رياضةمجتمع

كرة القدم النسوية بدمنات حلم يتحقق

في حوار مع نائب رئيس وطبيب فريق دمنات النسوي د حسن المنصوري

إعداد: جواد كوفي

إن كرة القدم شمس تشرق دون انقطاع على العالم، توحد الشعوب، إنها بديل حضاري عن العنصرية والتفاوت بين الأجناس، ونحن في نصف نهاية كأس العالم بدولة قطر الشقيقة التي تقدم صورة رائعة تجسد للروح الرياضية الراقية نفتح نقاش رياضي ثقافي مع د: حسن المنصوري نائب رئيس وطبيب فريق دمنات النسوي لكرة القدم، لأجل تسليط الضوء على هذا الحلم الذي تحقق بالمدينة وعن أهداف هذا الحلم الكروي الواعد.

لعبت الإناث كرة القدم منذ زمن، فقد كانت أول مباراة سنة 1892 بإسكتلندا، تحت اشراف الاتحاد الإسكتلندي لكرة القدم وبعد مراحل من الرفض والقبول للعبة – حسب المخيال الشعبي والعقلية الذكورية للمجتمعات- ستصبح إيطاليا أول دولة تطبق نظام احترافي لكرة القدم النسائية، في سبعينيات القرن الماضي جزئيا، لتطبقه بعدها الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كلي وكذلك اليابان، التي أقامت أول دوري للمحترفات سنة 1992.

كيف تنظر د: حسن إلى كرة القدم النسوية و الرياضة في المغرب بصفة عامة؟

أولا يجب أن نؤكد على ضرورة الرياضة، التي لا يمكن أن يجادل أحد في أهمية نتائجها الإيجابية على صحة الإنسان الجسدية والنفسية وهذا ما يفسر اهتمام الشعوب العريقة بهذه الممارسة، منذ القديم، خصوصا الشعوب الأسيوية التي تعتبر الرياضة جزء من المعيش والروتين اليومي، هذه الثقافة نفتقدها للأسف عندنا بالمغرب، حيث لم تأخذ الرياضة مكانتها الأساسية في ثقافة الناس وبرنامجهم اليومي بالرغم من أن الدولة والجامعة تقوم مؤخرا بمجهود كبير جدا لتشجيع الرياضة وتجديد الاهتمام بكرة القدم الذكورية والنسوية كذلك.
نتوقف عند كرة القدم النسوية باعتبارك من مؤسسي الفريق وحامل هم تطوير لعبة كرة القدم النسوية بالمدينة، نريد أن نعرف كيف جاءت فكرة تأسيس فريق لكرة القدم بالمدينة.

هو حلم أو لنقل رغبة لابنة المنصوري(أميرة المنصوري )- وهي لاعبة الآن بفريق الجيش الملكي- شغفها الكبير وحبها لكرة القدم كرياضة ومتنفس صحي لها ولمجموعة من صديقاتها اللواتي يشتركن في نفس الشغف، جعلنا نفكر بجدية في تأسيس فريق للمدينة على غرار بعض مدن الجهة، التي كانت سباقة نسبيا لتأسيس فرق نسائية.
نحن كذلك خضنا تجربة تأسيس فريق لكرة القدم النسوية سنة 2019 وتحقيق الحلم على أرض الواقع، خصوصا وأن النواة الأولى للفريق كما سبق وأشرت متوفرة.

تجربة فريق نسوي هي أول تجربة تمكن الإناث من لعب كرة القدم بطريقة منظمة وهادفة. كيف كانت البداية؟ وهل كان الانخراط في هذا المشروع بطريقة عفوية؟

باعتبار كرة القدم لعبة ذكورية واجهتنا عدة مشاكل في التأسيس، منها ما هو ثقافي كغياب اهتمام الإناث بكرة القدم محليا ومنها ما هو تنظيمي.

حتى على الصعيد الوطني كانت هناك بدايات خجولة لهذه اللعبة، غير أن الملاحظ مؤخرا ومع نجاحات الفريق الوطني النسوي وكذا المشروع الكروي الذي جاء به فوزي القجع رئيس الجامعة سيتغير نوعا ما منظور المجتمع الى الرياضة، وهذا بطبيعة الحال سيمنح كرة القدم النسوية إشعاعا وقبولا وطنيا قويا مما سينعكس إيجابا على الفريق.

بعد تشكيل الفريق تم تأسيس جمعية كرة القدم النسوية لأجل المشاركة في البطولة الوطنية، فعلا تمت المشاركة بفريق فتي وحققنا المرتبة الثانية في العصبة باستحقاق.
وأنا أتابع الفريق وإنجازاته التي يحققها، رغم حداثة التأسيس يجعلنا نرفع القبعة لهذه الروح الجماعية والعمل الرائع الذي يقوم به الطاقم التقني.

هل يمكنك أن تحدثنا عن تجربة المشاركة بالبطولة؟

أولا هذه المرتبة المشرفة جدا، التي حققها الفريق في أول تجربة له، وكذلك هذا الانسجام أعطى إشعاعا ودفعة كبيرة للجمعية، خاصة بين تلميذات الإعدادي والثانوي، حيث بدأت تلتحق بنا مجموعة كبيرة من المنخرطات في جميع الفئات العمرية، مما فرض علينا – حتي لا نحرم كل المنخرطات من متعة المنافسة والاحتكاك مع فرق ـخرى أرغمنا على – المشاركة الموسم الفارط في البطولة الوطنية بثلاثة فئات عمرية والمفاجأة أن كل هذه الفئات جذبت الأنظار، سواء من حيث الانسجام الكبير الذي يظهر بين اللاعبات أو من حيث التنظيم و الالتزام الذي يظهر داخل هذه الفرق. وبهذه المناسبة نشكر مدرب الفريق( جواد الوكيلي).

هذا التميز جعلنا نفكر كذلك، في تنظيم مهرجان لكرة القدم النسوية خلال كل شهر نونبر من كل سنة، تحضره فعاليات وأطر محلية و وطنية تهتم بالرياضة (مرفق بصورة من المهرجان).

إذا كان هذا الفريق الحديث العهد قادر على المنافسة وهو مؤشر إيجابي على إمكانية تطوير المشروع و نحاجه.

هل كان هناك دعم من المتدخلين والمسؤولين عن الرياضة والثقافة في المنطقة؟

الكل يعرف حجم الصعوبات والعراقيل، التي تواجه الجمعيات الحديثة التأسيس، خصوصا في مجال الرياضة، حيث لم نحصل في الموسم الأول على أي دعم من أي جهة.

كانت البداية بمجهودات وتضحيات خاصة جدا، مثلا رئيسة الفريق مشكورة لطيفة تنطفت، كثيرا ما تحملت كل المصاريف (التدريب- التنقل- الأكل- مبيت الفرق الزائرة…).

الموسم الثاني توصلنا بدعم من جماعة دمنات ودعم من جهة بني ملال خنيفرة، لكن هذا الدعم لم يكن في المستوى المطلوب، هذه السنة توصلنا بدعم لا بأس به من العصبة و وعود من الجهة نرجو أن تتحقق.
نرجو ذلك ، كما نرجو من رئيس المجلس البلدي بالمدينة وهو رياضي ومحب للرياضة، أن يتفاعل مع تألق الفريق النسوي ويقدم الدعم الذي تستحقه الجمعية.

بالنسبة لتنقل الفريق هل تتوفرون على حافلة خاصة بالفريق؟ ونحن نعرف المسؤولية الكبيرة على عاتقكم، من طرف الأسر خصوصا أن الفريق يتشكل من فتيات بأعمار مختلفة.

نعم، مشكلة النقل هاجس أو كابوس نعيشه كل أسبوع، هي العائق الكبير الذي نحاول تجاوزه اليوم من خلال تواصل الرئيسة بالعمالة مرارا وبعض الجهات المسؤولة، خصوصا أن المشاركة في البطولة الوطنية تلزمنا بالتنقل كل أسبوع داخل الجهة بالإضافة إلى غلاء المحروقات …
هناك وعود كثيرة بتوفير حافلة نقل خاص بالفريق نتمنى تحققها على أرض الواقع.

نشكرك د حسن المنصوري على هذا التفاعل والنقاش الممتع ونترك لك كلمة أخيرة كفاعل جمعوي وكطبيب ومثقف بالمدينة.

أخيرا هذا مشروع خاص لأجل بنات المدينة، هادف وجدي، وهو في نفس الوقت بديل وحل واقعي لمجموعة من المشاكل الصحية والنفسية لبناتنا، وأنا طبيب بالمدينة و أعرف عدد الأزمات والأمراض التي تحدث إثر غياب الثقافة الرياضية.

إذن بالنسبة لنا، نحن واعون بالدور الكبير الذي تقوم به الرياضة، داخل كل مجتمع، حيث لها امتداد صحي، نفسي، تربوي واجتماعي، لهذا يمكن القول، أن الدعم المعنوي الكبير الذي نجده من الجمهور المحب للرياضة ومن بعض المسؤولين داخل المدينة، يجعلنا نحمل هذه المسؤولية والأمانة بحب وفخر وبروح رياضية كذلك.

تعتبر كرة القدم اللعبة الأكثر انتشارا وشهرة في العالم، لما لها من حضور وشعبية بين جميع فئات المجتمع، شرطها البسيط هو الرغبة والإرادة، لهذا لم تعد حكرا على الذكور فقط، بل أضحت لعبة الإناث ومصدرا للمتعة والصحة الجسمانية والنفسية التي هي غاية الإنسان بصفة عامة.

https://anbaaexpress.ma/7ixop

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى