في تصريح خطير وغريب، قال الرئيس التونسي قيس سعيد، أن هؤلاء الذين يتباكون على حرية التعبير في بلاده ليست لديهم حرية تفكير بل هم مرتزقة، خلال لقائه في قصر قرطاج رئيسة الحكومة نجلاء بودن وعددا من الوزراء بينهم وزير الدفاع ومسؤولين أمنيين.
وأضاف سعيد إن مشاركة بـ9 أو 12 بالمئة أفضل من الـ99 بالمئة في الانتخابات التشريعية، التي كانوا يشاركون فيها وكانت تتهاطل برقيات التهاني من الخارج وتعلم تلك العواصم أن تلك الانتخابات مزورة، ونحن بحاجة إلى برقيات التهاني من الشعب التونسي.
وتصدّى سعيّد بحدة لمعارضيه ومنتقديه من دون أن يسميّهم، قائلا “حصل هذه الأيام من قبل الغارقين حتى النخاع في الفساد والخيانة أنهم يتولون ليلا نهارا ضرب مؤسسات الدولة ويتطاولون على سلطة الدولة ورموزها وهذا التطاول يرتقي إلى مرتبة التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي”.
وتابع قيس سعيد هذه الأوضاع لا يمكن أن تستمر ولن يبقى هؤلاء بدون جزاء في إطار القانون.
وفي سياق متصل وعن نقص المواد الغذائية الأساسية اتهم معارضيه بأنهم يختلقون الأزمات وخطاب الأزمة عندهم هو للتحريض على مؤسسات الدولة.
ورأى مراقبون ومختصون في الشأن التونسي أن تصريحات قيس سعيد خارجة عن السياق السياسي وأنها منفصلة تماما عن الواقع، “الشيزوفرينيا السياسية“، بعد نتائج الإنتخابات التشريعية البرلمانية الأخيرة ونسبة المشاركة الهزيلة، التي كانت بمثابة رد واضح من المعارضة التونسية وشريحة واسعة من الشعب التونسي، ورسالة واضحة إلى سعيد، أنهم لم يعودوا مستعدين لمساعدته في إضفاء الشرعية على نظامه في سابقة لم تحدث في تونس منذ حصولها على الاستقلال.
ووفق نفس المراقبون، واصل قيس سعيد هوسه بالمحو، فمحا نهائياً مجلس النواب الذي علقه وجمده شهوراً كما يقول، وفعل ذلك بعد يوم من إعلانه أمام العالم كله أنه لم يقم بحل البرلمان، لأن ذلك يتناقض مع ما جاء في الدستور، الغريب أن قيس سعيد حل البرلمان بالدستور نفسه، والأغرب أنه حل البرلمان بالدستور الذي علقه وفصوله التي ألغاها (الفصل 72) .
وأضافوا، “محا قيس سعيد كل المؤسسات القضائية والتشريعية والرقابية، ولم يبق إلا على مؤسسة واحدة، هي مؤسسة رئاسة الجمهورية”.
تعليق واحد