آراءتقاريرمجتمع

المرأة في المجتمعات الدينية (1 – 2)

تُخالجُني العديد من الملفات الساخنة على كافة المجالات والتي ينبغي تناولها، وذلك ليس بسبب كثرتها بل يعود لحجم تأثيرها الذي يطال جهات عديدة، رُبما المرأة وقضاياها المتشعبة من أكثر الملفات التي لها أولوية وضرورة، لا سيما بعد ما طال العالم العديد من التحولات الاجتماعية التي فرضتها التطورات العلمية، وهي أي المرأة بالرغم من المعاناة، والتحديات، والصعوبات التي تواجهها في حياتها بصورة مُستمرة، إلا أنها تحصد تقدماً في مسيرته، وبالطبع أن المرأة من مجتمع إلى آخر قد تختلف ظروفها وطبيعة المعاناة التي تواجهها ولهذا نجد بعض المجتمعات لا تزال تُمارس الختان ولو بالسر، وهناك من تقتل الأجنة أو تلقي بها في الأزقة على صورة مولود وذلك خوفاً من موت محققا فيما هي لا تكترث بتاتاً وكأن معدل النرجسية بلغ أعلى مستوياته في لحظات الهروب.

ومجتمعات أخرى تُقتل النساء بعنوان جريمة الشرف أو كما يُعبر في اللهجة العامية ( غسيل وتنظيف الشرف ) وكذلك ارتفاع حالات العنف بكل صوره ، والتحرش الجنسي خارج وداخل الأسرة، وما يؤسف أن هناك من النساء اللآتي لم يكن لهن سوى الُمطالبة بحقوقهن بصورة سلمية، ومع ذلك إن هذا السلوك لم يشفع لهن ليتم رميهن في غياهيب الليل الطويل كعقاب لهن، بينما قد نقرأ ونسمع ما لم يخطر على عقل ولا قلب تلك النساء اللاتي تمثلن أقليات في المجتمعات الدينية وهن يعتقدن بما يملكن من حُظوة أنهن لسنا بحاجة إلى أي جهد، فيما الواقع يُحدثنا أن الأستقراطية كحالة وراثية لا تعطي ضمانات حقيقية من إنقلاب في المشهد أو في الحد الأدنى أن يحدث لهن كما حصل إلى تلك الأختين حينما تم استبدال الحُراس في مقر السكن وتم منعهما من أي وسيلة اتصال في العالم الخارجي ومنذ ذلك الوقت لا يُعرف شيء عنهما وكأن الأرض ابتلعتهما، تماماً كما في قصة الأختين اللتان تم قتلهما في شقتهما في استراليا والتكتم عن متابعة للقضية والتي سُجلت ضد مجهول.

وقبل الولوج في التفاصيل أريد التأكيد على أنني أحاول قدر المستطاع أن أُميت صوت انتماء الجندر ليس لأني أريد أن أكون أفلاطوني في الطرح، بل لأن هناك دائماً ما يشبه الاتهام أو حتى انزعاج أن يتناول ملف المرأة هو وليست هي.

المرأة والدين

العلاقة بين المرأة والدين لم تكن علاقة ذو اتجاه أو مستوى واحد، بل قد تصل إلى حالة انفصال و تضَاد وذلك لوجود عوامل عديدة مُتشابكة، فقد تجد مرأة علاقتها بالدين الذي تؤمن به علاقة انسجام تام وتُمارس حياتها بكل أريحية، ولعلى هذا ما يُفسر بعض النساء المًسلمات اللآتي يعتقدن أن الحجاب لا يشكل لهن أي عائق في ممارسة حياتهن، ومُنطلقهن في هذا الموقف أنهن يلتزمن بما جاء في القرآن “يا أيها النبي قُل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين” سورة الأحزاب آية 59.

ومما ينبغي التأكيد عليه أن قضية الحجاب من أكثر القضايا حضورا وجدلاً في المجتمعات الإسلامية عند النساء لاسيما في الوقت الراهن وحيث أن بعضهن لا ترى وجوبه، وممن كتب في هذا المجال الكاتبة الراحلة المصرية الطبيبة نوال السعداوي ( 27 أكتوبر 1931- 21 مارس 2021 ) وتقول في أحد ندواتها في مارس 2015” لماذا أنا ضد الحجاب؟ لأنه ضد الأخلاق، لأني لو أنا أردت أن أظهر بمظهر الشريفة، أشتري حجاب بخمسين قرش، أو بخمسين جنيه ، وأشتري الجنة بهذا المبلغ، وأنا أريد أن أدخل الجنة بأخلاقي وسلوكي ، وليس بِقماش على رأسي.

“السعداوي هنا تُريد وبشكل واضح أن تقول أن الحجاب ليس له علاقة حقيقة بالأخلاق حيث من الممكن أن نلحظ وجود محجبات ولكنهن بدون أخلاق. والصحفية السورية مناهل السهوي لها موقف مفصل عن قضية الحجاب وأبعاده التاريخية وتؤكد على موقع ميدفيمينسوية
” في نص آشوري قديم يفرض على النساء والبنات و الأرامل تغطية رؤسهن كدليل على التقوى، كما أن الحجاب كان ممنوعاً على النساء من الطبقات الدنيا”، و تُكمل “ذُكر الحجاب في التلموذ البابلي، وكان يُعد تجاوزاً خطيراً خروج المرأة المتزوجة برأس مكشوف، والتلموذ هو النص الأساسي للتشريعات والعقيدة اليهودية، وحتى اليوم ترتدي النساء المتزوجات غطاء رأس من وشاح أو قبعة أو شعر مستعار كعلامة على خضوهن الله”.

وكذلك في المسيحية حيث تناول الكتاب المًقدس – الإنجيل – في رسالة بطرس الرسول الأٌُولى 2 و 3 الأصحاح الثالث “ولا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفرِ الشعر ِوالتحلي بالذهب ولبس الثياب، بل إنسان القلب الخفي في العدمية الفساد زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن”، في هذه الآية إرشاد صريح على أن النساء لا يخرجن من منازلهن بكامل زينتهن وأن يحافظن على قلوبهن من الفساد، لأن ذلك يجعل من الروح طاهرة، ومعلوم أن النساء المؤمنات في الكتاب المُقدس ـ الإنجيل – لا يوجب عليهن تغطية الرأس بل يحثهن على ارتداء الملابس المحتشمة وذلك لأن هذا الجسد ليس ملكهن وهن يمثلن جسد المسيح.

وما نجده في المجتمعات الدينية المسيحية الغربية لا يعبرن عن ما جاء في الكتاب المُقدس بل أن كثير من النساء يخالفن الكتاب على مستوى عدم الحشمة وحتى إقامة العلاقات الغير شرعية والاجهاض الذي يعد جريمة قتل. ويحضرني هنا زيارة المٌبشرات بصورة مُتكررة لمقر السكن خلال سنوات إقامتي فعدد من الولايات الأمريكية وهن بكامل حشمتهن وحسن الادب في الحديث، حتى في تبشيرهن يربطن الرجال بالرجل والنساء بالنساء من أجل تجنب أي شُبهات يدخل بينهن ما يُنجس قلوبهن و أرواحهن، لعلى هذا الجانب عن المرأة المسيحية قد يُقارب لحدا ما صورة المرأة المسلمة التي تؤمن بالحجاب كوجوب ديني أو الاتجاه الآخر.

حتماً قضية الحجاب و رأي النساء عنه ليس بغرض إثارة الجدل المُعتاد مع أو ضد، إنما إستمرار حالة النزاع بينهن من جهة، ومن جهة أخرى الجهات التي تُريد فرض رؤيتها أين كانت، أم بالقوة كما فعلت حركة طالبنا أو تحت تشريعات قانونية كما هو الحال في إيران والسعودية، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود تحولات اجتماعية وبعض التغيرات القانونية. كانت هذه الأسباب التي سردتها هي ما دفعني إلى اختيار هذه القضية، وتبقى المرأة و علاقتها بالدين موضع دراسات في مختلف المدارس الفكرية والدينية وما قضية الحجاب إلا نموذج من العديد من القضايا.

المرأة، والأعراف، والعادات والتقاليد

كانت ولا تزال الأعرف، والعادات، والتقاليد الاجتماعية موضع تأثير على المرأة وحركتها الاجتماعية، وتكاد تتشابه بين العديد من المجتمعات الدينية. يُمكن للقارئ أن يستحضر العديد من الأمثلة في مجتمعه منها الزواج، التعليم، العمل، السفر وغيرها كثير، وأجد من الضروري تعريف هذه المفاهيم لأنها تختلف عن بعضها البعض.

الأعراف هي ممارسات الاجتماعية القائمة على هدف وتخطيط عقلاني، العادات هي الممارسات الاجتماعية التي تتوارثاها الاجيال ولا يُعرف لها هدف وتتغير بفعل عوامل عديدة منها التغيرات الفكرية والاقتصادية وارتفاع مستوى الحالة الثقافية.

التقاليد هي أيضاً ممارسات اجتماعية لا يُعرف هدفها ولكنها راسخة ولا يمكن أن تتغير بذات السرعة التي تفعلها العادادت الاجتماعية. وهنا محاولة لقراءة التحولات التي طرأت والعوامل التي ساهمت في رسم المعالم السابقة والجديدة، في زمن الأجداد والأباء الراحلين في المجتمع السعودي أي بين حقبة الأربعينات وصولاً الثمانينات كانت هناك مُمارسات اجتماعية تتعلق بالمرأة ومن أبرزها حق قبول أو رفض الزواج أو حتى الُمتقدم لها، فهي رهن سُلطة والديها وبالخصوص الأب أو حتى الأخوان الذين يكبرونها، مما يجعلها أسيرة لفكرة الزواج مهما كان عمرها وعمر الرجل وشخصيته، بل إن المرأة لا تَرى ولا تُرى إلا في ليلة الزفاف.

في الواقع هذه الممارسة وأعني عدم السماحة للمرأة أن ترى شريك حياتها ولا هو يراها كانت تحدث أيضاً في مجتمعات دينية أخرى مثل المجتمع المصري كما ينقل القسيس سامح أثناء شرحه عن اختيار شريك الحياة أن المجتمع في السابق كان يمنع بشدة أي فرصة لقاء قبل ليلة الزواج وأن على المرأة أن تخنع وتقبل للزوجها “سي السيد ” أي أن العلاقة قائمة على أن الرجل إمتلك المرأة وعليها الطاعة أي عدم الخروج على رأيه بصورة مُطلقة.

ولنأتي على التعليم وما أدراك ما التعليم في تلك الأزمنة، فكان ما يُسمى بالمعلم الذي يُدرس تلاوة القرآن و يعاقب بشدة من لم يحفظ السورة المراد حفظها، كانت النساء تذهبن أيضا إلى المُعلمة حيث كان مسموح لهن فقط في تعلم قراءة القرآن، ومما يؤسف أن بعض الأزواج لم يسمح لزوجاتهن في الذهاب حتى لتعلم القرآن فضلاً عن أبجديات القراءة والكتابة مما أوجد أمية اجتماعية لا تزال آثارها منها وجود بعض النساء الأميات من تلك الحقبة الزمنية.

هذا التجهيل الممنهج للمرأة جعل منها عُرضة إلى تصديق الخرافات والأساطير والتي تناقلتها أجيال عديدة من أجل إخافة الأطفال كما هو في خرافة ( إم حمار ) وهي وصف عن إمرأة نصفها السفلي حمار، وكان المجتمع البحريني وشرق السعودية في مدينة القطيف معروفة في انتشار هذه الخرافة.

وللحقيقة أن هذه الممارسات التي عانت منها النساء لم تنحصر في المجتمع السعودي بل نجد في أفغانستان أشد قسوة حيث تُمنع الفتيات من التعليم وذلك حينما حظرت حركة طالبان تعليم البنات وتوظيفهن من معظم الوظائف خلال فترة حكم الحركة من 1996 حتى 2001 كما جاء في تقرير البي بي سي العربية 23 مارس 2022 بعنوان (آفغنستان تحت حكم طالبان : الحركة تتراجع عن قراراها بفتح المدارس الثانوية للبنات).

وكذلك من الممارسات الاجتماعية التي عانت منها المرأة السعودية في فترة من الزمن أن تتخصص وتدرس وتعمل في المجال الطبي، حتى أن البعض الشباب كان يرفض فكرة الارتباط بفتاة تعمل في القطاع الصحي. لم تكن في تلك الأزمنة الظروف مُتاحة للسفر وكانت المرأة تبقى في منزلها حينما كان رب الأسرة يعمل في الأعمال الحرفية كصيد الأسماك والنجارة والحدادة وما شابه، ومع إكتشاف الذهب الأسود وتطور البلاد أصبح فكرة السفر ممكنة إلا أن المرأة تصطدم في هذا الحق الطبيعي وتصبح أسيرة القرار بيد الأب، الزوج، والأخ في أحيان أخرى، وهو تعبير عن حالة من القلق على ما يُسمى شرف المرأة بأن لا يتعرض لها رجال، أو حتى خوف من أنها قد تُصاحب فتيات سيئات لِتُقاد إلى مسار الوقوع في الخطيئة.

المرأة والحرية

لا يزال مفهوم الحرية حاضر في ساحات الحوار أينما يدور حديث عنها أو شخص ما طالب بالحرية أين كان مجالها ومستواها، لكنه أي المفهوم يُصبح مادة ساخنة في المجتمعات الدينية حينما يرتبط بالمرأة، من الأسئلة التي نفكر فيها هي لماذا لا نرى حالة الهلع حينما يتحدث شاب عن أهمية الحرية؟ كحرية التعبير عن الرأي، والحرية الدينية وغيرها، بينما مُجرد أن فتاة في أقصى أطراف أي بلد عربي تقوم الدنيا و لا تقعد لا سيما حينما تنادي بالحرية من وصايا الرجل وتقول فتاة سعودية مُهاجرة مُقيمة في إيرلندا “الرجل هو من يوظف كل شيء ضد المرأة والحل أن لا نُحارب الحريات الفكرية بل نُحارب الرجل ” و آلاء شابة سعودية مُهاجرة بسبب العنف الأسري وتقيد حريتها بشكل تام كما هي شرحت في سلسلة من مصورة على اليوتيوب تقول “يعتمد على ضمير الإنسان ذاته فهناك استغلال للدين في جوانب معينة لفرض سيطرة على المرأة”، بين هذا الرأيين يمكن تحليل الدوافع حيث الرأي الأول يكشف عن مستوى ما تعرضت له الفتاة من قمع بواسطة السُلطة الأبوية وهذا ما جعلها تتجه نحو هذا الرأي الذي قد يبدو قاسياً، بينما الرأي الثاني يكشف عن جانب يُشكل خطورة وهو توظيف الدين لتحقيق غايات معينة وهنا تتحدث آلاء عن فرض السيطرة على المرأة وفي الكل الرأيين يتضح لنا أهمية الحرية بالنسبة للمرأة، حرية تجعلها تشعر بإنسانيتها.

وفي بودكاسات الحجرة، من تقديم ملاك لطيف على منصة سواند كلواد تتناول في حلقتها الأولى بعنوان: الأخ الكبير يراقبك وتتناول فيه موضوع الرقابة الصادرة من الأسرة “تود منك أن تكون مستقيم بمقاييسها ناجحا بمقاييسها، ببساطة نعيش نمط حياة بالمقاييس المطلوبة، أخبر صديقي بأن رغبة عارمة في الجري تستبدي بي، لكنه لا يمكنني الخروج دون عبائة في القرية فالجميع هنا يراقبك”، نعم المراقبة التي تحد من حرية الإنسان وتقتحم خصوصيته هي بالضرورة ضد المرأة وإنسانيتها والحديث هنا عن المرأة البالغة لا عن طفلة أو مراهقة.

ثمة حاجة إلى المُصارحة على أن العديد من الجهات استغلوا حاجة المرأة للحرية وزجوا بها في أتون الحرية المفتوحة على مصراعيها مما أنتج الكثير من الأضرار على المجتمعات. سوف تبقى المرأة وعلاقتها بالحرية بين مد وجزر لا سيما مع استمرار النظام الأبوي المُتهم في استمرار تخلف المجتمع العربي بحسب الكاتب والمؤرخ الفلسطيني الراحل هشام شرابي (1927-13 يناير 2005) الذي أنتج 18 كتاب خلال مسيرة حياته الفكرية، ومن أبرز كتبه ( النظام الأبوي وإشكالية تخلف المجتمع العربي ) “يقوم النظام الأبوي ( والأبوي المُستحدث ) على إستعباد المرأة، من هنا كان العداء العميق والمستمر في اللاوعي”.

من الغرائب في المجتمعات الدينية وبعد مضي ما يقارب 35 عام على تناوله لهذه الاشكالية التي يراها المؤلف أنها وراء تخلف المجتمعات، إلا أن لغة الأرقام تكشف عن استمرارها، و قدم المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجناية والمجلس القومي للمرأة في مصر عن دراسة بعنوان (العنف ضد المرأة الأبعاد وآليات المواجهة) وعبر رصد وتوثيق أن 75٪ من النساء يتعرضن للعنف وأن 80٪ يتعرضن للتحرش الجنسي في مصر، وفق ما نشرته صحيفة الشروق 17 أغسطس من هذا العام، بالإضافة إلى قضايا القتل التي طالت العديد من المصريات ولعل الذاكرة المصرية تستحضر ما حصل إلى نيرة وسلمى اللتان تم قتلهما لذات السبب كما نشرت مُختلف وسائل الإعلام و الصحف من هذا العام أن القاتلان طلبا الزواج منهما وكان الجواب هو الرفض مما أدى إلى قتلهما بالطعن.

وفي الأردن رصدت (جمعية معهد تضامن النساء الأردني) عن حالات العنف ضد النساء والأطفال في الوسط الأسري التي بلغت 26 جريمة قتل بحق النساء والفتيات والأطفال منذ بداية هذ العام “في 31 كانون ثاني لعام 2022 أقدم أخ عشريني على قتل شقيقته في محافظة الكرك بأداة حادة نتيجة خلاف بينهما”، “في 13 حزيران ألقي القبض على الزوج في محافظة إربد حيث اعترف بقيامه بضرب زوجته إثر خلافات بينهما فيتفاجأ بعد ذلك أنها فارقت الحياة”، يا تُرى ماذا عن حالات العنف بكل صوره التي تحصل في بلاد لا تسطيع المرأة أو الفتاة سوى اللجوء أم الصمت، أو الانتحار إن أمكنها، وإن كانت ذو شجاعة سوف تحاول الخروج من جحيم العنف حتى لو كلفها ذلك أن تُهاجر وتقطع علاقتها مع أسرتها التي لم تكن يوماً ما الملاذ الآمن كما ينبغي.

إنها فعلاً كارثة أن يستمر النظام الأبوي بصورته الحداثية المعاصرة والأكثر جنوناً في المجتمعات الدينية.

إستمعت وقرأت الكثير من القصص التي ترتبط بالحرية والمرأة وكيف أن كثير منهن يُجبرن على تنفيذ رغبات أهاليهن أو المجتمع وأحياناً عبر سُلطة القانون والذي يفرض عليهن فعل ما لا يرغبن به كمثل خلع الحجاب في فرنسا في حال المشاركة في المسابقات الرياضية وفق تقرير نُشر على البي بي سي العربية في فبراير من هذا العام، وكذلك الحال في إيران حيث يُفرض إرتداء الحجاب بينما كثير من الإيرانيات لا يرغبن في إرتداء الحجاب.

( يتبع )..

https://anbaaexpress.ma/3vcpj

هاني العبندي

كاتب صحفي سعودي مقيم في أمريكا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى