متابعة
البرازيل منقسمة وسط استقطاب شديد تخلله كم هائل من المعلومات المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيما تبادل المرشحان الشتائم أمام عشرات ملايين المشاهدين.
ويتوجه الناخبون إلى مراكز الاقتراع الأحد، وتتوقع استطلاعات الرأي منذ أشهر ولاية ثالثة من أربع سنوات لرئيس البلاد السابق اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، لكن الرئيس اليميني المتطرف المنتهية ولايته جايير بولسونارو، يحتفظ ببعض الأمل إثر النتيجة التي سجلها في الدورة الأولى من الانتخابات في 2 أكتوبربحصوله على 43% من الأصوات في مقابل 48% للولا.
واستفاد بلوسونارو الذي كانت استطلاعات الرأي تشير إلى تخلفه بأكثر من 10 نقاط مئوية، من دينامية مؤيدة له في المرحلة الفاصلة بين الدورتين.
وتعزز نتائج الاستطلاع الأخير للرأي الذي أعده معهد داتافوليا مساء السبت، أمل بولسونارو مع تقلص الفارق وتوقع فوز لولا بـ 52% من الأصوات مقابل 48% للرئيس، مع هامش خطأ بـ2% في حين سبق أن أخطأت استطلاعات الرأي في توقعاتها.
والسؤال الرئيسي المطروح، إذا فاز لولا بالانتخابات هل يقبل بولسونارو بالنتيجة مساء الأحد؟
وبعد هجمات متواصلة بسبب نظام صناديق الاقتراع الالكترونية “الاحتيالي”، ندد بولسونارو بخلل مفترض في بث الاعلانات الإذاعية خلال حملته الانتخابية، لكنه أكد الجمعة أن الذي “يحصل على أكبر عدد من الأصوات يفوز” دون أن يكون كلامه مقنعاً.
ورأى روجيريو دولترا دوس سانتوس من جامعة فلومينيسي الفدرالية أن “بولسونارو سيطعن في النتيجة”.
ويخشى كثيرون أن يتكرر في البرزايل سيناريو الهجوم على مبنى الكابيتول، إثر هزيمة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقد يستهدف على سبيل المثال المحكمة العليا التي لطالما شن بولسونارو حملة عليها.
ورأى المحلل أن بولسونارو يمكنه الاعتماد على “دعم ناخبيه الأكثر راديكالية والتسبب في اضطرابات” لكنه استبعد مشاركة القوات المسلحة في مغامرة انقلابية، مشدداً على أن المؤسسات الديموقراطية متينة في البرازيل.
ودعا ترامب البرازيليين إلى إعادة انتخاب بولسونارو “الرجل الرائع” لا “لولو المعتوه من اليسار الراديكالي”، وفق تعبيره.
وأمل لولا أن يتمتع بولسونارو بـ”الحكمة” ويتصل به إذا فاز “للاعتراف بالنتيجة”.
إلا أن الحملة الانتخابية كانت بعيدة كل البعد عن الحكمة، فكال بولسونارو الشتائم للولا واصفاً إياه بـ “كذاب”، وسجين سابق و مدمن كحول، ومصدر عار وطني
. ورد عليه الأخير مؤكداً أن منافسه “معتد على أطفال، وآكل لحوم بشر، و”مرتكب جرائم إبادة، وديكتاتور صغير.
وتبادل المرشحان الاتهامات بالكذب وغذى بولسونارو وبدرجة أقل لولا، آلة التضليل الاعلامي.
ونشرت وسائل التواصل الاجتماعي، مصدر المعلومات الوحيد لغالبية مستخدميها البرازيليين الـ170 مليوناً، كمية غير مسبوقة من المعلومات الكاذبة.
وفي إطار هذه الحملة الانتخابية، أهملت هموم الشعب البرازيلي خاصةً التضخم، والبطالة، والفقر، والجوع التي يعاني منها 33 مليوناً.
وكان الرهان الرئيسي بين الدورتين الانتخابيتين محاولة استقطاب 32 مليوناً امتنعوا عن التصويت في الدورة الأولى، حوالي 21 %.
ويؤكد لولا أنه يريد حماية الديموقراطية وجعل “البرازيل سعيدة” مجدداً بعد ولايتين أخرج فيهما نحو 30 مليوناً من براثن الفقر في ظل ازدهار اقتصادي.
أما بولسونارو الشعبوي فيريد الدفاع عن “الخير في مواجهة الشر” والعائلة، والله، والوطن، والحرية الفردية.
ورغم ولاية شهدت أزمات خطرة بينها جائحة كوفيد، لا يزال يحتفظ بقاعدة أنصار متشددين وتمكن من فرض خطه السياسي في وجه يسار لم يرفع الصوت كثيراً ويمين تقليدي شهد انهياراً كبيراً.
وإذا انتخب سيسجل لولا الشخصية السياسية المركزية في السياسة البرازيلية منذ أربعة عقود، عودة لافتة بعد السجن بين 2018 و2019 قبل إلغاء إدانته بتهمة الفساد.
وهو المرشح المفضل بين النساء والفقراء والكاثوليك وفي شمال شرق البلاد الريفي، في المقابل يدعم الرجال، والطبقات الميسورة، ومؤيدو السلاح، وأوساط الأعمال، والإنجيليين، بولسونارو عموماً.
وعلى الرئيس الجديد التعامل مع برلمان أكثر يمينية منذ الانتخابات التشريعية في 2 أكتوبر إذ يشهد تمثيلاً قوياً للحزب الليبرالي، بزعامة بولسونارو.