في هذه الحلقة التي ننهي بها مقالنا، سنحاول معا أن نتخيل كل السيناريوهات الممكنة التي يكون عليها مستقبل الفضاء الجيوسياسي المغاربي، ولا نكتفي بالتخيل من أجل التخيل، بل من أجل التدخل في صناعة مصيرنا كلما وجدنا إلى ذلك سبيلا، وفي جميع الأحوال نحن من يصنع هذا المصير بخيره وشرّه، سواء كنا إيجابيين أو سلبيين، كنا على بصية أو كنا على ضلال.
وأن هذا المصير سيتحدد وفق “الوضعية” التي سيختارها كل قطر في صدامه مع النسق الجيوسياسي الأممي، هذا الأخير الذي لن يسمح للمغرب ولا للجزائر أن يلعب أحدهما دور المتحكم الوحيد في زمام القيادة المغاربية، لا لشيء، إلا لأن هذين البلدين كليهما لا يتوفران على شروط القيادة بالمعايير السياسية والجيوسياسية الحديثة، وبالتالي، فإن النسق الجيوسياسي الأممي لن يترك فضاء شاسعا وحيويا في يد بلد مازال في حاجة إلى تنظيف أنثروبولجي لعينيه من العمش.
كلما طمست الأيديولوجيا تفكير النخب تعطلت الحكمة، وطغى الزيف على الأصالة. إن الأيديولوجيا بوصفها وعيا زائفا تحرم العقل من التفكير الصحيح تماما كما تحرمه المهلوسات. وإذا كان هناك من تفسير لطغيان الأيديولوجيا في مجتمع من المجتمعات، فهو عدم التمييز بين العلم والجهل، بين الكذب والصدق، ومثلما يلجأ المريض اليائس إلى الدجل، تلجأ المجتمعات، عبر نخبها الجاهلة، إلى الأيديولوجيا بحثا عن حلول لأوهامها.
وإن أكثر المعادن نفاسة يستثمر فيها المقامرون المحليون والأجانب هو معدن الجهل، وهو معدن يسهر على تنميته دعاة القومية الأيديولوجية بكل تجلياتها العروبية والمزوغية والإسلاموية. وإن أكبر خطر يهدد شعوب الفضاء المغاربي هي هذه النخب، لا أستثني هنا دعاة الحداثة والعلمانيا، فأغلبهم يعانون من أمراض القومية الأيديولوجية في الوسطين الفكري والسياسي.
ومن يتابع الجدل حول مسألة الهوية والتاريخ في البلدان المغاربية، ولاسيما في الجزائر والمغرب، سيقف على هذه الحقيقة التي تكشف عن خلل في الإدراك (أنثروبولوجياً وسيكولوجيا) في فهم “الهوية” وتمثلها.
ويحار المرء وهو يرى هذه “النخب” وهي ترمي بكامل أمراضها في “ساحات الوغى” من العصر الفينيقي حتى القضية الفلسطينية، ومن صراعات ماسينيسا وصفاكس ويوغرطة وبوكوس إلى حادثة مراكش إيسني، ومن الحرب بين عقبة وإيكسل إلى صراع رموز الحركات القومية، ومن غزو شوشناق لبني إسرائيل إلى الصراع بين المناهضين ودعاة التطبيع، حتى يختلط عليك الأمر ولا تعرف إن كان ما تراه هو من صميم الراهن أم مجرد مسلسل من الفانتازمات يصادر به الأحياء حياتهم ويستعيدون من خلاله أرواح الموتى.
بموازاة حرب التصريحات بين شخصيات مغاربية، سياسية، إعلامية أو رياضية أو فنية، وانتقال هذه الحرب إلى شبكات الذباب الإلكتروني، نلاحظ عودة بعض المهتمين بالشأن التاريخي إلى الماضي، ولاسيما إلى “الحرب المغاربية” التي اشتعلت بين الأقطار المغاربية نهاية القرن السابع عشر.
كانت البداية مع معركة ملوية التي وقعت في مايو 1692 ببلدة فورد على نهر ملوية. ودارت بين جيوش السلطان العلوي مولاي إسماعيل وجيوش داي الجزائر الحاج شعبان. واندلعت هذه الحرب بين البلدين في سياق توتر العلاقات بين باي تونس ووالي الجزائر. في الوقت الذي كانت الجزائر والمغرب يتقاتلان، كانت بعض مدنهم تحت الاحتلال الإسباني. باءت كل محاولات الصلح واستمر التوتر بين البلدين، واستثمر المغرب التوتر الجزائري التونسي حيث ظل يدعم تونس وكانت آخر معركة قام بها المغرب ضد الجزائر عام 1701 ولم يتحقق الانفراج بين البلدين إلا عام 1708 حيث أخذت العلاقة منحى تضامنيا في مواجهة الخطر الأوروبي.
بخصوص “الإيّالات العثمانيّة ببلاد المغرب أو ما يُسمى في وثائق الأرشيف العثماني بـ «أوجاق الغرب»، عرفت فيما بينها أزمات سياسيّة حادّة وحروبا ضارية طغت على سير مُجمل أحداث تاريخها في العصر الحديث. وطالما انتهت هذه الأزمات التي تُغذيها مطامع الاستئثار بالحكم والنزعات الانتقاميّة باصطدامات عسكريّة واجتياحٍ للقُرى والمدن، ولعلّ أخطر هذه الحروب هي تلك التي تأججت في أواخر القرن السابع عشر وبداية القرن الذي يليه بين الثلاث إيالات طرابلس الغرب والجزائر وتونس”.
في 1694 قامت الجزائر بغزو تونس وضمتها بالكامل لعدة أشهر إلى غاية عام 1695 حيث ثارت تونس واستعادت سيادتها من الجزائر. وكانت ليبيا تصطف مع تونس ضد الجزائر، لكن سرعان ما انقلب التحالف التونسي الليبي إلى حرب بعد أن احتلت ليبيا جزيرة جربة. وقد تواصلت المعارك بين الإيالات العثمانية: الجزائر وتونس وليبيا إلى غاية 1705، حيث أخذت العلاقة مجرى مختلفا بتدخل من الباب العالي.
حدث ذلك بعد الحرب الأوروبية التي انتهت بـ”سلام وستفاليا” في النصف الثاني من القرن السابع عشر. اندلعت الحرب المغاربية (1699-1702) بين الأوجاق العثمانية (الجزائر، تونس وليبيا) والمغرب. الحرب الأوروبية دامت ثلاثين عاما، وأسست للدخول إلى عصر جديد انطلاقا من براديغما جديدة (انظر مقالاتنا السابقة)، بينما الحرب المغاربية دامت ثلاثة أعوام، اكتفت بعدها الأقطار المغاربية بحالة الانتظار والترقب إلى أن انخرطت بعض نخبها في الحركة الوهابية السعودية تفاعلا مع النزوع القومي العربي المناهض للخلافة العثمانية منتصف القرن الثامن عشر، ثم الاكتفاء بدور “المورد البشري” والمتفرج على الأفكار الجديدة المنبثقة عن رواد النهضة العربية (نستثني هنا الحالة التونسية) ثم السقوط تحت الاحتلال الأوروبي. ثم بروز الحركات القومية المغاربية بداية القرن العشرين في سياق النضال التحرري، النقابي والسياسي إلى أن دخلت غمار الحرب المسلحة ضد الاستيطان، ثم الحصول على الاستقلال.
حول القوميات المغاربية، يمكن القول أنها لم تنشأ إلا في الربع الثاني من القرن العشرين، ما بين الحربين العالميتين، وفي سياق المد القومي الأوروبي بشقيه المدني والأيديولوجي. وإذا رجعنا إلى الماضي، فلن نجد لدى المغاربيين ما يعبر عن الشعور بالانتماء إلى قوميات محلية، الانتماء إلى الأمة المغربية مثلا أو الجزائرية أو التونسية أو الليبية أو الموريتانية، بل كان المغاربيون يعبرون عن انتمائهم إلى الأمة الإسلامية. وفي سياق النزوع القومي المناهض لسياسة التتريك وللخلافة العثمانية، طفا إلى السطح خطاب حول “الأمة العربية”، وانخرطت الحركات القومية المغاربية في التعبير عن هذا الانتماء القومي العربي. وإذا فحصنا المعجم المرتبط بهذا النزوع، نجد أن مفردات (وطن، وطني، وطنية) غطت على مفهوم (الأمة والقومية)، فحدث تلبك في الفهم وفي التمثل ليس في التداول الشعبي فحسب بل حتى في الوسط الأكاديمي.
مشكلة الدول المغاربية تكمن في نخبها التي تمثلت بشكل أيديولوجي/عنصري مفهوم القومية وعلاقتها بسؤال الهوية والذاكرة، وبدل التأسيس للقوميات المحلية (الجزائرية، المغربية، التونسية، الليبية والموريتانية)، انصرف دعاة العروبة إلى “القومية العربية”، ودعاة الإسلام السياسي إلى “القومية الإسلامية” ودعاة المزوغة إلى “القومية الأمازيغية”.
وكما سبق وأن عبرت في عدة مقالات، وبصيغ مختلفة، إن السياسات المغاربية التي استلمت زمام دولها المستقلة لم تكن قد تحررت (ولم تتحرر بعد) من تمثلاتها الجيوسياسية القديمة، ولم تنتبه أنها حازت على استقلالاتها وفق نسق جيوسياسي أممي أفرزه نظام عالمي جديد تؤطره فلسفة جديدة وقوانين ومؤسسات أممية جديدة. هذا التمثل السياسي القاصر في التعاطي مع الفضاء الجغرافي، كان وراء الصدامات والتعثرات وما ترتب عنها من إخفاقات السياسات المغاربية، وأنتجت، بعد أن تقطّعت أنفاسها، دولا فاشلة بكل المقاييس.
فالقوميات المحلية: الأمة الجزائرية والأمة المغربية والأمة التونسية والليبية والموريتانية، هي قوميات حديثة النشأة لا يتجاوز عمرها قرنا من الزمن حتى لا يزايد طرف على الآخر؛ وبالتالي فإن بناءها السياسي يحتاج إلى جهد علمي: قانوني وحقوقي وسوسيولوجي، فضلا عن المهارة السياسية في تدبير الفضاء الترابي.
غير أن الشيء الذي يمكن ملاحظته منذ الحرب المغاربية بداية القرن الثامن عشر، أن الفضاء الجيوسياسي المغاربي مازال رهين التخلف السياسي، ومازال يجتر نفس المقولات دون أن يحقق نقلة نوعية لا على المستوى المحلي ولا على المستوى البيني.
لقد مضى على تلك الحرب أكثر من ثلاثة قرون، ومع دخول البلدان المغاربية غمار الاستقلال القومي منذ منتصف القرن الماضي، عاش فضاؤها الجيوسياسي عدة مراحل:
أولا: في سياق الحرب الباردة، كانت مرحلة المحاور التي لم تعمل سوى على إنهاك الأقطار؛ وقد تأسست على التحالفات الثنائية، كما عرفت بدورها صنفين من التحالفات: محور (المغرب/تونس) ومحور (الجزائر/ليبيا)؛ ثم حدث تبادل في التحالفات بين الأقطار، فبرز محور(المغرب/ليبيا) ومحور(الجزائر/تونس/موريتانيا)؛
ثانيا: المرحلة الثانية، جاءت مع نهاية الحرب الباردة، وأسفرت عن تأسيس اتحاد المغرب العربي، غير أن هذا المشروع بسبب الخلاف الجزائري المغربي بقي مجمدا.
ثالثا: بعد ثورات 2011، وإثر سقوط ريجيم بن علي في تونس والقذافي في ليبيا، وانخراط الشارع المغاربي في احتجاجات مطالبة بسقوط الريجيمات السياسية الحاكمة، سارع المغرب إلى تغيير الدستور وأصبح بقيادة الحكومة الإسلامية من مناصري الثورات بينما وقفت الجزائر على الحياد.
وبعد أن مضى عقد من الزمن على تلك الثورات، وفي سياق تشكل تحالفات ومحاور إقليمية وأممية: التحالف الدولي ضد تنظيم داعش(2014)، التحالف العربي في اليمن (2015)، التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب (2015)، الاتفاقيات الإبراهيمية (2020)….
في سياق هذه التحالفات لم تتسم المواقف المغاربية بالانسجام، ولم تنضم الجزائر لأي تحالف من هذه التحالفات على عكس المغرب الذي لم يتخلف عن أي تحالف. وبخصوص تونس، ليبيا وموريتانيا وإن لم تشارك عمليا في بعض هذه التحالفات، فإنها إما عبرت عن دعمها أو التزمت سياسة الصمت. هذه البلدان الثلاثة التي ظلت سجينة سياسة المحاور في غمار الصراع المغربي الجزائري، ومنذ دخل الاتحاد المغاربي في أزمته، لم تعد معنية بالاصطفاف مع المغرب ولا مع الجزائر، وصارت أكثر ارتباطا بالمحاور والتحالفات ذات الصلة بجامعة الدول العربية التي كانت شريكة في كل التحالفات أعلاه.
ومنذ أن أعلنت الجزائر قطع علاقتها بالمغرب، لم ينحز أي بلد من هذه البلدان الثلاثة إلى أي طرف من أطراف الصراع، وأبقى كل بلد، بطريقته الخاصة، على علاقته بالجزائر وبالمغرب دون التورط في الصراع. ورغم التوترات التي تنجم بين الفينة والأخرى حول قضية الصحراء الغربية/المغربية، فإن الأقطار المغاربية الثلاثة تبدو حريصة على علاقاتها مع الجزائر والمغرب. وحتى في حالات التوتر القصوى كما حدث مؤخرا بين تونس والمغرب، فإن تونس لن تنساق إلى التصعيد مع المغرب ولن تميل كل الميل إلى الجزائر. لكن على أي حال سترسو هذه البلدان؟
إفتراضات وسيناريوهات
الاتحاد المغاربي الذي ولد مختلا بنيويا، تعطل أمام أول اختبار بعد حوالي خمسة أعوام من نشأته. وفي ضوء الأزمات التي تفجرت جراء صدام النسق الجيوسياسي الأممي بالدول التي نشأت في غمار الحربين العالميتين والحرب الباردة، قد يجد الاتحاد المغاربي نفسه أمام مصيرين:
– قد يتعرض إلى التفكك بفعل تأزم أقطاره داخليا وإقليميا، ومن ثمة قد تتعرض دوله كلها أو بعضها إلى حالة تفكك بفعل تعاظم النزعات الانفصالية؛
– قد يصمد، بدعم خارجي (عربي وغربي)، وإبقاء الوضع المتأزم تحت السيطرة والترويض، ومن ثمة معالجة ما يمكن معالجته بانتهاج سياسة الهدم والبناء، وهناك أربع سيناريوهات على الأقل:
أولا: عودة العلاقة المغربية الجزائرية إلى مجراها الطبيعي، والعمل بروح جديدة في إطار اتحاد المغرب العربي؛
ثانيا: تشكل تحالف مغاربي (يضم تونس، ليبيا وموريتانيا) يفرض رؤيته على المغرب والجزائر، وفي هذه الحالة هناك افتراضان:
أولا: امتثال المغرب والجزائر إلى هذا التحالف؛
ثانيا: امتثال أحدهما وتعنت الثاني، وفي هذه الحالة ستندلع حرب مغاربية يصعب التكهن بمآلاتها وانعكاساتها إقليميا وأمميا.
كيف يكون الفضاء المغاربي ما بعد الحرب الروسية الأوكراينية؟ حاول أن تتخيل
ما هو الراهن المغاربي؟ في كل البلدان المغاربية فساد سياسي ومالي، تمزق هوياتي، صراع العصابات على السلطة، اتساع رقعة الفقر والجهل، تدبير عشوائي للموار والثروات، بل المساهمة في تدمير الثروة القومية الأيكولوجية، ….
في الأقطار المغاربية التي تعرضت غاباتها إلى الحرائق خلال الصيف الماضي وهذا الصيف (المغرب، الجزائر وتونس)، لا نعرف بالضبط عدد الهكتارات التي التهمتها النيران ولا عدد الضحايا ولا حجم الخسائر الفلاحية. لكننا نعرف أن هذه الدول ظهرت عاجزة، وظهرت نخبها غبية. فهذه الدول التي لا تنفك تتبجح بقوتها لم توفر حتى وسائل الإطفاء، ولم توفر شروط الحماية لهذه الثروة القومية التي لا يمكن إعادة بنائها في ظل الغباء الأيديولوجي الذي يعشش في عقول النخب.
ليست الحرائق فحسب، بل هناك الفيضانات وحرب الطرقات وفساد القطاعات الحساسة كالصحة والتعليم والعدالة وغياب ثقافة الاستهلاك الصحي واللائحة طويلة تمتد إلى الحرب الأهلية في ليبيا وخلايا الإرهاب النائمة في كل البلدان المغاربية، فضلا عن اتساع رقعة البطالة والفقر والجرائم.
حاول أن تتخيل مستقبل هذا الفضاء الجيوسياسي المغاربي. من المستحيل أن يبقى الوضع على ما هو عليه، فإما الخروج التدريجي من هذا الواقع البائس، وإما المزيد من التقهقر السياسي والاقتصادي والأخلاقي.
هل سيعيش حربا على غرار الحرب الروسية الأوكراينية؟ أم سينقسم إلى قسمين على غرار شبه الجزيرة الكورية؟ أم يصبح نهبا للمليشيات المسلحة على غرار العراق وسوريا؟ لا أظن أن سيناريو من هذه السيناريوهات يتوفر على قابلية الإخراج في فضائنا المغاربي. ربما هناك سيناريو آخر قد لا يضع حدا للخلافات ولكنه قد يؤطرها ويعمل على تدبيرها في المنحى الذي يسمح بعودة الاستقرار الداخلي وحسن الجوار بين البلدان.
ربما سيجعل المغاربيون من القمة العربية القادمة أرضية من المعاهدات والاتفاقات، تؤسس لزمن مغاربي جديد يعلو فيه صوت الحكمة وتسود فيه قيم السلام والتعاون؟
من الممكن جدا أن يذهب المغاربيون إلى حوار بنّاء والاتفاق على العمل السلمي حتى في ظل الاختلاف حول مسألة التطبيع مع إسرائيل، والقضية الفلسطينية وقضية الصحراء.
بمعنى أن تهتم الدول الخمسة بما لا خلاف حوله مثل التعاون في قضايا التنمية والأمن والهجرة غير النظامية وبناء بلدان يطيب فيها العيش وحرية السفر والتنقل، وتترك الملفات الخلافية للتدبير السياسي والقانوني، وتحيل ذلك إلى ورشات النقاش العقلاني المتخصص كما يفعل العقلاء، ومع الوقت تختار الحلول الأكثر مصداقية وواقعية.
في جميع الأحوال لن يخرج هذا الفضاء من دائرة التدبير الجيوسياسي الأممي، وسواء كان طرفا فاعلا أو طرفا تابعا، سيكون الجبهة الأوروأمريكية المتقدمة التي من شأنها أن تسمح للاتحاد الأوروأمريكي بالتغلغل في العمق الأفريقي من جهة وفي إعادة مودلة (Remodelage) ما يسمى الشرق الأوسط الجديد.