إنفجرت سيارة داريا دوغين، إبنة الفيلسوف الروسي الشهير ألكسندر دوغين، بظروف غامضة قرب قرية بولشي فيازيوما في ضواحي العاصمة موسكو، مما أدى إلى وفاتها في الحين، وفق ما أفادت وكالة “تاس” مساء السبت.
وقالت السلطات الروسية إن “سيارة انفجرت بالقرب من قرية بولشي فيازيوما”
وحسب الموقع الأمريكي The Daily Beast، قالت بأن المحققون ينظرون في هذا الانفجار المفاجئ على أنه “ضربة مستهدفة ربما كانت مقصودة لألكسندر دوغين”، الذي يُعتقد أنه القوة الدافعة، وراء العملية العسكرية في أوكرانيا.
كما كشف عازف كمان روسي يدعى بيوتر لوندسترم بأنه كان من المفترض أن يكون ألكسندر دوغين في السيارة مع إبنته، غير أنه إستقل سيارة أخرى في اللحظة الأخيرة.
فيما ألقى رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية غير المعترف بها دوليا، دينيس بوشلين، على من وصفهم بـ”إرهابيي النظام الأوكراني” في الإنفجار، قائلاً على تليغرام إنهم “كانوا يحاولون تصفية ألكسندر دوغين لكنهم فجروا إبنته”
من هي داريا دوغين إبنة الفيلسوف ألكسندردوغين الملقب بـ “دماغ بوتين”
داريا دوغين، تبلغ من العمر 29 عاما، هي إبنة العالم السياسي الروسي والشخصية العامة ألكسندر دوغين، الذي يوصف بأنه “عقل فلاديمير بوتين” لتأثيره على آراء الرئيس الروسي، كانت داريا ناشطة سياسية ضمن الحركة الدولية الأوراسية التي يرأسها والدها.
كما دعمت داريا دوغين، العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وتعرفت شخصيا على عدد من المراسلين الحربيين والقياديين الميدانيين في دونباس.
ومؤخرا أدرجت بريطانيا داريا دوغين، في قائمة العقوبات، معتبرة أنها تعمل على نشر معلومات مضللة عن الصراع في أوكرانيا.
من هو ألكسندر دوغين؟ الشريك الأيديولوجي في حكم روسيا من وراء الستار
بدأ دوغين البالغ من العمر 60 عاماً بدراسة الطيران في معهد موسكو إلا أنه غير مسار حياته لاحقاً، وإنتقل إلى دراسة الفلسفة، وليحوز فيها درجة الدكتوراه، ومن ثم يعرّج على العلوم السياسية ليضاعف درجاته العلمية بدكتوراه أخرى، وقبل تفكيك الاتحاد السوفياتي، نشط دوغين ضد ما رأى أنه توتاليتارية وسلطوية، ومن ثم شارك في الانتفاضة الشعبية التي أدت إلى إسقاط يلتسين.
ولم يترك دوغين لحظة سقوط الاتحاد السوفياتي تمر من غير تحليل رصين، خلُص منه إلى أن الخسارة الكبرى التي حلت ببلاده لم تكُن بسبب الحرب الباردة، بل لانتمائها إلى ما يسمّيه بـ”حضارة اليابسة” في مقابل حضارة البحر والأطلسي، تلك التي أبدع فيها الأمريكيون والأوروبيون على حد سواء.
وقدم دوغين إلى العالم كتابه الجديد، المعنون: “الخلاص من الغرب – الأوراسية – الحضارات الأرضية في مقابل الحضارات البحرية والأطلسية“، وفيه رؤية ناقدة أقرب ما تكون إلى الناقمة على الليبرالية المنفلتة إن جاز التعبير.
وضخ دوغين دماء جديدة في عروق روسيا مع وصول بوتين إلى سدة الكرملين عام 2000، منتقلاً من صفوف المعارضة إلى معسكر المنافحين والمدافعين عن “روسيا الجديدة”، وقد رفع صوته تجاه استحقاقات الطرح الأوراسي.
وقبل نحو شهرين، وفي أوج إحتدام الجدل حول المعركة مع أوكرانيا، تحدث دوغين عن إشكالية الهوية الروسية، وعما جرى لها من تغيّرات جذرية وتبدلات جوهرية خلال المئة عام الماضية، بدءًا من كينونة روسيا الإمبراطورية بعقيدتها وتصورها، مروراً بالثورة البلشفية التي وصفها بأنها غيّرت من صورة الدولة تغييراً شديداً، وصولاً إلى عام 1991 الذي كان عاماً فاصلاً في مواجهة الروس لأنفسهم وهويتهم، بحيث مضت روسيا وراء الطروحات والشروحات الغربية، بعد التفكيك الذي أعقب تفخيخ الاتحاد السوفياتي السابق، وفي نهاية المطاف وصلت سفينة روسيا إلى بوتين، الذي اعتبره دوغين الحارس الأمين على الإرث الهوياتي الروسي، ولتعود معه الدولة إلى قوتها الخارجية، عبر قناعاتها الداخلية المرتكنة إلى قيمها المحافظة.
كما تحدث ألكسندر دوغين في مقال سابق له عن فكرة إعادة الدولة الروسية العظمى، وقال “عندما كانت موسكو ضعيفة ومحكومة إما من قبل الحمقى أو العملاء المباشرين للنفوذ الغربي، خسرت روسيا أوكرانيا، التي وقعت في أيدي السياسيين القوميين المتطرفين الذين اختارهم الغرب فوراً. وعندما بدأ بوتين في استعادة سيادة روسيا وقوتها كقوة عظمى، ظهرت القضايا الأوكرانية في المقدمة. وكان زبيغنيو بريجنسكي مقتنعاً أنه من دون أوكرانيا، لا يمكن لروسيا أن تصبح قطباً سيادياً لعالم متعدد الأقطاب. كان ليكون محقاً في ذلك. لقد حددت روسيا اليوم مساراً ثابتاً لتصبح مثل هذا القطب”.
2 تعليقات