
تحول الإرهاب بكل أنواعه إلى ظاهرة عالمية عابرة للحدود و المجتمعات، حيث أن تهديده الكبير على الأمن البشري بصفة شاملة جعل كل دول العالم وشعوبه تؤمن بضرورة تنسيق الجهود لمحاصرته والتصدي له و الإصطفاف في جانب واحد لمواجهته و تخفيف الأضرار الممكنة في حالة إستفحاله.
في كل التصورات المحلية و الإقليمية والدولية التي عملت على وضع برامج و خطط وإستراتيجيات لمكافحة الإرهاب كان الإعلام و وسائل التواصل الإجتماعي حاضرا بشكل دائم على إعتباره أحد أهم الوسائل التي يمكن ـ إذا ما أحسن توظيفها ـ أن تكون أدوات فاعلة للتصدي للإرهاب والقضاء عليه.
فقد إستطاعت الجماعات الإرهابية تطويع وسائل التواصل الإجتماعي لخدمة أهدافها التخريبية و التدميرية حيث أنها أصبحت ملاذا آمنا للقيام بعمليات الدعاية المركزة و غسل الأدمغة و الإستقطاب و التضليل و نشر الأخبار الزائفة و بث الأشرطة و البلاغات و البيانات العسكرية تقوم بها ضد من تستهدفهم من مدنيين و عسكريين .

وسائل التواصل الإجتماعي مثلت واجهة جديدة للأنشطة الإرهابية
قصة وسائل التواصل الإجتماعي و الإرهاب إبتدأت مع ظهور و هيمنة وسائل التواصل الإجتماعي على مفهوم الإتصال بين البشر ، حيث ظلت هذه المنصات وسيلة مفضلة للتواصل بين مختلف أفراد الخلايا النشطة و النائمة العاملة في الميدان كما لاتزال من بين أهم الوسائل إن لم تكن من الوسائل الوحيدة للتواصل بين فروع التنظيمات العالمية كداعش و تنظيم القاعدة.
في هذا التقرير سنحاول إلقاء الضوء على دور الإعلام المحوري في التوعية من خطر الإرهاب و مستقبل إستغلال الجماعات الإرهابية لمنصات التواصل الإجتماعي و كيفية الحد من تأثيراتها على النسيج المجتمعي.
▪️ الإعلام أحد الجبهات الرئيسية لمكافحة الإرهاب:
أدركت الجماعات الإرهابية مبكرا أهمية الإعلام و مدى تأثيره على الجماهير العريضة التي يصل إليها بسهولة و بشكل مباشر لذا بسبب هيمنت الحكومات و مراقبتها لهذا المجال على عملت الجماعات المسلحة خلق طابور خامس يتحين الفرصة المناسبة لإنهيار الدولة أو إضطراب المجتمع أو إنتشار الفوضى ليكشر عن أنيابه و يحول الإعلام بمختلف أشكاله و أنواعه إلى أدوات يستخدمها لنشر أفكاره و تمرير رسائله.
الجماعات المتطرفة بطبيعتها الإنغماسية في داخل المجتمع و إلتزامها في أحايين كثيرة بإستراتيجية التقية خدمة لأجندات متوسطة أو طويلة الأمد فقد إستطاعت في مرحلة معينة تكوين موالين لها تحت مسمى الإعلام الديني حيث أن الفرق بين برنامج تلفزيوني ديني توعي روحاني بفكر وسطي و برنامج يمثل قاعدة إعلامية خلفية للفكر الإرهابي هو شعرة معاوية.
فالإعلام اليوم هو الجدار الحامي لعقول الناشئة و الرسول المبلغ المنوط به تقديم الرسالة الصحيحة والتغطية والتأثير المباشر وغير المباشر على المتلقي.
فحسب دراسات محكمة حول دور الإعلام في التأثير على الشباب فإنه بمختلف وسائله المرئية و المسموعة و المقروؤة وخاصة الإعلام الحديث يعد واحدًا من أهم مصادر المعرفة بالنسبة للإنسان ، كما أن اكثر من 90% من الشباب متابعي الإعلام ، يعتبرونه مصدرًا لثقافة العنف والتطرف والسلوك الإجرامي المنحرف والمضاد للمجتمع.
وقد أظهرت دراسة علمية عن دور وسائل الإعلام في تشكيل الوعي الاجتماعي لدى الشباب أن 59.82% يتعرضون دائما إلى وسائل الإعلام وأن 50.2% يتعرضون لوسائل الإعلام من ساعة إلى 3 ساعات يوميا.
فالإعلام هو الموجه والمؤثر الاول للرأي العام و له دور مركزي في إعطاء الصورة الحقيقية والواضحة للارهاب كعمل اجرامي خبيث يستهدف المجتمع بالقتل و الذبح و التنكيل و التفجير.
فالإعلام هو السلاح الأقوى في أيدي الإرهاب و الدليل هو أن تنظيما بإمتدادات عالمية كتنظيم القاعدة كانت أول خطواته لبدأ حربه العالمية ضد الإنسانية هو استخدام سلاح الإعلام في التسويق لقوته و الترويج لها وتضخيم إمكانياتها فإستخدمت الخطب و شرائط الفيديو المصورة التي كانت تبثها القنوات الإخبارية في حرب نفسية طويلة الأمد إستهدفت تضليل المجتمع بالأخبار الزائفة.
حيث نستنتج طبيعة العلاقة المتشابكة بين الإعلام والإرهاب فالإعلام يستفيد من إمكانيات الإرهاب المادية.. والإعلام يعمل على تضخيم الأحداث و إعطاءها أبعاد تتجاوز حدود فهم العقل العادي، فتحول الطرفان بهذه الصورة إلى عوامل مساعدة يدعم كل منهما الآخر و هي العبارة التي أكدها الباحث في شؤون الإرهاب الاوروبي هنري برنارد : “الإرهاب لا يبحث كثيرًا في عدد الضحايا؛ بل يبحث أكثر في أن يسمع الناس به ويعلمون عنه “.
لذا فالجماعات الإرهابية تعتمد على الضربات الإعلامية و الحروب الزائفة و الوهمية لكسب تعاطف الأنصار و تسويق الإنتصارات الوهمية و القيام بعمليات تستهدف الضغط على الدولة لتحقيق مكاسب آنية كتحرير أسير أو تخفيف ضغط ما أو البحث على هدنة مؤقته، و لهذا فهي تعمل جاهدة على بث الرعب و إرهاب المجتمع ليتولد بأعمالها القذرة ضغط سياسي تستخدمه لتحقيق مآربها دون أفق سياسي أو إستراتيجي واضح .
▪️ الجماعات الإرهابية و وسائل التواصل الإجتماعي.. عش الدبابير
شكلت احداث 11 سبتمبر الأليمة البداية الفعلية لمفهوم “الإرهاب الجديد” المختلف بشكل كبير على الإرهاب التقليدي الذي يعتمد على وسائل كلاسيكية في التمويل و منهجية العمل و طريقة تنفيذ العمليات و آليات الإستقطاب و التدريب..
الإرهاب الجديد هو جزء من منظومة الإرهاب العالمية لكن بإستخدامه لمجموعة من الميكانيزمات و الآليات المستحدثة و المبتكرة تجعل من الصعوبة بمكان التصدي له و مواجهته بشكل فعال.

فالإرهاب الجديد يعتمد على عدم تركيز نشاطاته في مكان واحد أو إقليم واحد و إنما يعتمد على مجال جغرافي مترامي و غير مترابط ليشكل بؤر و خلايا إرهابية غير مترابطة ذاتية التمويل في أحايين كثيرة تنفذ أجندتها الخاصة بها طالما هي ملتزمة بفتاوي و تعليمات الخلية الأم.
الإرهاب بشكله الجديد يعتمد على تكتيكات جديدة تم إبتكارها و تطويرها مع التطور التكنولوجي و التقني الذي وصلت إليه جهات إنفاذ القانون حيث أصبحت الجماعات الإرهابية تعتمد على الذئاب المنفردة كوسيلة للإنغماس في المجتمع لتنفيذ عملياتها الإجرامية.
يعتمد بالأساس على وسائل تواصل جديدة تربط بين كل أفراده و مجموعاته و تسهل عملية الإستقطاب و التكوين و توفر العنصر البشري المناسب للقيام بتنفيذ أجنداته التخريبية، حيث يمكن لنا حصر ثلاث أهداف رئيسية للجماعات الإرهابية تستفيد منها من وسائل التواصل:
أولاً: التنسيق عبر وسائل التواصل الاجتماعي و تجنيد أتباع جدد ونشر الأفكار والمعتقدات.
ثانيا: يوفر مساحة إفتراضية للتدريب و التكوين و الإستقطاب و غسل الأدمغة.
ثالثا: الحصول على الدعم المادي والمعنوي بجمع التبرعات و البحث عن حلفاء و أصحاب مصلحة.
مع ظهور تنظيم داعش تغيرت قواعد اللعبة بشكل كبير حيث أصبحت هذه الجماعة الإرهابية و مثيلاتها تعتمد على المؤثرات السينمائية و التكنولوجيا و ووسائل التواصل الإجتماعية لبث رسائلها و للقيام بعمليات إرهابية بإستخدام مبادئ الحرب النفسية.
حيث إستغلت هذه الجماعات الإقبال الشديد للشباب على وسائل التواصل الإجتماعي لتحولها إلى منصات مفتوحة و حواضن أساسية للإستقطاب و التعبئة و التجنيد و نشر الفتاوى المغرضة و التوجهات المتطرفة و تكيتكات حرب العصابات و طريقة تصنيع القنابل و طرق الرصد و تصوير المواقع و تتبع الأهداف.
وتؤكد تقارير عالمية مهتمة برصد و تتبع مواقع التواصل الاجتماعي إلى وجود (4.48 مليارات) مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي تم حصرها إلى غاية يوليوز 2021، أي ما يقرب من (57%) من إجمالي عدد سكان العالم، حيث سجل معدل نمو مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي نسبة (13.1%) سنويًا ليصل إلى (520 مليونًا) مستخدم جديد خلال سنة 2021 كما أن معدل الاستخدام اليومي العالمي لمواقع التواصل الاجتماعي يبلغ (ساعتين وأربع وعشرين دقيقة).
وحسب دراسة أجراها البروفيسور غابريال وايمان الخبير الدولي في تكنولوجيا الإتصالات و صاحب “الحرب على الإرهاب – الساحات الجديدة”، الصادر سنة 2006 أن ما يقرب من 90٪ من أنشطة الإرهاب المنظم على الإنترنت تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث تستخدم الجماعات الإرهابية منصات التواصل الاجتماعي مثل Twitter و Facebook و YouTube ومنتديات الإنترنت لنشر رسائلها وتجنيد الأعضاء وجمع المعطيات الاستخبارية.
كما تسمح منصات وسائل التواصل الاجتماعي للجماعات الإرهابية بالتواصل مع شبكاتهم في مختلف أرجاء المعمور، منصات وسائل التواصل الاجتماعي تسمح للجماعات الإرهابية بإرسال رسائل مباشرة إلى جمهورها المقصود والتحدث مع جمهورها في الوقت الفعلي، قفقد ذكر ويمان أيضًا في كتابه “الحرب على الإرهاب” أن الإرهابيين يستخدمون وسائل الإعلام للترويج للطابع المسرحي لعملياتهم الإرهابية في إستراتيجية متعدة للحرب النفسية.
وفقًا لروب وينرايت، مؤلف كتاب “مكافحة الجريمة والإرهاب في عصر التكنولوجيا“، فقد استخدم داعش أكثر من مائة موقع لنشر رسائله العنيفة كعمليات الحرق الميدانية و قطع الرؤوس و إستهداف المنشئات العسكرية.
حسب دراسة أجراها المحلل الإستراتيجي الأمريكي مارك طومسون إبتداءا من نوفمبر 2014، بعد قطع رأس الجندي السابق بالجيش الأمريكي بيتر كاسيج، تم تسجيل خمس عمليات إعدام لغربيين تم أسرهم في سوريا جيمس فولي، ديفيد كاوثورن هينزوآلان هينينج وستيفن سوتلوف من بين الرجال الذين اختطفهم وأعدمهم داعش.
تم نشر مقاطع الفيديو الخاصة بعمليات قطع الرؤوس الوحشية على الإنترنت من قبل داعش، حيث أن نشر الإعدامات على الإنترنت يمنح الجماعات الإرهابية القدرة على التلاعب بالمشاهدين وإحداث الفوضى بين الجمهور المستهدف، عادةً ما تكون مقاطع الفيديو عالية الجودة وتُظهر بشكل عام العملية الدموية بكاملها.
إذغار جونز المحلل الأمني في مقال بعنوان ، “استقبال الإرهاب الإذاعي: التجنيد والتطرف”، يذكر ان أن داعش استخدمت الأفلام الوثائقية و مجلة خاصة بعنوان دابق، من أجل تجنيد أعضاء جدد وإيصال رسالتهم إلى الجمهور، يوضح هذا فقط اثنين من الوسائط المختلفة التي استخدمها داعش.
تنشط جماعة طالبان على تويتر منذ مايو 2011 ولديها أكثر من 7000 متابع. تغرد طالبان على توييتو، بشكل متكرر ، في بعض الأيام كل ساعة تقريبًا. هذا الحساب معلق حاليا. قدرت دراسة أجراها كل من بيرغر و مورجان نشرها معهد معهد بروكينغز يحرر أنه خلال عام 2014، كان هناك ما يقدر بنحو 46.000 إلى 90.000 حساب على تويتر تروج لأفكار تنظيم داعش أو كان يديرها مؤيدو التنظيم. في عام 2015، أفاد موقع تويتر أنه حظر 125000 حساب متعاطف مع داعش، في عام 2016، نشرت تحديثًا لـ 325000 حساب محذوف.
تنظيم داعش قام بتطوير أنشطته للعمل في الويب المظلم او darck web حيث أنشأ داعش منصته الخاصة لزيادة قدرته على نشر رسالته بعيدا عن مراقبة الشركات الكبرى للتواصل أو الجهات الحكومية ففي عام 2017، تمكنت الشرطة الأوروبية يوروبول من الكشف عن 52 شبكة فريدة لداعش على شبكة الإنترنت المظلمة ينشط بها أكثر 2000 عنصر متطرف.
▪️ إستراتيجية إعلامية شاملة لمكافحة الإرهاب و التطرف أصبحت ضرورية لحفظ الأمن المجتمعي
للأسف توجد فوضى حقيقية في طرق و آليات و إسترتيجيات مواجهة الإرهاب حيث لا توجد إستراتيجية إعلامية شاملة و متفق عليها لمواجهته و مكافحته و إجتثاثه و التخفيف من أضراره على المجتمع.
كما ان وسائل الإعلام تتعامل مع ظاهرة الإرهاب بشكل مناسباتي أو لحظي في حين أننا قد نفتقد وجود حملات إعلامية كاملة و وممنهجة ومحكمة لمواجهة هذا الفكر المتطرف الذي يمثل سلاحاً يهدد وجود البشرية بأكملها.

مؤسسة إمارة المؤمنين .. الضامن الأول للأمن الروحي للمغاربة
التجربة المغربية في مكافحة الإرهاب نموذج متفرد عالمي إستطاعت أن تتحول إلى مدرسة عالمية معتمدة بإرتكازها على إستراتيجية متكاملة ثلاثية الأبعاد في ثلاث محاور إستراتيجية:
– المحور الأول: المقاربة الأمنية الاستباقية، و ذلك بتنفيذ عمليات أمنية إستباقية غاية في التعقيد و المهنية بهدف تفكيك الخلايا الإرهابية و تحييد خطرها على المجتمع .
– المحور الثاني: إصلاح المجال الديني و تحصين الأمن الروحي للمغاربة بالتشبث بالنموذج الوسطي للإسلام المغربي المتفرد تحت قيادة مؤسسة إمارة المؤمنين التي يقودها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الضامن الروحي للأمن للمغاربة و ذلك من خلال تأهيل الحقل الديني والخطب الدينية والمساجد و تكوين الأئمة و تقوية دور المؤسسات الدينية الرسمية و كذلك بتفعيل دور الإعلام في مكافحة الفكر المتطرف و الإرهاب و دعم الأبحاث الاكاديمية التي تعالج هذه الظاهرة.
– المحور الثالث : هي المقاربة الإجتماعية التي تستهدف إطلاق مشاريع تنموية تستهدف الفئات التي تعاني من الهشاسة و التي تعتبر حاضنة مهمة للفكر المتطرف ومن أهم هذه المشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و كذا دعم مشاريع الشباب و حاملي المشاريع.

المقاربة المغربية في مكافحة الإرهاب ..نموذج عالمي للكفاءة و النجاعة و الحكامة
إنطلاقا من هذه المحاور الثلاث إستطاع المغرب أن يطور نموذجه الخاص المنفتح على العالم في مايخص مكافحة الإرهاب على جميع المستويات حيث ان الديبلوماسية الامنية أصبحت جزءا أساسيا من الديبلوماسية المغربية المتعددة الأطراف التي يشتغل عليها المغرب منذ سنوات لتبيث مواقعه في الخريطة العالمية كقوة إقليمية صاعدة في إفريقيا و غرب المتوسط.
تفعيل دور الإعلام في مكافحة الإرهاب و الفكر المتطرف يتطلب عملا جماعيا تنخرط فيه كل القوى الحية داخل المجتمع لبلورة إستراتيجيات إعلامية فعالة و مندمجة و مستدامة لمكافحة الإرهاب تنطلق من أسس علمية و أكاديمية واضحة. من وجهة نظري كإعلامي مغربي مهتم بالشؤون الأمنية و تحليل الصراع و الشأن اليبلوماسي فإن الإستراتيجية التي أظن أنها ناجعة لمكافحة ظاهرة الإرهاب و علاقته بالإعلام و التواصل الإجتماعي تعتمد على بعض المبادئ الضرورية و الأساسية التي يجب العمل عليها بشكل تشاركي :
– تبني الموقف الموضوعي بفهم دقيق في كل تناول إعلامي لقضايا الإرهاب مع تسجيل إنحياز تام لقيم الحرية و حقوق الإنسان و الحفاظ على قدسية الحق في المعلومة للمواطن حتى لا تستغلها الجماعات المتطرفة كثغرة لبث الشائعات و ترويع المجتمع و إطلاق التخمينات والتأويلات التي لا تحمل أي نتيجة غير التشويش على مجهودات جهات إنفاذ القانون.
– العمل على تطوير برامج و حملات إعلامية و ورشات تكوينية و دورات تدريبية تستهدف المجتمع ككل و بشكل خاص فئة الشباب بإعتبارهم الهدف الرئيسي لخلايا الإستقطاب التي تعمل بها الجماعات الإرهابية.
– تبني الخطاب الوسطي المعتدل المنبثق من القيم الوسطية المعتدلة للتعاليم الدينية السمحة في كل البرامج ذات الصبغة الدينية أو الإجتماعية أو الثقافية أو غيرها مع التاكيد على إحترام الآخر و معتقداته الدينية كيفما كانت و إبعاد وسائل الإعلام عن المشادات والنقاشات التي تهدف لبث الفرقة و خلق الفتنة داخل المجتمع.
– إشراك الرأي العام في مواجهة هذه المخاطر من خلال إجراء دراسات متنوعة لقياس اتجاهاته نحو أصحاب الفكر المتطرف لكشف حقيقة وحجم هؤلاء المتطرفين.. بما يدعم نبذهم من المجتمع وبما يساهم في وجود مشاركة مجتمعية حقيقية للقضاء على أصحاب هذه التوجهات.
– التعريف بالقوانين المرتبطة بجرائم الإرهاب والتطرف الديني والسياسي والاجتماعي لكي تكون رادعًا قانونيا لكل من تيول له نفسه الإصطفاف وراء الجماعات المتطرفة و الإرهابية.
أخيرا نجد أن إنّ مكافحة التطرف و الإرهاب ليست مسؤولية جهة محددة بعينها، إنما هي مسؤولية مشتركة بين كل أطياف المجتمع من الأسرة إلى المسؤول الحكومي إلى المسؤول المنتخب مرورا بدور النظام التعليمي و دور المجتمع المدني و الإعلام ، كل هذه الاطراف مدعوة لبناء جبهة مجتمعية موحدة لبلورة إستراتيجية مجتمعية شاملة من أجل وقاية المجتمع من كافة أشكال الانحراف والجريمة والسلوك العدواني كالإرهاب و التطرف.
ثم يأتي بعد ذلك دور باقي المؤسسات وفي مقدمتها الأجهزة الأمنية و المؤسسات السيادية التي تقوم بدورها على أكمل وجه على الأقل في بلدنا المملكة المغربية.
https://anbaaexpress.ma/m8qqf