
إعداد.. إسماعيل الراجي
أولا: لمحة عامة عن سياق تنظيم المسيرة الخضراء
ها هي تحل الذكرى 47 من ذكرى المسيرة الخضراء، مسيرة تردد صداها خلال سبعينيات القرن الماضي في العالم، بناء على ضوء نوعيتها، وحجمها وأهدافها، لقد دخلت المسيرة الخضراء سجل التاريخ السياسي المعاصر من أوسع أبوابه، إذ شكلت المسيرة يومها، حدثا من أهم الاحداث السياسية والاجتماعية في سياق الدولي.
فعلى أثر النداء الذي وجهه الملك الراحل الحسن الثاني للمغاربة، الذي تضمنه خطاب يوم 16 أكتوبر 1975 عقب صدور حكم محكمة العدل الدولية_لاهاي_ التي بتت في ملف الصحراء المغربية، وقدمت رأيها الاستشاري معترفا، حكم المحكمة، للمغرب بحقه في صحرائه مؤكدا على وجود روابط قانونية وروابط بيعة متجذرة كانت دائما قائمة بين العرش المغربي وأبناء الصحراء المغربية.
وعليه، جاء الخطاب الملكي الذي ورد فيه حيثيات وتفاصيل تنظيم المسيرة: “إننا علينا أن نقوم بمسيرة خضراء من شمال المغرب إلى جنوبه ومن شرق المغرب إلى غربه. علينا شعبي العزيز أن نقوم كرجل واحد بنظام وانتظام لنلتحق بالصحراء لنصل الرحم مع إخواننا في الصحراء وكيف ستكون هذه المسيرة؟ سيشارك في المسيرة 350 ألف من السكان. شعبي العزيز، عليك أن تقدر وتفكر وتقيم 350 ألف من السكان 10 بالمائة منها من النساء لأن النساء والرجال شقائق في الأحكام والحقوق وحتى في الوطنية، بل ربما وجدنا من النساء في تاريخ العرب وتاريخ المغرب من هن أكثر غيرةً على وطنهن ووطنيتهن من بعض الرجال.
المسيرة سنذهب فيها بدون سلاح، يجب أن نتفق على أننا لا نحارب اسبانيا ذلك أنه لا يمكننا أن نحارب اسبانيا لأنها لم يعد لها دخل في المسألة، ونطلب من اسبانيا من الآن أن تسجل علينا أننا لن نحاربها ولن نشهر عليها الحرب لأنه فيما إذا ماتت روح مغربية أو هلك مغربي واحد فإنها ستكون مسؤولة عن ذلك أمام الرأي العام داخل اسبانيا والرأي العام المغربي والرأي العام العالمي.
وأقول لاسبانيا: أن 350 ألف مغربي ومغربية سيدخلون الصحراء، ليست لنا حرب مع اسبانيا أو أي مشكل آخر، مع العلم أن اسبانيا قررت الخروج من الصحراء فلتخرج وتترك الأرض لأصحابها ولكن مقابل هذا أقول أن المغرب مستعد بل من الواجب عليه أن يقوم بواجب الدفاع عن النفس وحفظ الكرامة وصيانة الأرواح فيما إذا وجد في طريقه حاجزا غير حاجز اسباني.
إن كل حاجز اسباني اعترض طريقنا لن نحاربه، فإذن ليس هناك دافع لمحاربته، أما إذا كان هناك عنصر أجنبي عن الاسبانيين سوف لا نتهاود في الدفاع بل سوف لا نتردد على الزحف ولذلك سيكون الزحف صدا للعدوان ودفاعا عن النفس”.
استجابة للخطاب الملكي، وما تضمن من دعوة ونداء للمغاربة للمشاركة في مسيرة سلمية من أجل واجب استرجاع الأقاليم المغربية الجنوبية التي تحتلها سلطات الاحتلال الاسباني. لب النداء ألوف المغاربة، تطوعوا من كل الاقاليم، من أجل تلبية نداء قائد المسيرة الخضراء الملك الحسن الثاني.
في الأدبيات الاجتماعية تعد المسيرة الخضراء بكل المقاييس؛ مقياس القضية، والعدد المشارك، والوعي السياسي واللحمة الوطنية…؛ ملحمة وطنية تنضاف إلى مجموع الملاحم الوطنية السابقة التي ائتلف فيها المغاربة بزعامة قيادتهم الملكية من أجل النضال والجهاد في سبيل تحرير الوطن والدود والدفاع عنه.
على مشارف انطلاق المسيرة الخضراء يوم 6 نونبر 1975، الذي سبقه مجموعة من الإجراءات الأساسية والتنظيمية، من بينها عملية التقيد في لوائح المتطوعين واعدادات اللوجيستية، فمن خلال الرقم المحدد لعدد المشاركون المحدد في 350000 مشارك الذي هو في الأصل عدد المواليد الذين ازدادوا خلال تلك الفترة حسب ما تقوله عدد من المصادر.
فقد تطلب هذا الجمع من متطوعو الواجب الوطني للمسيرة الخضراء، اعداد خطة شاملة لنقلهم من المدن والقرى في المجال المغربي، ونقلهم من محطة إلى محطة حتى الوصول في التوقيت المحدد لانطلاق المسيرة الخضراء.
فعبر رحلة السفر للمشاركة في المسيرة التي قطع خلالها المتطوعون والمتطوعات مئات الكيلومترات، ما تزال تشكل هذه الرحلة بالنسبة للمشاركين أهم رحلة اختلجتهم خلالها مشاعر حقيقية عن حب الوطن.
بعد مشقة السفر، وصل المشاركون إلى نقطة التقاء، أطلق الملك رسميا انطلاق مسيرة الخضراء من خلال ما جاء في خطابه يوم 5 نونبر 1975م، خطابا موجها للمتطوعين، فيه جاء: “غدا إن شاء الله ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة الخضراء، غدا إن شاء الله ستطأون طرفا من أراضيكم وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون ثرى من وطنكم العزيز”.
عبر مشهد حركة سير وسائل النقل، من الشاحنات والمركبات الأخرى التي تقل المتطوعين؛ والتي شكلت سلسلة طويلة على طول امتداد كيلومترات نحو طرفاية ونحوها، انطلقت المسيرة الخضراء التي واكبتها تغطية إعلامية ووطنية ودولية.
ففي ذلك اليوم التاريخي، يوم المسيرة الخضراء، عد يوما مشهودا في عالم الاحداث السياسية والتاريخية في الفترة المعاصرة، حيث شاهد العالم بأسره عبر وسائل الاعلام المتاحة مسيرة؛ كل شيء فيها رمزي وقوي من وحي التراث والحضارة، من الاسم إلى العدد المشارك في هذه المسيرة، مرورا بالرموز والشعارات.. إلخ.
لقد مشهد المسيرة الخضراء، المشهد الحي، بعث روح النضال من جديد، والشعور بمعركة التحرير التي قادتها الشعوب المحتلة من قبل قوى الاستعمار والاستكبار التي احتلت مجموعة من الأقطار خلال حقبة الكولونيالية، حيث عملت قوى الاحتلال الغاشم على تقسيم المقسم وتجزئ المجزأ، والعمل على النعرات الطائفية والعرقية ونحوها من الممارسات، والأفكار المسمومة التي حاول دهاقنة الاحتلال الاستثمار فيها، لكن ارادت الشعوب، وعقيدتها أقوى من كيد ومكر المحتلين.
وها هي المسيرة الخضراء المظفرة، شاهد على استمرار عملية النضال، تتواصل في اطار عملية تلاحم بين كل مكونات المجتمع المغربي في مشهد عابر للحدود، ونموذج في الوطنية في القطر العربي والإسلامي والعالمي، من أجل استكمال وتطهير البلاد من براثن ونير الاحتلال الاسباني الغاشم، هذا الاحتلال الذي تربص بأرض الصحراء المغربية حتى جاءت المسيرة الخضراء ووضعت حدا لتواجد الاحتلال الاسباني في أقاليم المغرب الجنوبية، وما يزال الاحتلال الاسباني لليوم جاثما على سبتة ومليلة ومجموعة من الجزر المغربية في الشمال.
لقي عمل المسيرة الخضراء لوحة الشرف، من قبل شعوب العالم الحر وقلد المغاربة، شعبا وحكومة وسام النضال من أجل الكرامة والأرض، وها هي مسيرة الشعب المغربي وقيادته مستمرة في عملية النضال ضد كل من يتربص بوحدتنا ومقدرات بلادنا المادية وغير المادية.
ثانيا: لقطات من ذكريات ملحمة المسيرة الخضراء من وجهة نظر المشاركون من دوار أولاد لحمر
في هذه المسيرة المظفرة، كان رجال من أبناء منطقة جماعة توغيلت الحالية التي لم تكن تأسست بعد (جماعة توغيلت) لبوا نداء الواجب في التطوع للمشاركة في المسيرة الخضراء التي عدت بالنسبة لهم؛ ثاني أهم حدث في وجدانهم الوطني، بعد حدث الاستقلال.
المتطوعون من دوار أولاد لحمر، يسيرون خطوة بخطوة مع أشقائهم المغاربة القادمين من كل صوب وحدب من المجال المغربي، متجهين نحو عمق الصحراء المغربية، بكل روح ووطنية خالصة، فداء وواجبا للوطن، مصرين على مشاركتهم في مسيرة، لم يكن لهم علم بأنها ستكون أهم مسيرة في تاريخ المغرب المعاصر، وأهم حدث وطني ودولي يومئذ. فعبر وعيهم الوطني الخالص والبسيط، تطوعوا للمشاركة في المسيرة الخضراء. مسيرة ستكون من أهم الذكريات في حياتهم.
حسب رواية السيد عمر القورشي، والسيد محمد النقاري والسيد عبد النبي الراجي، والسيد بوجمعة بيتور، وهم من بين الأشخاص المشاركون في المسيرة الخضراء من دوار أولاد لحمر. فحسب رواية هؤلاء المشاركون، قد شارك من دوار أولاد لحمر بجماعة توغيلت كل من: الطاهر بن ادريس القورشي، وبوجمعة بن بوشتى بيتور، محمد وعبد النبي ابنا الحاج أحمد الراجي، محمد العروسي، جلول بن الحاج ميلود القرشي، محمد بن العربي الراجي، علي ومحمد ابنا بوشتى المرصني، عبد السلام بن بوشتى بلعناية، محمد النقاري، لحمر بن محمد الراجي(رحمه الله)، عبد المالك بن المعطي العطاري، محمد بن عبد السلام بيدار، عمر بن سي ادريس القورشي.
هؤلاء هم المتطوعون في واجب المشاركة في المسيرة الخضراء الذين اختاروا المشاركة فيها، باندفاع حب وطني قوي، وتجاوبا عفويا وفوريا مع خطاب الملك الراحل الحسن الثاني، الذي تلقوه بكل فرح وسرور وحب في تلبية النداء الوطني. وعليه قاموا بتسجيل أنفسهم عند الجهات الرسمية عند السلطات المحلية، في دفاتر المتطوعين. مع العلم أن هناك متطوعون آخرون من الدوار تقدموا للتطوع، لكن تم استبعادهم لشروط السن، وكذا إعطاء فرص أخرى لمتطوعون من دواوير أخرى. بعد أن استوفى المتطوعون شروط الرسمية للمشاركة، استدعوا في أكتوبر لقيادة “الخنيشات” التي كانت نقطة إلتقاء كل المتطوعين في المنطقة هناك.
يروي السيد محمد النقاري والسيد بوجمعة بيتور والسيد عبد النبي الراجي والسيد عمر القرشي، بعض المقتطفات من حيثيات رحلة المسيرة الخضراء، ففي قيادة الخنيشات تم احتفاء بالمتطوعين العازمون على المشاركة في المسيرة، إذ أقيمت على شرفهم اعداد نساء المنطقة وجبة غذاء (طعام=كسكسو)، على شرف المتطوعين الذين تناغم معهم المجتمع المحلي بالزغاريد والبكاء، يقدمنا النساء ورجال المنطقة الطعام للمتطوعون. يتذكر هنا السيد محمد النقاري هذه اللحظة التي كانت بمركز الخنيشات مقر القيادة: ” كنا كناكلوا الطعام ((كسكسو))أكنبكيو.. ويقولوا لنا: الناس((الرجال والنساء)) كلوا النعي ديالكم..”.
شعور جمعي بالواجب، وتفاعل الجميع عبر تقاسم لحظات الوداع في جو من الفرح والحزن، تعبر عنه الزغاريد النساء ودموعهن ودموع الرجال في توديع المتطوعين في الواجب الوطني.
حانة ساعة الانطلاق، من قيادة الخنيشات، مرورا بدائرة حد كورت، من هذه المحطة ستكون نقطة الانطلاق التي ينطلق منها موكب المتطوعين في المشاركة بالمسيرة الخضراء، مستقلين مجموعة من الشاحنات، كانت منها اثنين في مليكة احدى العائلات من دوار أولاد لحمر(خيمة رحلات- شاحنة سيروا، خيمة قدورات-بيد فورد).
اتجهت الشاحنات التي تقل المتطوعين إلى مدينة القنيطرة، كانت محطة القنيطرة هي نقطة إلتقاء، مجموعة من المتطوعين على صعيد عمالة القنيطرة التي كانت تتبع لها قيادة الخنيشات، ودائرة حد كورت.
في القنيطرة تم مشاهدة جمع غفير من أبناء وبنات العمالة والعمالات المجاورة، في مشهد يبعث على الرهبة والقوة. ومن المعلوم كانت محطة القنيطرة نقطة تجمع المتطوعون، فتم في محطة القطار بالقنيطرة صعود جميع المتطوعون على متن القطار (المشينة على حد التعبير المحلي). ومنها إلى محطة مراكش. ومنها ستكون نقل المتطوعين من متن القطار إلى الشاحنات نحو طرفاية.
يروي لنا بعض المشاركون من دوار أولاد لحمر، عن أحوال عملية تنظيم السير والرحلة؛ بأنه من نقطة انطلاقهم من قيادة الخنيشات، وصولا إلى مدينة القنيطرة، ومنها عبر القطار إلى مدينة مراكش؛ كانت هناك خطة تنظيمية محكمة، تخللها تغطية جميع النواحي لوجيستيكية، والحرص على سلامة وصحة، وكل ما يلزم المتطوعون والمتطوعات.
يوم 5 من نونبر 1975، سيلقي الحسن الثاني خطابا عن الانطلاق الرسمي للمسيرة: “شعبي العزيز، غداً إن شاء الله ستخترق الحدود، غداً إن شاء الله ستنطلق المسيرة، غداً إن شاء الله ستطؤون أرضاً من أراضيكم وستلمسون رملاً من رمالكم وستقبلون أرضاً من وطنكم العزيز”.
على ضوء ما تضمن الخطاب الملكي يومئذ من خريطة طريق المسيرة الخضراء، انطلقت المسيرة الخضراء يوم 6من نونبر 1975 في موكب وأسطول من الشاحنات، شكل سلسلة تمتد لكيلومترات من المراكب التي تحمل 350 ألف مغربي ومغربية؛ مشهد بصري يبعث على الهيبة، عاش تفاصيله ووجدانه المتطوعون والمتطوعات، الذين شكلوا جمعا غفيرا من الرجال والنساء من جميع مناطق المغرب.
شكلت طرفاية مكان الإقامة لوفد عمالة القنيطرة وبعض العمالات، وعليه رابطوا هناك عدة أيام. ولقد شق موكب المجموعة التي كان فيها بوجمعة بيتور ورفقاءه من دوار أولاد لحمر، وباقي المتطوعون في الليل طريقهم نحو محطة تسمى” أبطيح”. عبر مسيرهم ورباطة جأشهم التي تتحدى كل هواجس الخوف؛ الذي كانت سلطة الاحتلال تبثها عبر قنواتها المسمومة، وعبر مراقبتها وترقبها من الجو، ومن بضع نقط في تراب الصحراء عن كثب لتحركات المتطوعين. وصل متطوعو إلى منطقة أبطيح، هنا في “أبطيح” نصبت الخيام وتم تنظيم المرابطون هناك.
في التاسع من نونبر1975 جاء خطاب الملكي ، يتضمن اعلانا يحمل البهجة والسرور لكل المغاربة، وفيه طلب الملك المتطوعين بالرجوع إلى نقطة الانطلاق: “أيها المتطوعون لكم التنويه الوطني من مواطنيكم ومني على ما قمتم به من عمل، وعلى ما جسمتموه من قوة سلمية فكرية قدرت على شق الأحجار وتمكنت من لفت الأنظار إليها من جميع أنحاء العالم لفته نظر الإعجاب والتقدير والإعظام شعبي العزيز: لم تكن لتصل إلى هاته النتائج لولا الثقة الموجودة بيني وبينك، وتلك الثقة الموجودة بينك وبيني المبنية على الاحترام المتبادل، والمحبة المتبادلة ولدت هي بدورها الوعي، وذلك الوعي بعد ما أصبح وعيا صادقا وإيمانا راسخا ولد الطاعة والانضباط والنظام، وهذا كله، أتى بالنتائج المتوخاة وبالأهداف المنشودة.
شعبي العزيز، إنني، وأنا أخاطبك أعتقد شخصيا وأومن إيمانا راسخا، بأن مسيرتنا قد أدت رسالتها، وأنها قد أدركت هدفها، وأنها ولله الحمد قد حققت ما كنا كلنا- نحن وأصدقاؤنا ومحبونا- ننتظر منها، فلذا علينا شعبي العزيز أن نرجع إلى منطلقنا، علينا أن نرجع إلى منطلقنا لنعالج الأمور والمشاكل بكيفية أخرى وأساليب جديدة”.
على ضوء مضامين الخطاب الملكي، حانت رحلة عودة المتطوعين من الصحراء المغربية إلى ديارهم، لكي يعيد لنا سيرة مسيرة، شكلت بكل حيثياتها قصة من قصص التاريخية الملهمة في عملية النضال وذكاء القيادة. يقول أحد السادة المتطوعون عن الوقت الذي استغرقته رحلة تطوعهم في مسيرة الخضراء أنها استغرق تقريبا شهرا، من يوم خروجهم إلى عودتهم للدوار. عانوا فيها ما عانوا من مشقة وعناء وجهد السفر، ولازمهم خلالها روح وطنية عالية. إنها مسيرة يقول مصدرنا لم تكن مسيرة عادية بل كانت مسيرة مباركة.
المصادر:
– أحمد هوازلي، المسيرة الخضراء، معلمة المغرب الجزء 21.
– موقع بوابة الصحراء المغربية على الرابط : http://www.sahara.gov.ma/ar/
– الخطب الملكية للملك الحسن الثاني المتعلقة بالمسيرة الخضراء.
– مقابلة مع بعض المشاركون من دوار أولاد لحمر في المسيرة الخضراء: السيد عمر القرشي، والسيد محمد النقاري، السيد عبد النبي الراجي، والسيد بوجمعة بيتور.