يبدوا أن إستنتاجات تقرير بنك الاستثمار الأوروبي الذي صدر الأسبوع الماضي حول الإمكانات غير العادية للهيدروجين الأخضر في إفريقيا، أصبحت تشكل مصدر قلق لإسبانيا بسبب الإستراتيجية المغربية في هذا الشأن بعد أن خططت المملكة لإنتاج هذه المادة الصديقة للبيئة يفتح الباب أمام الاستثمار الأوروبي في بلد تعتبره مدريد منافسًا مستقبليًا في مجال الطاقة.
وأفاد تقرير لصحيفة “The objective “ الإسبانية أن بنك الاستثمار الأوروبي سلط الضوء على قدرات المغرب في مجال الطاقة الشمسية وإنتاج الغاز النظيف، وهو ما يمثل رهانًا من الاتحاد الأوروبي على المملكة المغربية التي تعد أحد المنافسين الرئيسيين لإسبانيا في المنطقة.
وأكد ذات التقرير، أن الحكومة الإسبانية ، على المستوى الرسمي لا تعتبر المغرب تهديدا مباشرا أو منافسا في مجال انتشار الهيدروجين الأخضر في إسبانيا لكنها عمليا تستوفي الرباط الشرطين الأساسيين لإنتاج هذه المادة.
حيث أن هناك الكثير من الشمس والمساحة وهما شرطان توفرهما إسبانيا أيضًا، لكنها تؤكد أنه بعيد كل البعد عن القلق الذي تبديه بروكسل الآن تجاه المغرب فيما يتعلق بتطوير إنتاج الغاز النظيف.
وتعتقد مصادر من الاتحاد الأوروبي، بحسب الصحيفة الإسبانية أن القارة الأفريقية شريك استراتيجي لضمان الوصول إلى طاقة نظيفة ومستدامة في أوروبا ، وستصبح لاعبا دوليا في مجال الطاقة بفضل صادرات الهيدروجين.
حيث سيتم تسخير الطاقة الشمسية لإنتاج 50 مليون طن من هذه المادة سنويًا بحلول عام 2035 ، والتي يمكن أن تساعد في تأمين إمدادات الطاقة في العالم، وخلق فرص العمل ، وإزالة الكربون من الصناعات الثقيلة واستدامة الطاقة.
ما يقلق الإسبان بحسب ذات المصدر الإعلامي، هو أن التقرير، وهو أول دراسة تفصيلية عن جدوى تطوير مجال الهيدروجين الأخضر في إفريقيا ، يتناول فرص الاستثمار في 4 دول موزعة على 3 أقطاب، الأول المغرب وموريتانيا، الأقرب جغرافيًا إلى إسبانيا وأوروبا بشكل عام ومصر الثانية والثالثة جنوب إفريقيا مع خارطة طريق للحلول التقنية والاقتصادية والبيئية والمالية مما يعني تمهيد الطريق لبدء تدفق الاستثمارات عمليًا.
ويؤكد التقرير الأوروبي أن إنتاج ونقل الهيدروجين الأخضر يمكن أن ينطوي على استثمار فلكي قدره تريليون يورو مقابل الزيادة الهائلة في الناتج المحلي الإجمالي ، والتي من شأنها أن تخلق مئات الآلاف من الوظائف الدائمة والمؤهلة في جميع أنحاء إفريقيا، وفي المقابل ستكون أوروبا أكثر راحة بشأن مستقبل احتياجاتها.
وفي قطاع الطاقة ، خلصت The objective إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تضر فيها الاستثمارات الأوروبية والمساعدات للمغرب بالمصالح الاقتصادية والتجارية لإسبانيا.
تعليق واحد