في 22 مارس 1945م اتفقت الدول العربية:
سوريا – العراق – اليمن – مصر – لبنان – السعودية – الأردن.. على إنشاء الجامعة العربية وفتح المجال للدول للإنضمام إليها وقد إنظمت بقية الدول العربية لتصبح “23” دولة بعد نيل إستقلالها.
جاء إنشاء الجامعة من أجل استيعاب الدول العربية تحت إطار جامع، أو محتوى يضمن وجودها ويحفظ مصالحها من خلال العمل المشترك الذي يحفظ إستقلالها وسيادتها، من خلال توقيع إتفاقية للدّفاع المشترك والتّعاون الإقتصادي.
تعد جامعة الدول العربية أقدم منظمة إقليمية في العالم، شهدت الجامعة العربية أحداث سياسية لعل أهمها الصراع العربي الإسرائيلي ونتج عنه مجموعة من الحروب، خلال سنوات 1948 و 1967 و 1973 و 1982، بالإضافة إلى الأحداث التي شنت فيها إسرائيل إعتداءتها، التي لم تتوقف واستمرت في كل وقت وحين !
كذلك واجهت الجامعة العربية خلافات عربية – عربية وقطعية لعل أهمها توقيع مصر لمعاهدة سلام مع إسرائيل بمايعرف كامب ديفيد 1979، والتي عارضتها غالبية الدول العربية، مما أدى إلى نقل مقر الجامعة لتونس، لتعود من جديد في عام 1989 إلى مقرها الأصلي في مصر.
الحرب العراقية الإيرانية:
اندلعت في 22 سبتمبر 1980 حتي 20 أغسطس 1988 والتي دعمت فيها دول الخليج ومصر وغالبية الدول العربية العراق، وجاء احتلال العراق للكويت في 2 أغسطس 1982 بعد فشل الجامعة على حل الخلاف بين الكويت والعراق ومما أدى إلى أزمة سياسية وانقسام بين الدول الأعضاء حول التعامل مع الاحتلال العراقي !
الجامعة العربية والمتغييرات الإقليمية والدولية:
لم تتمكن الجامعة، من تنفيذ مقرارات القمم العربية حتي في المجال الإقتصادي على الرغم من إنشاء “منطقة حرة” في عام 1998، فلم يتجاوز حجم التبادل العربي 11 في المئة، وذلك بسبب عدم وجود تعاون أو تكامل بين اقتصاديات العربية وأن وجدت منظمات تابعة للجامعة العربية..، لكنها مجرد إجتماعات وقرارات دون تطبيق !
وكذلك إختلاف الأنظمة بين الإشتراكية والرأسمالية وتبعية كلا منها للدول الكبرى، أيضا طبيعة الأنظمة السياسية وتمسكها بالسلطة وانتشار الفساد والفقر و البطالة.. إلخ !
أولويات الجامعة العربية سياسية او اقتصادية:
أنشئت الجامعة على أسس سياسية في ظل إختلاف طبيعة الأنظمة بين ملكية وجمهورية، بالإضافة إلى الصراع العربي الإسرائيلي وإختلفت الرؤى في طريقة التعاطي معه، وتمسك بعض الأنظمة بخيار المقاومة والرفض للسياسات الأمريكية الداعمة لإسرائيل!
والذي كان أحد اهم أسباب الخلافات والقطيعة، وانعكاسه سلبا على تعزيز التعاون العربي وتنفيذ قرارات العربية !
ونجد أنفسنا للعودة للحديث عن أزمة سياسية زادت من الإنقسام العربي.. وابتدأ من إحتلال العراق في 2003 وإندلاع ثورات الربيع العربي والذي دعمته الجامعة العربية.
والذي دعم التدخلات الأجنبية في ليبيا وسوريا، وقد طرحت تساؤلات عدة عن الموقف الذي إتخذته الجامعة العربية من حيث دعمها وعجزها بدل إيجاد موقف عربي يرفض تلك التدخلات..
ليأتي الأمين العام للجامعة أحمد ابوالغيط لكى يحمل التدخلات الخارجية مسؤولية ماحدث في الدول العربية كاليبيا وسوريا ؟
القمة العربية الـ31 بالجزائر:
جاءت القمة العربية بالجزائر والتي اختتمت أعمالها اليومين الماضية والتي اطلق عليها “قمة لم الشمل”و التي غاب عنها ثمانية من الزعماء العرب لتخرج بجملة من القرارات، نتمنى أن تجد طريقها لتنفيذ في ظل المتغييرات الدولية التي تحتم على الدول العربية إيجاد صيغة جديدة تراعى مصالح كل دولة.
والتركيز على التعاون الإقتصادي و الإجتماعي والأمن الغذائي، وفق رؤية جديدة بعد فشل التوافق السياسي !
أمام الجامعة ملفات خلافية أهمها:
– القضية الفلسطينية.
– الخلاف الجزائري المغربي.
– الملف الليبي.
– الأزمة السودانية، بالإضافة إلى الأزمة اللبنانية والوضع في العراق، والخلاف مع إيران؟
إذا هذه فرصة جديدة تتطلع من خلال الشعوب العربية لتحقيق حلمها الذى طال من أجل بناء كيان لمواجهة الكيان الكبري في العالم !!