أفريقيامنوعات

معلمة “جامعة إبن طفيل”

إسماعيل الراجي 

تلعب الجامعات المغربية، عبر جسر كلياتها ومراكزها مجموعة من الأدوار الحيوية في المجتمع، فمن خلال هذه الجامعات التي راكمت من خلال مسيرتها، وسيرورتها؛ عبر التراب الوطني تجربة أصيلة ونموذجية معترف بها من قبل العديد من الجهات العلمية في شتى المجمعات العلمية، خاصة في العالم العربي، يتم مسلسل تخريج الكفاءات، والاطر التي تغذي القطاعات الحيوية بالتراب الوطني، وتساهم بشكل ما من الاشكال في تقدم العلم، والثقافة، والفن، والنقد، والتنمية…عبر العالم، حيث نجد مجموعة من أبناء هذا الوطن في الماضي والحاضر، من قدموا مساهمات في شتى مجالات المعرفة والثقافة، رفعت العلم الوطني المغربي، يرفرف عاليا في العديد من المحافل الإبداعية.

فعلى سبيل المثال، في حقل الأدب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، نجد مجموعة من المفكرين والعلماء المغاربة الذين بدوءا تعليمهم بالمغرب، غداة الاستقلال، وواصلوه في جامعات أجنبية، أو هم خريجي الجامعة المغربية، كان لهم بصمة في احداث نهضة فكرية وثقافية في الوطن العربي، أعادت الروح إلى الجامعات العربية، والمغربية بالخصوص. وهنا يمكن الإشارة على سبيل المثال لا الحصر، إلى ثلة من المفكرين المغاربة؛ يعدون من المحيط إلى الخليج، اكليل الصناعة الفلسفية والفكرية في الفكر العربي المعاصر: المرحوم محمد عابد الجابري؛ المرحوم المهدي المنجرة؛ السيد عبد الله العروي؛ السيد طه عبد الرحمن…إلخ.

تعد جامعة ابن طفيل من مجموع الجامعات العمومية في التراب المغربي التي تتواجد في جهة الرباط سلا القنيطرة(رقم الجهة4) والتي تم تأسيسها سنة 1989 بمدينة القنيطرة، حيث أصبحت هذه المعلمة من أهم المعالم في المدينة ترقى إلى مآثر الحضارية والتراثية في مجال مدينة القنيطرة، بل ان جامعة ابن طفيل نظرا لعدد استقطاب الطلبة من تراب أقاليم جهة الرباط سلا القنيطرة، أصبحت أحد المساهمين الأساسيين في حركة الاقتصادية للمدينة، ناهيك على ما تقدمه الجامعة عبر روافدها في الجانب الثقافي والفني والعلمي..إلخ. فجامعة ابن طفيل؛ تقدم ما يزيد عن 63 ألف مقعد دراسي للطلاب والطالبات(مغاربة وأجانب)، وتغطي حسب الخريطة المدرسية، مجموعة من الجماعات الترابية القروية والحضرية في المجال الترابي لجهة الرباط سلا القنيطرة. إذ يقصد الحاصلون على شهادة الباكالوريا هذه الجامعة من أجل مواصلة مشوارهم الدراسي، في التخصصات الجامعية، حيث تتوفر الجامعة على خمسة كليات، وخمسة مدارس، ومعهد(1).

من أهم ملاحظات التي توثير الانتباه لكل زائر لهذه الجامعة الخضراء؛ مساحاتها الشاسعة، التي تعد من أكبر الجامعات المغربية مساحة وفضاء، حيث تتربع الجامعة على أزيد من 40 هكتارا، يلاحظ عليها المساحات الخضراء وأشجار الفليني “البلوط”؛ فالمكان الذي شيد عليه صرح الجامعة مجال ضمن نطاق غابة المعمورة، تلك الغابة التي تمتد من مدينة الرباط إلى مدينة القنيطرة. بالإضافة إلى المساحات الخضراء وسياسة الحفاظ على أشجار الفليني، حيث من الجدير بالذكر، شعار الجامعة الذي هو: “جامعة خضراء ومنفتحة”. استفادت الجامعة من مجموعة من البرامج التوسعة والتهيئة والتحديثات؛ من بينها وآخرها في كلية الآداب والفنون، وكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية؛ احداث كلية الفنون، وشعبة الانثريبولوجية.
زاد شكل البناء وخاصة مداخل الكليات التابعة للجامعة؛ من جمالية الجامعة التي هي من حيث الشكل العام مزيج بين الطبيعة والعمارة المغربية.

خلال السنوات الأخيرة، أصبحت جامعة ابن طفيل من أهم الجامعات المغربية التي تحقق الحدث في تصنيفات مهمة على الصعيد الوطني والعربي والدولي؛ إذ “تمكنت جامعة ابن طفيل بالقنيطرة من حجز موقع لها ضمن أفضل 1000 جامعة في العالم ضمن التصنيف الجديد ل “تايمز هاير إيدوكيشن” 2021، محدثة بذلك قفزة في ترتيبها الوطني من الرتبة الثالثة في السنة الفارطة إلى الرتبة الثانية هذه السنة”(2).

ومن الأخبار الجديدة التي أبهجت كل الأطر والكوادر والمسؤولين عن تسيير الجامعة والطلبة المنتسبون لكليات الجامعة؛ خبر تصنيف “أفضل الجامعات المغربية على الصعيد الوطني” حيث تبوأت جامعة ابن طفيل المرتبة الأولى، والمرتبة الثانية جامعة القاضي عياض، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله في المرتبة الثالثة.

ويرجع تبوء جامعة ابن طفيل هذا التصنيف نظرا لدورها في المساهمة في “جودة التعليم والبحث والاستشهاد وتناقل المعارف وتدويلها”. ومن المعلوم، أن مسألة التعليم على صعيد الأمم المتحدة من المسائل الأساسية في برنامج عمل الأمم المتحدة لمحاربة الفقر؛ الذي حدد 17 هدفا(3)مسطرة لتحقيق التنمية المستدامة، وحسب ترتيب هذا البرنامج، يأتي هدف التعليم الجيد في الهدف رقم 4. وحسب رؤية الأمم المتحدة حول تحقيق التعليم الجيد والشامل للجميع تؤكد” بأن التعليم هو أحد أكثر الوسائل قوة وثباتا لتحقيق التنمية المستدامة. ويكفل هذا الهدف أن يكمل جميع البنات والبنين التعليم الابتدائي والثانوي المجاني بحلول عام 2030. كما يهدف إلى توفير فرص متساوية للحصول على التدريب المهني وتكون في متناول الجميع، والقضاء على الفوارق في اتاحة التعليم بسبب الجنس أو الثروة، وتحقيق حصول الجميع على تعليم عالي الجودة”(4).

لكن هذا التصنيف الذي حققته جامعة ابن طفيل والجامعات المغربية الأخرى، عليه ألا يحجب علينا الصورة العامة ومنعطفات الجامعة المغربية والتعليم عموما، بالمقارنة مع وضع الجامعات العالمية. وللمزيد حول بعض جوانب إشكالية الجامعات المغربية؛ يمكن الإشارة إلى مقال الدكتور محمد الشرقاوي تحت عنوان: “هل نؤسّس قسم”دراسات التخلف“ في الجامعة المغربية؟”(5).
مبروك للجمع، ومزيد من العطاء والتقدم ولازدهار

***المراجع***
( 1) للمزيد حول عدد الكليات ومرافق جامعة ابن طفيل أنظر: موقع الجامعة https://www.uit.ac.ma/?lang=ar

(2) للمزيد حول هذا الموضوع أنظر وكالة المغرب العربي للأنباء: https://www.maprabat.ma/82/?fbclid=IwAR0Fz7h4VAIzqd6g_raMgAksC7LF_xIskObVV4BiYGJcYNOSusWvut8SGak

(3) : للمزيد حول موضع أهداف التنمية المستدامة أنظر موقع الأمم المتحدة : http://www.un.org/ar/index.html

(4) أننظر: موقع الأمم المتحدة على الرابط التالي: https://www.undp.org/ar/arab.

https://anbaaexpress.ma/ahbb2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى