آراءسياسة

يجب أن نضع حدا للمناطق الرمادية فيما يتعلق بالصحراء المغربية

بقلم: بيدرو ألتاميرانو/ خبير سياسي إسباني 

تعد المملكة المغربية من أقدم الدول الراسخة والمتجذرة في الغرب،( الإسلامي ) و يتضح  ذلك من خلال  إستمرارية سلالاتها ووحدة أراضيها.

الوحدة الترابية لم تقطع، إلا من خلال الاستعمار الأوروبي غير الشرعي لأفريقيا الذي قسم المغرب على هواه ومصالح القوى المستعمرة والمسؤولة في الحالة المغربية هي فرنسا وإسبانيا.

لقد حان الوقت للمجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، تقديم الاعتذار للمملكة المغربية واستعادة الوحدة الوطنية، بدءًا بالاعتراف النهائي بالسيادة على الصحراء المغربية.

لا يزال هناك من لا يفهم هذا المفهوم بشكل واضح، الصحراء كانت وستظل دائمًا جزءًا من وحدة أراضي المملكة، والذي يشك في هذه الحقيقة هو أنه إما أنه لم يهتم بمعرفة التاريخ، أو أن لديه مصلحة في إستمرار هذا النزاع المفتعل، للاسترزاق منه، هذا النقص في التعريف، لا يمكن الاستمرار في استخدام هذه المناطق الرمادية فيما يتعلق  بالأقاليم الجنوبية،  كما أوضح صاحب الجلالة محمد السادس بشكل أكثر وضوحا في خطاب الذكرى 69 لثورة الملك والشعب، والذي انهى المواقف الرمادية، “النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم والمعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات”.

من الضروري أن نفهم ، ويبدو أنه من غير المعقول أنه لا يزال هناك أناس لا يعرفون أن “الشعب الصحراوي” غير موجود وبالتالي لا يمكنهم افتراض أي تمثيل يتجاوز قبائلهم أو قبيلة واحدة على الأكثر ، لكن ليس أكثر من ذلك، الشعب الصحراوي غير موجود ، هناك قبائل صحراوية أصيلة ، وهم فقط يمثلون أنفسهم ولايمثلون ل أحد، لا عصابة ميلشيا البوليساريو المسلحة، ولا الجمهورية الوهمية الصحراوية غير الشرعية، وهذا مفهوم واضح لا جدال فيه.

وبنفس الطريقة، لا جدال في أن الهيئة التمثيلية الوحيدة للقبائل هي تكتلاتهم أو الجماعة التي يقررون من خلالها مصير القبيلة. من خلال هذا المفهوم الواضح، يمكننا بالتالي توضيح أنه، تاريخيًا، كانت الجماعة تقرر إعلان ولائها أو البعيّة لسلاطين وملوك المغرب طالما يمكن لأي شخص أن يتذكرها. يجب أن نتذكر يوم 25 فبراير 1958 عندما تم تجديد قسم الولاء للقبائل المغربية الصحراوية الأصلية للسلطان الراحل محمد الخامس، والمشاركة في الدفاع عن الوحدة الإقليمية في عملية Ecouvillón.

ولكي لاأغوص في التاريخ وأذهب بعيدا، فإن ولاء القبائل الأصلية للمملكة المغربية تجدد سنويًا، ومؤخراً من خلال توضيح الأمر أكثر من ذلك، كانت الأقاليم الجنوبية هي التي سجلت أعلى نسبة مشاركة في الانتخابات التشريعية الديمقراطية المغربية الأخيرة، وكانت الأقاليم الجنوبية هي الأكثر مشاركة،  مما يوضح بوضوح الاندماج الكامل والمطلق للقبائل الأصلية في الحياة السياسية للمملكة.

يجب أن نتذكر أن منظمة العمل الدولية في ميثاقها الخاص، لحقوق القبائل الأصلية في البلدان المستقلة، تقر بحق القبائل في تقرير المصير، ولكن بالطريقة التي تقرر بها القبائل إتباع تقاليدها، في حالة الصحراويين، يتم ذلك عن طريق الجامع والبيعة، فيصبح فعلًا حقيقيًا وقانونيًا لتقرير المصير، ولا يمكن التشكيك فيه بأي شرط قانوني آخر.

صحيح أن التطور الكامل للحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية ما زال غائبًا،  ولم يتطور بعد، لكن لا ينبغي أن تكون هذه مشكلة على الساحة الدولية، حيث لا يحق لأي شخص آخر أن يقرر في هذا الموضوع، سوى المغاربة ونظامهم البرلماني والقانوني.

لذلك، ليس من الممكن الاستمرار في إعطاء أي واحد أي نوع من الشرعية، لنزاع تم إنشاؤه بشكل مصطنع من الشيوعية الأكثر راديكالية في الاتحاد السوفيتي السابق، والقومية العربية المستحدثة، ضد المملكة المغربية ووحدة وأراضيها.

إنه صراع مصطنع كان، من أجل المصلحة والمنفعة الذاتية مدعومًا من قبل المصالح السوفيتية والدول التابعة لها حول العالم، خاصة في الدول الأفريقية في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.

إن إفساح المجال للصراع المصطنع ، للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية غير الشرعية ولعصابة مليشيا البوليساريو المسلحة ، هو إفساح المجال للشرعية الظالمة والتاريخ، عصابة مسلحة قتلت المغاربة والإسبان على حد سواء.

إن إعطاء مساحة سياسية لجبهة البوليساريو يعطي مساحة للإرهاب. الشيء الوحيد الذي يجب التفاوض عليه مع البوليساريو، هو المكان واليوم والوقت الذي يسلمون فيه أسلحتهم وإطلاق سراح المحتجزين في معسكرات الاعتقال في الجزائر بتندوف.

في إسبانيا ، هُزم إرهاب منظمة إيتا، من خلال وحدة الشعب والشرطة والقضاء، يجب أن نتذكر أنه على الرغم من تسليم أسلحتهم ، فإن إرهابيي العصابة( إيتا ) الذين ارتكبوا جرائم دموية ما زالوا يقضون عقوباتهم في السجون الإسبانية، ولم تعطي لهم أي عفو.

إن التنمية الاقتصادية والسياسية والديمقراطية والاجتماعية للمملكة المغربية ككل، ولا سيما في الأقاليم الجنوبية  لا يمكن أن تكون تحت رحمة وهوى عصابة مسلحة ومن يمنحها مساحة، يجب ترك المناطق الرمادية مرة واحدة وإلى الأبد. لقد حان الوقت، وأكرر ، لمعرفة مكانكم ، سواء مع الوحدة الترابية التي لا جدال فيها في المملكة المغربية أو مع الفرقة المسلحة. لا يستحق اللجوء إلى المناطق الرمادية التي أنشأها أعداء المغرب منذ السبعينيات.

https://anbaaexpress.ma/s90ay

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى