أفريقيادوليسياسة

ليبيا.. من برلين واحد إلى برلين 3

من جديد وللمرة الثالثة، إحتضنت برلين أمس الجمعة مؤتمرا حول ليبيا بمشاركة (أمريكا – بريطانيا – فرنسا – تركيا – مصر – ايطاليا – الامم المتحدة) ،ولم تحضر روسيا والصين.

وهي أعضاء في مجلس الأمن الذي يشهد انقساما في عدد من الملفات، ومنها الملف الليبي بسبب تداعيات الخلافات والصراعات الدولية بعد الحرب الروسية الاوكرانية.

إعتبار الدولتيين أعداءا للمصالح الامريكية  وفي ظل التحالفات الدولية التي بدأت تتضح وإختلال موازين القوي في العالم.

ليبيا التي شهدت تدخل حلف الناتو  في 2011، لازالت ترزخ في ظل إنقسام سياسي وفوضي، وتدخلات خارجية تتضارب فيها مصالح الدول التي توحدت في تدخلها عام  2011، فوجدت روسيا الاتحادية فرصة للتدخل في ليبيا بعدما خذعت في 2011، وإحتدم الصراع على ليبيا إبان الحرب التي شهدتها العاصمة طرابلس.

وجاء التدخل التركي بعد توقيع إتفاقتيين أمنية وبحرية مع حكومة الوفاق الوطني، بايعاز من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، لمواجهة التواجد الروسي الداعم للجيش الوطني، والبرلمان، في الوقت الذي ترتبط فيه تركيا وروسيا بعلاقات ومصالح إقتصادية وأخيرا عسكرية، والذي أثار حفيظة امريكا الحليف الأساسي لتركيا.
على الرغم من عقد مؤتمرات عدة حول ليبيا في باريس وروما وموسكو وجنيف وتونس وأبوظبي والصخيرات
وبرلين 1 و برلين 2، وإقرار مخرجات دولية لم تنفذ بل بقيت مجرد حبر على ورق.

وقد أثبثت فشل المجتمع الدولي، وقرارات مجلس الأمن وعكست فقدان الثقة لدى الليبيين والمتابعين، لعلها محاولات لتبرير التدخل  الدولي والوعود بإحلال الديمقراطية، وقد إعترفو بأن ماحدث خطأ في التقديرات والنتائج، وقد أصبحت ليبيا دولة فاشلة، وإزدادت المخاطر الأمنية والتي تهدد دول الجوار وأوروبا، ومصالح الولايات المتحدة الامريكية.

إن انعقاد هذا المؤتمر، هو تكرار للنسختين الأولى والثانية فيما يخص حل الازمة اللييية، ومع أن إنعقاه يأتي في ظروف دولية أكثر خطورة، نتيجة الصراع مع روسيا الاتحادية، والصعوبات التي تواجهها أوروبا بسبب أزمة الطاقة، التي بدأت تؤثر على إقتصادياتها بل حتى على الولايات المتحدة، وكذلك الرغبة في تأمين مصادر الطاقة.

وينظرون لإستقرار  ليبيا والمنطقة، بديل لتعويض النقص في الطاقة جراء الحصار على روسيا الاتحادية.

ولكن إختلاف مصالح الدول المجتمعة في ليبيا، سوف يؤثر على تطبيق المخرجات السابقة واللاحقة، وعلى أي توافق ليبي ليبي يضع المصلحة الوطنية فوق كل إعتبار
ويفوت الفرصة على التدخلات الخارجية.

https://anbaaexpress.ma/62c5w

إدريس أحميد

صحفي و باحث في الشأن السياسي المغاربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى