دوليسياسة

كولومبيا الجديدة.. وحقيقة التقرب بين اليسار و البوليساريو بعد تنصيب الرئيس الجديد

أثار  تنصيب الرئيس الجديد، اليساري غوستافو بيترو رئيسا لكولومبيا، العديد من ردود الأفعال، بعد إعادة العلاقات الدبلوماسية مع جبهة البوليساريو، وذلك كأول قرار يتخذه في السياسة الخارجية لبلاده.

وحول هذا الموضوع، طرحنا على الباحث في الشؤون الصحراوية عمر خنبيلا عدة أسئلة وصرح لنا :

ما هي قراءتكم لاستئناف العلاقات بين كولومبيا وجبهة البوليساريو بعد تنصيب الرئيس الجديد؟

العلاقات بين كولومبيا وجبهة البوليساريو هي نتيجة طبيعية لتحركات جزائري، إستهدفت التوغل حسب مصالح متبادلة مع النظام اليساري الصاعد للحكم بكولومبيا، وإفساد العلاقات التي بناها المغرب مع كولومبيا، في ظل مسار المعاكسة التي إنخرطت فيه الجزائر في إتجاه صراعها مع المغرب.

فصعود التيار اليساري يخدم تحركات الجزائر في إطار محاولة الترويج للبوليساريو ومواقفها التي لا تعني الصحراويين في شيء.

كيف ترون التقرب الحاصل بين اليسار في كولومبيا و البوليساريو خاصة بعد تنصيب الرئيس الجديد؟

يعتبر اليسار من نوعية الأحزاب التي دأبت على نسج علاقات مع البوليساريو، فعندما يصل اليسار يعترف بالبوليساريو كدولة، وعندما يفوز اليمين يقدم فوراً على تجميد الاعتراف، فمرحلة اعتراف اليسار بالبوليساريو لا تعدو كونها مناورات فاشلة للتأثير على تحركات المغرب داخل امريكا اللاتينية.

إضافة إلى فشل البوليساريو في إختراق معظم الدول، واعلان عديد الدول الأخرى لسحب الإعتراف بدولة الصحراء، ستبقى التيارات اليسارية الملجأ الوحيد للجبهة رغم عدم جدوى ذلك.

ومادلالات إستقبال ممثل جبهة البوليساريو وسفيرة المغرب من قبل الرئيس الجديد؟

لا أظن أبدا أن الإعتراف بالبوليساريو كدولة أو استقبال ممثلها قد يضيف للبوليساريو شئ، أو يقوي من موقعها، فكولومبيا ليست بالدولة المؤثرة دوليا، ومن المؤكد أن نسج علاقات مع المغرب والمضي قدما نحو علاقات ثنائية قوية هو الخيار المستقبلي الذي سيخدم كولومبيا، ويعود عليها بالنفع.

فرق شاسع بين إستقبال سفير دولة وممثل منظمة غير شرعية خرجت عن الجماعة وإتجهت نحو خدمة أجندات خارجية.

كيف ترون ردت فعل قيادة البوليساريو وتسويقهم لهذا الحدث، هل هو إنتصار حقيقي أم فقط بروباغندا إعلامية لصرف النظر عن الفشل الذريع الذي تعيشه الجبهة في ظل العزلة الدولية و الإصطدامات القبليةبالمخيمات؟ 

قيادة البوليساريو لا تذخر جهدا لمحاولة إبقاء الأتباع والانصار في مستوى نمط التبعية، والترويج لانتصارات وهمية، فأزمة البوليساريو اليوم هي أزمة ثقة بحكم الفشل السياسي، وإكتشاف الحقائق الصادمة بخصوص الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت في حق الصحراويين بمخيمات تندوف، ثم تراجع مستوى الاعتراف والتأييد، كل هذه العوامل تفرض على قيادة البوليساريو نهج سياسة المغالطة وتزوير الحقائق، وتضخيم الأحداث العادية.

كما أن معظم العلاقات المعلنة الهدف منها الحصول على الدعم المالي، حيث تعمل قيادة الجبهة على التسول الدولي بإسم ساكنة المخيمات، الشئ الذي لا تعلنه البوليساريو، فتتجه نحو الترويج لانتصارات سياسية وهمية.

https://anbaaexpress.ma/kv726

الحسين أولودي

إعلامي باحث في الجغرافيا السياسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى