خطاب لسانشيز إلى القوات المسلحة الإسبانية تظهر الخط الوهمي الفاصل لخريطة المغرب وصحرائه

وجه رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز خطابا وكلمة شكر إلى القوات المسلحة الإسبانية العاملة في الخارج بمناسبة عيد الميلاد المجيد، والحديث عن الحرب الروسية الأوكرانية.

لكن الغريب وبعد اعتراف مدريد الرسمي بمقترح الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، أبرز شانشيز خريطة للعالم في خلفية الاستوديو الذي وجه منه الخطاب الى القوات المسلحة الإسبانية وبحضور وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريت روبلز، تظهر الخط الوهمي الفاصل الذي يفصل المغرب عن صحرائه، مما يطرح أكثر من تساؤل عن مدى جدية إعتراف مدريد بمغربية الصحراء، أم أن الأمر يتعلق برسالة ضمنية لمدريد إلى الرباط، للضغط عليها فيما يخص بملف ترسيم الحدود البحرية وتعيينها بمياه الأطلسي، بالصحراء المغربية، المقابلة لجزر الكناري الواقعة تحت التاج الإسباني.

في حين رأى مراقبون، أن اعتراف مدريد بمغربية الصحراء لايمكن ان تتراجع عنه نظرا لأن هذا الأمر قد حسم بشكل نهائي في السياسية الإسبانية، رغم الضغوطات من بعض القوى اليسارية الراديكالية واليمين المتطرف الذي يضغط على الحكومة بملف الصحراء المغربية، حيث أن هذه القوى تتلقى تمويلا سخيا من الجزائر العراب الرسمي لمليشيا البوليساريو الانفصالية، وكذلك الضغط على مدريد لكي تتراجع عن موقفها الرسمي من مغربية الصحراء.

وحسب مراقبون كذلك، فإن اظهار خريطة المغرب غير كاملة، في خطاب رئيس الحكومة التنفيذية الى الجيش الإسباني، لم يأتي إعتباطا، بسبب العقيدة العسكرية الإسبانية التي تعتبر المغرب العدو الاستراتيجي رقم 1 خارج الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإن الدولة العميقة في إسبانيا لازالت لم تستوعب بعد تغيير الموقف السياسي التقليدي لاسبانيا من مغربية الصحراء.

وعلى أي فإن إبراز خريطة العالم وظهور الخط الفاصل الوهمي بالصحراء المغربية، يجب على الفاعل السياسي الإسباني أن ينتبه الى هذه التفاصيل، بعد عودة العلاقات المغربية الإسبانية الى سابق عهدها، والذي لايخدم المصلحة السياسية والاقتصادية لإسبانيا.

للإشارة فإن خطاب سانشيز، وجهه بالتحديد  إلى جميع المهمات الأمنية المهمة في الاتحاد الأوروبي للقوات الإسبانية في مالي والسنغال وجمهورية أفريقيا الوسطى والصومال وموزمبيق وخليج غينيا والمحيط الهندي، وكذلك في كولومبيا والعراق ولبنان أو تونس أو موريتانيا أو الرأس الأخضر أو ​​تركيا أو البوسنة والهرسك وكذلك في البحر حيث تضمن السفن البحرية الحق في الملاحة الآمنة في البحر الأبيض المتوسط ​​والمحيط الأطلسي.