أفادت مصادر إعلامية إسبانية، عن قيام أعضاء من الحكومة الإسبانية، بزيارة سرية إلى الجزائر قبل يومين ورأى مراقبون للشأن الإسباني، أن الحكومة الإسبانية قد تعمل على إعادة بناء وإستعادة علاقتها الدبلوماسية مع الجزائر، وهي من أولى الإستنتاجات التي يمكن التوصل إليها بعد أن حطت طائرة من نوع داسو فالكون D900 تابعة لسلاح الجو الإسباني حلقت يوم الجمعة 12غشت، الساعة 11 صباحا إلى العاصمة الجزائرية، لتعود في نفس اليوم بعد الساعة السابعة مساء إلى مدريد.
وحسب نفس المصادر، تأتي هذه المعلومات، من مختلف التطبيقات والمواقع الإلكترونية المخصصة لتتبع الرحلات الجوية، عبر إشارة الأقمار الصناعية، وفوجئ العديد من مستخدمي الشبكات الإجتماعية، برؤية هذه الرحلة، والتي لم تكن مدرجة على جدول أعمال أي عضو في الحكومة الإسبانية.
وبحسب المعلومات الواردة من مواقع مراقبة الحركة الجوية، أقلعت الطائرة في الساعة 11 صباحا من قاعدة توريخون دي أردوز الجوية العسكرية، وهبطت حوالي الساعة 12:20 ظهرا في الجزائر، وأمضت 6 ساعات على التراب الجزائري قبل أن تعود إلى مدريد.
ولم توضح الحكومة الإسبانية سبب هذه الرحلة، والتي لم تكن مقررة في برنامج أي عضو في الحكومة، وحسب مصدر إعلامي إسباني مقرب من وزارة الخارجية الإسبانية، فقد نفت هذه الأخيرة أن هذه الرحلة لم تكن تابعة لأعضاء الوزارة.
وصرح خبير في الشأن السياسي الإسباني، لأنباء إكسبريس، بأن جواب وزارة الخارجية الإسبانية، لهذا الموقع الإعلامي الإسباني، ليست واضحة وتشوبها الضبابية، مما يؤكد فرضية حصول هذه الزيارة.
ويرى مراقبون، أنه يمكن أن تكون هذه المؤشرات، إلى جانب الحاجة الملحة للطاقة التي تعاني منها أوروبا، بسبب الحرب في أوكرانيا، كلها عوامل كافية للحكومة الإسبانية لإتخاذ خطوة من جانبها للتخفيف من حدة الوضع.
هذا وقد ذكرت حكومة بيدرو سانشيز قبل يومين على لسان النائبة الثالثة لرئيس الحكومة الإسبانية ووزيرة الطاقة والتحول البيئي تيريزا ريبيرا، أنها ستعمل على تلبية الطلب الألماني على الغاز من خلال مشروع خط أنابيب الغاز Midcat الذي يعبر البرتغال وإسبانيا وفرنسا.
وصرحت الوزيرة في مؤتمر صحفي، أن خط أنابيب الغاز يمكن أن يكون جاهزا في غضون 8 أو 9 أشهر بتكلفة حوالي 450 مليون يورو.
وفي سياق متصل ، فقد صرح وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس للقناة الأولى الإسبانية قبل يومين، بأن الحكومة الإسبانية تدرس”على أرض الواقع” ما إذا كانت الجزائر ملتزمة برفع الحظر عن العمليات المصرفية مع إسبانيا بشكل كامل أم لا.