كانت أنباء إكسبريس سباقة لإثارة موضوع تنامي ظاهرة الميز العنصري في أوروبا من خلال التقرير الذي أنجزته ميدانيا، وعرف تفاعلا كبيرا، حيث إستجوبت عددا من المواطنين الفرنسيين من أصول إفريقية، الذين عبروا عن إستياءهم من التصرفات الأمنية القائمة على التمييز.
كما أشارت أنباء إكسبريس إلى مخاطر إنتشار العنصرية باعتباره نقطة ضعف تهدد المجتمع الفرنسي على المدى البعيد.
وكانت أنباء إكسبريس سباقة لإثارة هذا الموضوع الحساس، والمزعج، ويتطرق التقرير، إلى السياسة العنصرية الفرنسية و إنتشار خطاب الكراهية والتحريض، وسط النخبة المثقفة الفرنسية وصناع القرار، تجاه المهاجرين، خصوصا الأفارقة أصحاب البشرة السوداء، وكذلك، التحريض على كراهية الإسلام و المسلمين، مخالفين مبدأ قيم التسامح والتعايش بين الثقافات.
ومما يؤكد ماجاء في تقرير، حول هذه السلوكيات العدوانية، تقدم المسجد الكبير في باريس بشكوى يوم الأربعاء 28 ديسمبر ضد الكاتب الفرنسي، الشهير “ميشيل ويلبيك”، الحائز على جائزة، “كونكور” الشهيرة، الذي أدلى بتصريحات، عنيفة وخطيرة للغاية، تعتبر “تحريض على كراهية المسلمين.
وإستنكر مدير جامع باريس شمس الدين حافظ ، أمس الخميس 29 للتصريحات العنيفة والخطيرة للغاية وغير المسؤولة التي أدلى بها الكاتب والسينمائي الفرنسي “ميشيل ويلبيك” في مقابلة تعود إلى نهاية شهر نوفمبر، مع مؤسس مجلة Front Populair، الفيلسوف ميشال أونفراي.
وصرّح فيها ويلبيك “أن رغبة الفرنسيين الأصليين، كما يقولون، ليست في أن يندمج المسلمون، بل أن يتوقفوا عن سرقتهم ومهاجمتهم، وإلا فهناك حلّ آخر، أن يغادروا”.
ومما جاء في تصريحات ويلبيك أيضًا أنه عندما تكون جميع المناطق الفرنسية تحت السيطرة الإسلامية، أعتقد أن أعمال المقاومة ستقع، وستكون هناك هجمات وإطلاق نار في المساجد، والمقاهي التي يرتادها المسلمون. باختصار هناك مناطق في فرنسا ستنقلب رأسًا على عقب وستحدث مجازر.
وردا عليه، قال شمس الدين حفيظ لقناة BFM-TV الفرنسية إن “إقصاء مكون كامل من الشعب الفرنسي، أمر خطير للغاية، مستنكرا إستعمال عبارة ثنائية، الفرنسيين الأصليين والمسلمين”.
وأشار عميد المسجد في بيان يوم أمس الخميس حصلت “أنباء إكسبريس” على نسخة منه إلى أنه سيرفع شكوى على خلفية التصريحات التي إعتبر أنها تحريض صريح على كراهية المسلمين.
وحسب عدة دراسات صادرة عن مؤسسات رسمية، و على رأسها وكالة الحقوق الإنسان الأساسية التابعة للإتحاد الأوروبي، تؤكد بأن ظاهرة العنصرية أصبحت تتنامى بشكل كبير في أوروبا، راجع إلى السياسات المتطرفة التي يتبناها، صناع القرار.
* للإطلاع على تقرير أنباء إكسبريس تحت عنوان: “المونديال يكشف وجه العنصرية بأوروبا“.