
فريد أزركي
” قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا” عبارة تغنى بها أمير الشعراء أحمد شوقي تقديرا لما يبذله العاملون في مهنة التدريس من مجهودات ، حيث يحتفل العالم في يوم 5 أكتوبر من كل عام بيوم المعلم العالمي، إبرازا وتقديرا لما يبذله المعلمون، في سبيل تكوين جيل مثقف وواع، يعي بقيمة المسؤولية الإجتماعية التي تقع عللى عاتقه.
ومنذ عام 1994، يحتفل العالم في اليوم الخامس من شهر أكتوبر، بكافة المعلمين في جميع أنحاء العالم، بشراكة بين كل من منظمة الأمم المتتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو” ومنظمة العمل الدولية للتعليم.
وعلى غرار باقي دول العالم، فالمغرب أيضا يحتفل بهذا اليوم العالمي الذي يعتبر حدثا بارزا نظرا للدور الحاسم للمعلمين في تحويل إمكانات المتعلمين من خلال ضمان حصولهم على على الأدوات التي يحتاجونها لتحمل المسؤولية عن أنفسهم وعن الآخرين..
ويظل السؤال الأبرز هل الوزارة الوصية على التعليم بالمغرب استطاعت أن تلبي حاجات المعلمين والمتعلمين؟، خصوصا وأن تحول التعليم يبدأ من المعلمين، او المدرسة بصفة عامة باعتبارها لبنة أساسية في المجتمع.
ولا يخفى على أحد أن مشاكل التعليم تراكمت بشكل مهول خلال السنوات الأخيرة، بحسب مواقع إخبارية وطنية، فقد سجلت نسب “عالية” للهدر المدرسي، وفي هذا الصدد صرح فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، خلال انعقاد الدورة الثانية للمناظرة الوطنية للتنمية البشرية، عن أرقام “صادمة” بخصوص ارتفاع نسبة الهضر المدرسي، حيث كشف أن 331 ألف تلميذ غادروا أقسام الدراسة خلال الموسم الدراسي 2020ـ2021. وحقيقة الأمر أن مشكل الهدر المدرسي بالذات مسؤولية مشتركة تتحملها الأسرة والمدرسة على حد سواء.
ومن جهة أخرى فإن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، تقوم بمجهودات من شأنها أن ترتقي بالمنظومة التعلمية، فقد وقعت في شهر فبراير الماضي لسنة 2022، اتفاقية شراكة مع شركات للاتصالات لدعم التعليم الرقمي بالمنظومة التعليمية، مع توفير لوحات الكترونية، تتضمن محتويات بيداغوجية، لفائدة التلميذات والتلاميذ، بمختلف الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، كما تعمل الوزارة الوصية على وضع حلول رقمية كفيلة بمعالجة التعثرات الدراسية، والتي من شأنها أن تجود المنظومة التعليمية، كل هذه المجهودات تصب في خدمة المتعلم وكذا المعلم الذي بدوره ستسهل عليه عملية التدريس.
ومن خلال ما سبق ذكره فالاحتفال باليوم العالمي للمعلم هو مناسبة تتطلب منا كمجتمع تقديم الدعم المعنوي لهذه الفئة، التي تعمل على مدى سنوات للرفع من مستوى بلادهم الثقافي والتربوي، وتحقيق تنمية علمية خدمةً لوطنهم بشكل عام وخدمةً لأبناء وطنهم بشكل خاص.
https://anbaaexpress.ma/kybli