في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة، أصدرت البوليساريو بالأمس بيان توصلت أنباء إكسبريس بنسخة منه، تحت عنوان “في إطار إعلان الشروع العملي في مسار جبر الضرر الخاص بالضحايا من الصحراويين المتضررين من أخطاء إرتكبت بحقهم في مراحل ماضية”.
تعتبر هذه الخطوة التي أقدمت عليها عصابة البوليساريو وسط سخط الشعب الصحراوي، وتنديد كبير من طرف منظمات المجتمع المدني في المحافل الدولية، وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، هو إعتراف صريح وواضح بارتكابها جرائم ضد الإنسانية مخالفة للقانون الدولي لحقوق الإنسان.
البوليساريو إرتكبت في حق الصحراويين جرائم ضد الإنسانية، و انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف بمباركة من الدولة المضيفة، الجزائر، وبرعاية نظامها العسكري.
كما أن الجزائر تتحمل مسؤولية جسيمة، في إحتضان جماعة إنفصالية مسلحة، وتمولها منذ ما يقرب من نصف قرن، وتعمل على تعذيب وإضطهاد سكان مخيمات الذل و العار.
السكان المحتجزين في مخيمات تندوف، يطالبون بتوفير أبسط الحقوقهم الأساسية لحياة كريمة، ويستنكرون الانتهاكات اليومية التي يتعرضون لها على يد مليشيات “البوليساريو”.
وكما يعلم الجميع زعيم الميليشيا الإنفصالية إبراهيم غالي، احد اكبر الجلاديين، متهم في جرائم حرب مطلوب لدى المحاكم الدولية، ارتكاب جرائم إبادة جماعية وقتل وتعذيب وإختفاء… إرتكبها ضد الصحراويين المعارضين في مخيمات تندوف بالجزائر.
و يرى عدد من الصحراويين المعذبين بأن البوليساريو أقدمت على خطوة جبر الضرر في وقت جد متأخر، و لكنها خطوة مهمة تعترف فيها عصابة البوليساريو بالذنب وإرتكابها جرائم في حق الصحراويين العزل.
وفي هذا الإطار ربطت أنباء إكسبريس إتصالا بأحد الضحايا المعذبين في سجن الرشيد الرهيب بتندوف، وعضو سابق في جبهة البوليساريو، السيد محمد الشريف، المقيم في مدينة الداخلة حول هذه الخطوة التي أقدمت عليها جبهة البوليساريو، قال إن البوليساريو فقدت المصداقية، كان ممكن أن تقوم بهذه الخطوة في وقت سابق أما الان فلا أحد سيستجب لهم، و ليست هناك ثقة في عصابة البوليساريو، و ليست هناك أية مصالحة و بنسبة لنا هذا بمثابة إعتراف صريح في إرتكاب جرائم في حق أهل الصحراء، وتعتبر البوليساريو نظام خائن للصحراويين.
وأضاف نفس المتحدث، إنها خدعة قذرة لخداع الرأي العام الصحراوي والدولي، كيف نحقق المصالحة دون معرفة مرتكبي التجاوزات؟ كيف تريد تعيين جلاد لقيادة عملية المصالحة؟ إن قلب الصفحة إلى الماضي، يتطلب أولاً معرفة العدد الدقيق للضحايا، ومكان أو أماكن دفنهم، ومن أصدر الأمر بتعذيبهم وقتلهم، كما يتطلب قضاءًا مستقلاً قادرًا على تحقيق العدالة للموتى و الناجين.
محمد الشريف العضو السابق بجبهة البوليساريو
و للإشارة أنباء إكسبريس تتوفر على لوائح الضحايا المعذبين من طرف ميليشيا البوليساريو، يقدر عدد ضحايا الصحراويين في سجون الجبهة ماتو تحت التعذيب 86 شخص.
أما عدد الضحايا المتوفين خارج السجون 52 شخص، وبنسبة لعدد الضحايا الأحياء 114 والائحة مفتوحة..
