تعتمد السياسة الامريكية الجديد على إيجاد وكلاء لتنفيذ سياساتها مابعد حرب أفغانستان والتي إعتمدت على المجاهدين الأفغان ..لمحاربة الاتحاد السوفييتي.
وعاودت الحرب مابعد أحداث 11 سبتمبر 2001 للقضاء القاعدة، وخاضت حرب طويلة متخذة من محاربة الارهاب وملاحقته ..ولا ندرى كيف جاء هذا الارهاب الذي يمتلك أحدث التقنيات والامكانيات؟
وجاء الربيع العربي، لتدفع الولايات المتحدة بوكلاء ماعدا التدخل في العراق 2003، وحدث ذلك في سورية واعطاء الإذن لفرنسا وبريطانيا للتدخل في ليبيا في 2011.
وأخيرا جاءت الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه روسيا الاتحادية من خلال اوكرانيا، التي جعلتها رأس حربة لتوريط روسيا في حرب إستنزاف، ذريعة لمحاصرتها إقتصاديا، دفعت بأوروبا وحلف الناتو في الواجهة من خلال توريطها في صراع إقتصادي وعسكري حيث الحرب على حدود بولندا والمانيا وفرنسا.
وقد أثبتت هذا الحرب ضعف حلف الناتو والاتحاد الاوروبي المنهك بعد إنسحاب بريطانيا الحليف الاستراتيجى، في العمليات العسكرية وتقديم الدعم اللوجستيي.
الحرب الاقتصادية وآثارها
جاءت العقوبات الاقتصادية الامريكية الاوربية على روسيا لتنعكس سلبا على اوروبا مع مرور الوقت، وخاصة في مجال الطاقة التي تستوردها من روسيا، وأهمها الغاز الذي تعتمد عليه أوروبا في كافة الاستعمالات
نظرا لقرب المسافة حيث خطي نقل الغاز الروسي.
وعلى الرغم من جولات الرئيس الامريكي ” بايدن ” في دول الخليج لطلب منهم زيادة انتاج النفط والغاز،
وأن إستجابة السعودية لزيادة انتاجها ل 13 مليون برميل
يميا، وتعهد قطر بتغطية النقص في الغاز الروسي ولكن طول المسافة وبذلك لا يعوض الغاز الروسي القريب من أوروبا.
في بداية شهر سبتمبر أعلنت شركة غازبروم الروسية أنها ستقوم بأعمال صيانة على خط الانابيب نورد ستريم 1
بعد ذلك أعلنت روسيا بأنها علقت إمدادات الغاز الطبيعي لأوروبا إلى أجل غير مسمى، بسبب موافقة مجموعة الدول السبع على حد أقصى لتسقيف سعر النفط الخام الروسي.
كما تسعي دول أوروبية، مثل يطاليا وفرنسا للاعتماد على الغاز الجزائري، ولكن القدرة التصديرية محدودة .
ومن المتوقع اذا إستمر الاغلاق سوف يزيد من المصاعب الاقتصادية وتأثيره على السوق العالمية والنقص في فصل الشتاء، وزيادة إستهلاك الكهرباء وارتفاع أسعاره.
كل هذه الازمات الاقتصادية العالمية، سوف يكون لها تداعيات على الدول الاوربية وأمريكا وحتي روسيا وسوق الطاقة العالمية، وإرتفاع الأسعار عالميا وانعكاساته على الدول الفقيرة!
ماوراء السياسة الامريكية
السؤال يصعب الاجابة عليه، ولكن الاستراتيجية الامريكية التي عنوانها أمريكا أولا كما قالها الرئيس السابق دونالد ترامب.
وجاءت إدارة ” جو بايدن ” لتبدأها من اوكرانيا، وهدفها روسيا التي وجدت نفسها في خيار لا بديل عنه وهو الدفاع عن نفسها كخطوة استباقية، حيث يزداد الدعم الامريكي الغربي لأوكرانيا بقوة في هذه الحرب العالمية الخفيفة، والتي قد تتوسع لاستنزاف روسيا الاتحادية في حرب طويلة.
أما في المحور الآخر حيث السياسية الامريكية المعادية للصين العدو الاخر لامريكا، ومحاولة إستفزازها عن طريق ” تايوان ” التي تعتبرها جزء منها، ولربما توريطها لتجد نفسها في حرب إستنزاف.
ولكن يبدو أن الصينين يدركون ذلك ولديهم هامش لتفادي الدخول في مغامرة عسكرية، وأهم تلك الفرص هو إنشغال الولايات المتحدة الامريكية في الحرب الروسية الأوكرانية، والتي قد تجد أمريكا متورطة على الرغم حجم الدعم لأوكرانيا، اذا انتصرت روسيا الاتحادية في الحرب.
رؤية أخرى قد تفشل الاستراتيجية الامريكية وأهمها:
إتساع رقعة الحرب في الدول الأوروبية اذا شعرت روسيا بأن اهدافها تتطلب ذلك.
أيضا إذا إستمرت الحرب وإزدادت الأزمة الاقتصادية العالمية تحديدا في اوروبا، سوف لن تستطيع إقتصاديات كثيرة منها الصمود، في ظل إرتفاع الأسعار والرفض الشعبي لذلك.
وقد تستوعب أوروبا بأن أمريكا ورطتها في صراع طويل مع جارتها روسيا وكذلك الصين.
وقد بدأت ملامح الرفض لمزيد من العقوبات على روسيا إبتداء من ” المجر ” التي تعارض سياسة العقوبات ولربما الحرب الخاسرة وتداعياتها على القارة العجوز.
وفي نفس الوقت إذا فشلت روسيا في تحقيق أهدافها وكما صرح الرئيس الروسي ” بوتين ” بأن امريكا فككت الاتحاد السوفييتي وتريد تفكيك روسيا الاتحادية
وأن روسيا سوف تدافع عن نفسها بكافة الوسائل المتاحة بما فيها الاسلحة النووية.
إن العالم يتجه نحو متغييرات كبيرة قد تؤدي لوقع حرب عالمية، وازمات إقتصادية غير متوقعة العواقب على العالم.