
تم إنشاء مجموعة “بريكس” سنة 2009، التي تضم 5 دول و هي: ( الصين والهند وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا)، حيث كان الهدف من إنشاء هذا التكتل الإستراتيجي، ضمان مصالح هذه الدول اقتصاديا، والتي تساهم، بنسبة كبيرة في الإقتصاد العالمي.
ويمثل هذا التكتل ” بريكس” 23% من الإقتصاد العالمي، و18% من تجارة السلع، و25% من الإستثمار الأجنبي، وتعد قوة مهمة لا يمكن تجاهلها في العالم.
و تعمل هذه المجموعة، على خلق توازانات جديدة في العالم عبر تعزيز التعاون الاقتصادي العالمي.
و المثير للإهتمام، خلال هذا الأسبوع، أجرى رئيس الجزائر عبد تبون، مقابلة تلفزيونية، خلالها طرح عليه سؤال من طرف أحد الصحفيين، حول إمكانية إنضمام الجزائر، إلى مجموعة بريكس، فاجاب الرئيس، بكل ثقة “ممكن“، مضيفا أن شروط الإنضمام إلى مجموعة بريكس تتوفر إلى حد كبير في الجزائر.
و أكد تبون، أن بلاده مهتمة بالإنضمام إلى مجموعة بريكس، وهنا يطرح السؤال التالي: هل فعلا الرئيس الجزائري، يتحدث بصدق، أم أنه يمزح ؟
كما يعلم الجميع و خصوصا الرأي العام الدولي، بأن الجزائر تعيش أزمة خانقة، إقتصاديا و سياسيا و أمنيًا، بسبب النظام العسكري.
كما أن عدة تقارير دولية تؤكد بأن الجزائر أصبحت، وجهة خطيرة، لا يمكن العيش فيها، و أهم هذه التقارير، التقرير الأخير للخارجية الفرنسية، التي وصفت الجزائر بالمنطقة الخطر او المنكوبة، مثل أفغانستان و مالي و سوريا..، و بعده كذلك تقرير دولة كندا، التي حذرت رعاياها من السفر إلى الجزائر.
وأضاف الخبير الاقتصادي الجزائري والرئيس التنفيذي لمركز الذكاء الاقتصادي فؤاد علوان، في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”، حول إمكانية إنضمام الجزائر إلى مجموعة بريكس قال: “الجزائر تعاني من ضعف في الإندماج الاقتصادي في العالم، و تنقصها الخبرة والكفاءة العلمية لإدارة المشاريع، وتحتاج في المرحلة الحالية إلى تحسين قدرتها للإندماج في الإقتصاد العالمي”.
وفي إشارة إلى عدد من الخبراء و المراقبين، كيف للجزائر، في ظل ما يشهده العالم من تحولات جيوسياسية، لم تحافظ على الإتحاد المغاربي، الذي يعتبر تكتلا إقليميًا، يضم ( المغرب-تونس-الجزائر-ليبيا-موريتانيا )، وعملت على إفشاله بكل الوسائل و الطرق، رغم اليد الممدوة للجزائر من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس، الجزائر تعيش حالة من الإنهيار و التخبط العشوائي.
وتساءل بعض المحللين كيف تستطيع دولة غير مصنعة وذات إقتصاد ريعي، أن تضع نفسها ضمن قوى كبرى وصاعدة صناعيا واقتصاديا، بينما الجزائر تعاني أزمة إقتصادية خانقة وتستورد كل شيء..؟!.
كما تساءل بعضهم كيف تكون دولة تعيش في قلب الأزمات وطرف مشبوه في أزمات إقليمية عضوا في إتحاد يضم قوى ضاربة بالفعل بينها وبين الجزائر مسافة 200 قرن.