وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ لصحيفة “فيلت آم زونتاغ” الألمانية: “يجب على الناتو زيادة وجوده في القطب الشمالي”، مضيفاً أن موسكو تعمل على إعادة فتح القواعد التي تعود إلى الحقبة السوفيتية في أراضيها بالقطب الشمالي وتضع هناك أحدث ما توصلت إليه من أسلحة مثل الصواريخ “الهايبرسونيك (أسرع من الصوت خمس مرات على الأقل)”، وتابع أن “الصين أبدت أيضاً اهتماماً متزايداً بالمنطقة”.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت الجمعة، أنها ستعين سفيراً خاصاً متجولاً لمنطقة القطب الشمالي لأول مرة، وذكر بيان لوزارة الخارجية أن الخطة، التي لا تزال قيد الموافقة من مجلس الشيوخ، تهدف إلى تعزيز “المصالح الأمريكية والتعاون مع الحلفاء والشركاء في القطب الشمالي.
خريطة توضح مكان النفوذ الروسي والدول الأخرى بالقطب الشمالي
ويرى مراقبون أن التحركات الروسية الأخيرة في هذا النطاق تختلط أهدافها بين العامل الاقتصادي والعامل الاستراتيجي العسكري والعوامل الجيوسياسية، التي تشترك جميعها في أن بدء جليد القطب الشمالي بالذوبان بوتيرة أسرع خلال السنوات الأخيرة يعدّ سببا رئيسيا في تعاظم ضرورة تحقيق موسكو لهذه الأهداف، وهي الخبيرة في كيفية التعامل مع الأجواء الشديدة البرودة، ولها قصص تاريخية معها، منها ما كان سبباً في إنقاذ العاصمة السوفياتية ذات يوم، بعد أن كانت الأرتال المدرعة الألمانية على أعتابها في العام 1941.
ولمنطقة القطب الشمالي منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى أوائل التسعينيات، أهميّة استراتيجيّة كبيرة، نظراً إلى تماس الاتحاد السوفياتي فيه مع مجموعة من دول حلف الناتو، على رأسها الولايات المتحدة الأميركية، التي كانت حدودها تبعد عن حدود الاتحاد السوفياتي مسافة 70 كيلومتراً فقط، وذلك من خلال منطقة ألاسكا التي اشترتها واشنطن من موسكو في العام 1867 بمبلغ ناهز 8 ملايين دولار، وتماست حدود الاتحاد السوفياتي أيضاً مع دول أخرى في حلف الناتو، هي الدنمارك والنرويج وأيسلندا وفنلندا والسويد، إلى جانب كندا.