تسلكها ناقلات النفط العملاقة حتى تصل أمريكا الشمالية، ولكن الشيء الأكيد أن الساحل الأفريقي يقع في مواجهة أمريكا ويأخذ نصف مسافة الخليج العربي بين جزيرة بوني مثلا في نيجيريا وميناء غالفستون في تكساس.

ـ والنفط الأفريقي أخيرا وهي أهم من النقاط الثلاث التي ذكرناها أنه سيغطي ربع احتياجات أمريكا يوم تشح الإمكانيات ويغيض البترول من العالم فالعالم يستهلكه بجنون وما كان يستهلكه عام 2003م زاد في سنة واحدة عام 2004م مليوني برميل من الإستهلاك اليومي الذي وصل إلى 99,558,000 مليون برميل يومياً، (مرتفعا من رقم 80 مليون برميل) تستهلك منه أمريكا لوحدها 20 مليون برميل يوميا؟

وهذا يعني حوالي ثلاث مليارات برميل شهريا أو 36 مليار برميل في السنة، وهو يفيد بكلمة صعبة أن كل الاحتياطي المعروف اليوم والبالغ 1200 ـ 1317 مليار برميل سوف يستهلك في مدى أربعين سنة على الأكثر مع الأخذ بعين الإعتبار زيادة الإستهلاك وإن كان ثمة توجه قوي حاليا للهايبريد أي الكهرباء مع النفط؟ وحاليا نحن شهود نمو عمالقة اقتصاديين يدخلون عصر البترول مثل الهند والصين، فالفرد في الهند والصين يستهلك على التوالي في السنة الواحدة 0,9 و 1,8 برميل في السنة مقابل 26 برميل للفرد الواحد في العام الواحد في أمريكا.

وأمريكا هي المستهلك الأعظم في العالم فهي تستهلك من الرقم السابق (99 مليون برميل من الإنتاج اليومي)  20.080 مليون برميل يوميا، أي أن الولايات المتحدة تستهلك أكثر من ربع ما يستهلكه كل الناس على وجه الأرض والبالغ ثمانية مليارات من الأنام (مع تاريخ 15 نوفمبر من عام 2022م)، مع أن سكان أمريكا يبلغون، عدد سكان أمريكا 2022.

يبلغ نحو 334،691،73 نسمة بناءً على إحصائيات Worldometer  لأحدث بيانات الأمم المتحدة، وبهذا الرقم فإن سكان الولايات المتحدة الأمريكية يعادل 4.25٪ من إجمالي سكان العالم ! أي حوالي ثلث مليار نسمة ولكنهم يستهلكون مقدار 1,5 مليار من سكان الأرض.

في الوقت الذي لا يجد أربع مليارات من الناس سيارة يركبونها مقابل كل أمريكي له أكثر من سيارة، وهذا يفتح عيوننا على الإعلان الأمريكي أن الساحل الأفريقي يمثل مصلحة وطنية لأمريكا؟

وتنقل مجلة المرآة الألمانية صورة مرعبة للوضع في أفريقيا، فالرئيس التشادي سابقا كان يضع في جيبه أول شيك بمبلغ 4.5 مليون دولار ليشتري به سلاحاً أمريكيا ليقاتل به المتمردين في الشمال؟ وفي نيجريا تستغل الشركات الأمريكية الغاز بتحويله إلى سائل في درجة حرارة 162 تحت الصفر وشحنه إلى تكساس على شكل سائل في الوقت الذي يعيش ثلثي الشعب النيجيري بدخل أقل من دولار واحد في اليوم للفرد الواحد، ويمشي الأطفال في منطقة القبائل من الاتيسكيري وهم منفوخي البطون بلون شعر برتقالي بسبب نقص التغذية ونحن نعرف أن انتفاخ البطون عند الأطفال هو بسبب نقص البروتين (مر ض كواشيركور).

وأتذكر حينما عرضت المجلة خبرا عن مجلة لوس أنجلس أن رئيس دولة صغيرة هي غينيا الاستوائية كان (تيودورو نجويما أوبيانغ) والدولة بالكاد ترى في الخارطة وتقع بين زائير والغابون وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر وعثر في ساحلها على احتياطي قدر بأربع مليارات برميل تقول المجلة أنه حول لحسابه الخاص في واشنطن نصف مليار دولار. وعندما سئل الخبير المالي في مركز الطاقة العالمية في لندن السيد (ليونيداس درولاس) عن هذا التصرف وكان بإمكانه أن يضيء الكهرباء فوق رؤوس العباد ويؤمن لهم بنية تحتية ومدارس وجامعات ومشافي؟ قال لمن سـأل أتريد الجواب بساطة؟ إن البترول هو مال الشيطان فافهم؟ وخبير البنتاغون (كينيث بولاك) يقول أتريد أن تعرف على ماذا تدور السياسة العالمية إنها حول النفط أيها الغبي؟ وكيسنجر يقول أن البترول مادة حساسة يجب أن لا يترك مصيرها في يد العرب.

والمستشار (لورانت مايروفيتش) في البنتاغون اقترح احتلال مناطق البترول في السعودية وقد يحصل هذا يوما إن لم يكن حاصل خفية، فلنفتح عيوننا على ما يدور خلف الكواليس.

https://anbaaexpress.ma/n7lrc

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى