النشأة قبل تقلد مفاتح الحكم
لقد ذكرنا في المقال السابق الكثير من الأحداث عن حياة هذا الملك الذي نفي هو وزجته الرميكية في قلعة أغمات، قرب مراكش، وتظل بعض التساؤلات عن نشأته وحياته وأحداث أثره من قبل ملوك المغرب.
رأى مولد هذا الأمير الملك النور، أبو القاسم محمَّد المعتمد على الله في عام 431 أو 432 هـ في مدينة باجة غرب الأندلس، والتي تقع حالياً بدولة البرتغال. كان والده منشغلا دائما بتدريبه وتأديبه وتنشأته كأمير وملك مستقبلي، ذلك منذ نعومة أظافره، فدربه على فنون الكتابة والرياضة واللباقة والسياسة ما استطاع إليه سبيلا، وأبدى الابن أبو القاسم براعة في كل هذه الفنون فما كان من أبيه إلا أن ولّاه وهو ابن الثانية عشر، أغلب الظن، حكم مدينة أونبة، ومن ثمّة عيّنه قائدًا لجيشه الذي أرسله للاستيلاء على مدينة شلب وضرب الحصار عليها.
اللقاء الشاعر أبو بكر بن عمار
في صولاته وجولاته العسكرية وعندما آلت إليه قيادة الجيش، تعرف أبو القاسم (المعتمد بن عباد) على أحد الشعراء العمالقة، يدعى أبو بكر بن عمار، ومع مرور الزمن أصبح هذا الأخير من الشعراء المقربين إلى نفسه بل من صفوته المقربة جدًا إليه؛ ونشأت في وقت وجيز علاقة سامية ووطيدة بين الرجلين وعين المعتمد ابن عمار صديقة الجديد، بعد أن استولى على مفاتح مدينة شلب، وزيرًا له. وأخذت أواصر المحبة والصداقة تتعمق في دواخلهام وتقوى يومًا تلو الاخر، فاشتركا في حب الأدب والفنون والموسيقى وكان القاسم المشترك بينهما هو نظم الشعر والحب الأبدي لجميل القوافي. وقد كان المعتمد يصطحب ابن عمَّار دائماً، فيأخذه معه في أسفاره ورحلاته إلى إشبيلية وباقي مدن الأندلس.
لقاء المحبوبة بعجز بيت
في يومٍ بينما كان المعتمد يتنزَّه مع ابن عمار في مرج الفضة، وهو إحدى متنزهات إشبيلية المطلة على نهر الوادي الكبير، أشعر قائلاً ودون مقدمات: «صنع الريح من الماءِ زَرَد»، وقصد أن يكمل صديقه ابن عمار بيت الشعر. ويقال إنَّ بديهة ابن عمار لم تكن حاضرة كما هي عند سيده، فالتزم الصمت مليًّا ولم يستطع إكمال بيت الشعر، وفي تلك اللحيظات وبعد هنيهة تهادى لسمعهما صوت بض طروب، غض جذوب، أتى من امرأة تغسل الألبسة على ضفاف النهر، إذ قالت: «أيُّ درعٍ لقتالٍ لَو جَمَد». وقد تعجَّب المعتمد من موهبتها بالشعر، وفتن بحسنها وجمال طلتها البيهة، فسأل الناس عنها، فأخبر بأنها جارية لسيد في المدينة يدعي رميك بن حجاج، فلم يتردد في الذهاب إلى مالكها، ودفع ثمنها باهظا عنده، وتزوجها فيما بعد، وذاع صيتها وقتئذ باعتماد الرميكية، وكانت هي من بين زوجاته المحببة إلى قلبه، لما شملتها من رقة وشاعرية وشباب. وكان المعتمد يحمل لقب المؤيد بالله، بيد أنّه غير ذلك اللقب بعد اقترانه من اعتماد الرميكية، ليطلق على نفسه لقب المعتمد على الله، تيمنًا باسم «اعتماد». ويقال أن الزوجة المحبوبة وصديقه ابن عمار قد تسببا في انغماس المعتمد على الله في حياة لهو ومجون واسراف بالغة، وسرت الأقاويل والأقاصيص بين الناس، وما كان من ذلك إلا أن أغضب والده المعتضد، فأمر في الفور أن ينفى الصديق ابن عمار إلى شمال المغرب.
الملك الأب أبو عمر المعتضد
في سنيّ حكمه الحكيم، أرسل الوالد، المعتضد في عام 458 هـ (1066م)، ابنيه المعتمد وجابر على رأس قوّة عسكرية للاستيلاء على ملقا من الذين كانوا يحكمونها إذذاك، بني زيري، فضربا الحصار عليها، وأبلت المدينة في الدفاع عن نفسها بلاءً حسناً، وقيل أنها سقطت لبضع أيّام، بيد أن جاءتها النجدة على يد القائد باديس بن حبوس، وخاض غمار الوغى مع ابنيّ المعتضد، فقتل وأسر ونكّل بالكثيرين منهم، وفرَّ المعتمد وجابر مع ما بقي من جيشهما إلى رندة. وقد غضب المعتضد كثيراً من ابنيه لهزيمتهما، فكتب إليه المعتمد من رندة أطول قصائده على الإطلاق ليستعطف والده، وفاتحتها:
سكّن فؤادك لا تذهبْ بك الفِكَرُ ماذا يُعيد عليك البتُّ والحذرُ؟
لقد وافت الملك الأب، أبو عمرو المعتضد في 2 جمادى الآخرة عام 461 هـ (1069م)، وترك لابنه المعتمد بن عبَّاد إمارة قويَّة لا يشق لقوة جأشها غبار، فتولَّى المعتمد الحكم وكان عمره حينذاك ثلاثين ربيعًا. ما إن تولَّى المعتمد حتى سارع في دعوة صديقه ابن عمّار واستدعاه من منفاه بشمال المغرب. ومن ثمّة عرض عليه كل المناصب بالدولة وقال له خذ ما شئت منها، حيث عزمه في اختيار أيّ منصبٍ يريده في الدولة، فاختار أن يلي مدينته ومسقط رأسه شلب في غربيّ الأندلس، وقد حزن المعتمد لهذا الاختيار لأنه سيبتعد عنه، بيد أنّه رضي بالأمر نزولاً على رغبته. ومع مرور الوقت لم يتحمَّل المعتمد بُعْدَ ابن عمَّار عنه، فاستدعاه إلى إشبيلية وعيَّنه كبير وزرائه، وبقي يستعين به لاستشارته ونصحه.
بداية النهاية لممالك العرب بالأندلس
بدأت حواضر ومدن الأندلس بالتساقط واحدة تلو الأخرى كما الذباب، ذلك تحت بطش وقوة جأش حلفاء الممالك النصرانية، فناد العرب لعقد اجتماع كبير بمدينة قرطبة، عروس الأندلس، فحضره العديد من فقهاء وقضاة ووجهاء المدينة، و ناقش من خلاله الحاضرون حال الأندلس والخطر المحدق من ملوك قشتالة والحلفاء النصرانيين. فجاء الاقتراح ثم الاتفاق على أن تكون النجدة على أيدى مسلميّ أفريقية. ولقد تم عرض هذا المقترح على أحد القضاة، فبادرهم بقولته: «أخاف أن يخرّبوا الأندلس كما فعلوا بإفريقيَّة، ويتركوا الإفرنج ويبدؤوا بكم، والمرابطون أقرب إلينا وأصلح حالاً»، ومن ثمّة ذهبوا لفكرة الاتفاق على استدعاء يوسف بن تاشفين ملك المرابطين بدلاً من الزيريّين، الذين كانوا يحكمون آنذاك. وكانت فكرة استدعاء يوسف بن تاشفين، تحلق في فكر المعتمد وخواطره التي لم تر النوم في تلك الحقبة، من القلق والسهاد وانتظار المصير المجهول. وعندما طُرحت عليه هذه الفكرة التي هي أصلا بدواخله، فسارع إلى عقد اجتماع مماثل لملوك الطوائف في قرطبة ثم في إشبيلية بزعامته، وقرَّر ملوك الطوائف طلب النجدة من يوسف بن تاشفين، ولم يعارض ذلك أحد منهم سوى تميم بن بلقين حاكم مالقا، فاتهموه بالخيانة والتواطؤ. قام المتوكل بكتابة رسالة الاستغاثة، ووقَّع عليها 13 أميراً من أمراء الأندلس.
يوسف بن تاشفين ونجدة عرب الأندلس
يزعم بعض المؤرخين (مثل ابن دحية في كتابه المطرب من أشعار أهل المغرب) أن المعتمد أبحر إلى المغرب بنفسه في عام 479هـ، حيث التقى بيوسف بن تاشفين في المهدية، فطلب منه السند والدعم في حروبه مع القشتاليين والنصارى. والبعض الآخر يذهب إلى أن الأمر اقتصر فقط على المراسلات والسفارت المتبادلة، بين المعتمد ويوسف بن تاشفين. ولقد ذكره المعتمد في تلك الرسائل بألقاب عدّة منها «أمير المؤمنين» و«ناصر الدين»، وذكر ألفونسو باسم «الكلب المسعور»، ووصف له الحال السيئة التي وصل إليها ملوك الطوائف والجرائم التي يرتكبها ملوك النصارى بقرى الأندلس.
كما وكتب وزير المعتمد ابن عمَّار رسالة أخرى شبيهة كانت خاتمتها: «إن يوسف بن تاشفين قد غدا معقد الآمال، وإنه يُعتَقَد أن الله قد اصطفاه لإنقاذ الإسلام». وقد لامَ المعتمدَ بعض معاونيه على طلبه العون من المرابطين قائلين: «المُلك عقيم، والسيفان لا يجتمعان في غمدٍ واحد» (يقصدون أنه لا يمكن أن يترك المرابطون له ملكه)، فقال لهم جملته التي اشتهرت فيما بعد: «تالله إني لأؤثر رعي
الجمال لسلطان مراكش على أن أغدو تابعاً لملك النصارى وأن أؤدي له الجزية، إنَّ رعي الجمال خيرٌ من رعي الخنازير». وقد اعترض عليه ابنه الرشيد قائلاً: «يا أبت، أتدخل على أندلسنا من يسلبنا ملكنا ويبدّد شملنا؟»، فأجاب ابنَه: «أي بني، والله لا يُسمَع عني أبداً أني أعدتُّ الأندلس دار كفر، ولا تركتها للنصارى، فتقوم عليَّ اللعنة في منابر الإسلام مثل ما قامت على غيري»، تأخر ابن تاشفين في السير إلى الأندلس، ممَّا أجبر المعتمد وباقي ملوك الطوائف على دفع الجزية إلى ألفونسو ريثما يصل. وفي هذه الأثناء قرَّر المعتمد الاستجابة إلى طلب من ابن تاشفين وإعطائه الجزيرة الخضراء ليعسكر بها، وقد قال ابنه الرشيد في ذلك: «يا أبتِ، ألا ما تنظر إلى ما طلب؟»، فأجاب المعتمد: «يا بني، هذا قليلٌ في حقّ نصرة المسلمين»، ثم أرسل المعتمد ابنه يزيد الراضي لتسليم الجزيرة إلى المرابطين. في نهاية الأمر استجاب يوسف بن تاشفين، فعبر مضيق جبل طارق على رأس جيشٍ كبير إلى الأندلس لقتال الممالك النصرانية.
أطماع يوسف بن تاشفين في ممالك الأندلس
تذكر المصادر أن يوسف بن تاشفين عاد إلى مراكش بعد زيارة شبه الجزيرة الإيبرية وفي نفسه من الأندلس «الكثير المقعد» كما يقول المراكشي، وقد رغب بها فقال لوجهائه: «كنتُ أظنُّ أني قد ملكت شيئاً، فلمَّا رأيت تلك البلاد صَغُرَت في عيني مملكتي، فكيف الحالة في تحصيلها؟»، وقد شجَّعه على ذلك أعيانه الذين طمعوا بخيرات الأندلس لأنفسهم، وأشاروا عليه بأن يرسل إلى المعتمد يطلب منه وضع بعض رجال المرابطين في حصون الأندلس، ليكونوا مساعدين له لاحقاً في انتزاعها. وقد أعجبت الفكرة ابن تاشفين، فأرسل خيرة من رجاله أمَّر عليهم رجلاً يدعى «بُلُجِّين»، ووافق المعتمد، وفيما بعد ساعد هؤلاء الرجال على خلع ملكه. بعد استفتاء أبي حامد الغزالي وعدد من الفقهاء والعلماء الآخرين، قرَّر يوسف بن تاشفين أن يضمُّ إمارات ملوك الطوائف إلى الدولة المرابطية بالقوة، وكان أغلب مثقّفي الأندلس والكثير من أهاليها يدعمونه في ذلك ويتأمَّلون قدومه، فعبر إلى الأندلس مرة أخرى، وحاصر غرناطة واستولى عليها من أميرها عبد الله بن بلقين. وقد تعجَّب المعتمد بن عبَّاد من ذلك، فأرسل إليه يستفسر ويطلب مقابلته، إلا أنَّ ابن تاشفين رفض رؤيته.
لقد عيَّن يوسف بن تاشفين سير بن أبي بكر قائدا للجيوش التي كان هدفها الأوحد هو القضاء على ملوك الطوائف، وأمره بأن يطلب منهم الرحيل، فإن لم يفعلوا فليحاصرهم وليقاتلهم. وفي عام 484 هـ (1091) اجتازت جيوش المرابطين مضيق جبل طارق، وانقسمت إلى أربع فرق: فتوجَّه جيش إلى إشبيلية، إلى قرطبة، والثالث إلى رندة، وكلُّها من مدن بني عبَّاد، وأما الجيش الأخير فقد اتَّجه إلى ألمرية، وبقي ابن تاشفين في سبتة بالمغرب ليتدخَّل إذا ما اقتضت الضرورة. كانت أولى مدن المعتمد سقوطًا في أيدي المرابطين هي طريف، وسُرعَان ما وصل جيش ابن الحاج إلى مدينة قرطبة، فنجح في الاستيلاء عليها بعدما سلَّمها أهلها في شهر صفر من عام 484هـ، وقَتَلَ واليها الفتح بن المعتمد (المعروف بالمأمون)، وهربت زوجته زائدة إلى قشتالة، وكذلك قتل ابن المعتمد الراضي في رندة، وأخيراً سقطت قرمونة في شهر ربيع الأول، فلم يبق في يد المعتمد بن عبَّاد أي مدينة في الأندلس عدا إشبيلية.
تواصل الحروب مع المرابطين
اشتبك المعتمد مع المرابطين في معارك صغيرة متكرّرة، آملاً استنزاف قواهم، إلا أنَّه فشل في ذلك. فوصلت جيوش المرابطين أخيراً إلى عاصمته إشبيلية، وحاصرها جيشان، والثاني من الشرق، وبدأ يضيق الخناق على المعتمد، ثم اندلعت ثورة ضدَّه في إشبيلية نفسها، ورغم نصح من حوله له بالقضاء على الثورة بالقوة فقد أبى. أصيب المعتمد باليأس، فراسل ألفونسو السادس ملك قشتالة، وطلب منه إنقاذه، وتغاضى ألفونسو عن خلافاتهما السابقة، فأرسل جيشاً كبيراً إلى قرطبة، إلا أنَّ المرابطين تمكَّنوا من هزيمته بالقرب من حصن المدور. وتفاجأ المعتمد من ذلك، حيث كان يؤمن بالتنجيم، ولذلك كان يعقد آمالاً كبيرة على نبوءات منجّمه أبي بكر الخولاني. أخذت المؤامرات تُحَاك داخل إشبيلية لتسليم المدينة، وكان المعتمد يحاول وضع عيون لمراقبة مثل هذه الأمور، لكنها لم تكن كافية، وعندما يئس ترك إدارة المدينة لابنه الرشيد. في النهاية، نجح بعض الثائرين بحفر ثغرة في سور المدينة، فاقتحمها الجنود المرابطيُّون، وعندها خرج المعتمد من قصره ممسكاً سيفه دون ترس أو درعٍ يحمي جسده،
ووجد عند أحد أبواب المدينة (واسمه باب الفرج) فارساً من المرابطين، فرماه الفارس برمح، إلا أنَّه نجا منه، وتمكَّن من قتل عدوّه، وبعد معركة قصيرة تراجع جنود المرابطين الذين اقتحموا المدينة وانسحبوا، فاعتُقِدَ أنها قد نجت. لكن عندما حلَّ عصر اليوم ذاته عاد المرابطون لاقتحام المدينة، واشتدَّت المعركة، وأصيب الأهالي بالهلع وأخذوا يقفزون من على الشرفات ويفرُّون إلى النهر، وسقطت إشبيلية في يوم الثلاثاء من منتصف شهر رجب عام 484هـ بعد مقاومة عنيفة (وقيل كذلك في يوم الأحد 21 من رجب)، وقتل أربعة من أبناء المعتمد خلال المعركة.
الأسر والنفي إلى المغرب
اقتيد المعتمد وعائلته أسرى من إشبيلية، وسُفِّرُوا مرغمين إلى المغرب حيث قرَّر يوسف بن تاشفينَ نفيهم به، فمكثوا أولاً في طنجة لفترة وجيزة، حيث التقى المعتمد ببعض شعراء المدينة، ومن أبرزهم أبو الحسن بن عبد الغني الفهري الذي أهداه كتابه «المستحسن من الأشعار»، فكافأه بمبلغ مما تبقَّى معه من المال. غير أنَّ ذلك تسبب بتهافت باقي شعراء طنجة عليه حالما سمعوا بالخبر رجاء للمكافآت، فردَّهم المعتمد، وكتب شعرا إجابة لهم يرثي فيه حالَه وما آل إليه. نُقِلَ المعتمد مجددا من طنجة إلى مكناس ليمكث شهوراً عدَّة، وقد أورد ابن الطوسي في كتابه الاستبصار فيما اختلف من الأخبار أنه نقل أيضاً إلى قلعة فازار في جبال المغرب، رغم أن ذلك لم يرد في معظم المصادر الأخرى.
في نهاية الأمر، نُقِلَ المعتمد أخيراً – مع بعض ملوك الطوائف السابقين الآخرين – إلى أغمات، حيث قضى آخر أيام حياته في الأسر بظروف مزرية ومعاملة سيئة، ولعلَّه ممَّا ساهم في إساءة معاملته – على عكس أمراء بني زيري – أن ابنه عبد الجبار حاول شنَّ ثورة على المرابطين بعد سقوط إمارة بني عباد. وربَّما يكون سبب نقل المعتمد إلى أغمات هو إبعاده عن سواحل الأندلس، بحيث لا يكون الفرار عليه سهلاً، ولا الثورة على ابن تاشفين. وقد قال شاعر المعتمد ابن اللبانة في وصف رحيله عن إشبيلية:
حان الوداعُ فضجّت كل صارخةٍ
وصارخٍ من مُفداة ومن فادِي
سارت سفائنُهم والنوْحُ يتبعها
كأنها إبل يحدو بها الحادي
كم سال في الماء من دمعٍ وكم حملت
تلك القطائعُ من قطعاتِ أكبادِ