أفريقياالشأن الإسباني

20 عاما من جزيرة ليلى.. ذكرى غير مناسبة لـ “المرحلة الجديدة”في العلاقات الإسبانية المغربية

تمر الذكرى السنوية لأزمة جزيرة ليلى التي تقع على بعد 250 متر من الساحل المغربي، دون أن ينتبه إليها أحد، هذا ماعنونته صحيفة NIUS الإسبانية، في ظل التقارب المغربي الإسباني الأخير وغير المسبوق في تاريخ البلدين، بعد إعتراف حكومة بيدرو سانشيث، بإقتراح خطة الحكم المغربي الذاتي بالصحراء.

إبتدأت الأزمة في 11 يوليو من سنة 2002 وإلى غاية إنتهائها المؤقت في 22 من الشهر نفسه، في عهد حكومة خوسيه ماريا أثنار الذي يتبنى النهج اليميني القومي و المنتمي إلى الحزب الشعبي pp.

أزمة جزيرة ليلى، أو جزيرة تورا هي أزمة دامت 9 أيام فقط، لكنها كانت أكثر الأيام توترا في تاريخ البلدين منذ الفترة الكولنيالية، وكادت أن تؤدي إلى مواجهة عسكرية، عندما نزلت بالجزيرة قوات مغربية بحرية وبرية ورفع العلم المغربي على الجزيرة.

بعد عشرين عامًا، لا تزال حدود سبتة و(مليلية المحتلتين)، تعاني من ضغوط الهجرة وتظل أماكن السيادة الإسبانية في شمال المغرب إضافة إلى الجزر، في حالة من عدم اليقين القانوني.

وبحسب الصحيفة الإسبانية، فإنه بعد عشرون عاما لا يزال الدفاع عن وحدة الأراضي في شمال إفريقيا يمثل مشكلة للحكومات الإسبانية المتعاقبة، على الرغم من تطبيع العلاقات مع الرباط، فإن الإتفاقية الموقعة مع المغرب في 7 أبريل المنصرم لا تتضمن إشارة صريحة إلى إحترام السيادة الإسبانية في سبتة ومليلية.

ووفق نفس المصدر، كان دخول عشرة آلاف شخص في ماي 2021 من المغرب إلى سبتة، وبغضون 48 ساعة فقط تحذيرا واضحا من هشاشة حدود تراخال، ومؤخرا وصف سانشيث محاولة دخول مليلية من قبل أكثر من 1500 مهاجر  افريقي من دول جنوب الصحراء بأنه هجوم على وحدة الأراضي الإسبانية .

وبالنسبة لرئيس مرصد سبتة ومليلية، وهي منظمة تعتمد على معهد الأمن والثقافة، كارلوس إتشيفيريا، فإن الظروف الحالية مختلفة عن ظروف جزيرة ليلى، لكننا “في نفس الوضع” وقال رئيس المرصد لدينا جار يستمر في التشكيك في سيادة الأراضي الإسبانية ويستمر في المبادرات وأدوات الضغط.

وصرح نبيل الدريوش مؤلف كتاب الجوار الحذر  للصحيفة الإسبانية، وهو أحد أبرز المختصين في العلاقات المغربية الإسبانية، أن ما حدث في جزيرة ليلى بصيف 2002 لم يكن ضروريًا”.

ومع ذلك، لا يمكن فهم هذا الحدث دون وضعه في سياقه، حيث عانى البلدين من أزمة سياسية ودبلوماسية أعلن عنها منذ عام 2001 بسبب رفض المغرب تجديد إتفاقيات الصيد البحري، مع الإتحاد الأوروبي وغياب السفير المغربي منذ نهاية أكتوبر 2001 الأمر الذي أثار قلق أثنار بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك إتهامات متبادلة بشأن قضية الهجرة غير الشرعية.

وفي حوار سابق لنبيل الدريوش مع الصحافي المغربي عبدالحي كريط، حول خلفيات هذا الموضوع، كان قد صرح في حواره، أن أول مشكلة دبلوماسية واجهت الملك محمد السادس عندما إعتلى العرش،  هو ملف الصيد البحري مع إسبانيا الذي كان عالقا خلال الشهور الأخيرة التي سبقت وفاة الملك الحسن الثاني،  وكان رئيس الحكومة الإسبانية خوسي ماريا أثنار أول رئيس حكومة أجنبية يزور المغرب بعد أقل من شهر على وفاة الحسن الثاني، وطلب بطريقة غير مؤدبة تجديد إتفاقية الصيد البحري، وهو الطلب الذي رد عليه المغرب بالصرامة المطلوبة، وبدأت بعدها الأزمة تتشكل بين البلدين إلى أن وصلنا إلى المواجهة العسكرية بسبب جزيرة ليلى صيف عام2002، الملك محمد السادس إعتمد أسلوبا أدهش الإسبان، وهو إنجاز مشاريع إستراتيجية بشمال المملكة مثل مشروع ميناء طنجة المتوسط الذي سحب الريادة من ميناء الجزيرة الخضراء، وعمل على تنمية الأقاليم الشمالية للمملكة المحاذية لسبتة ومليلية اللتان صارتا أشبه ببيت صفيحي وسط المشاريع المنجزة بالشمال ويعتمد وجودها على محيطها المغربي، كما عمل على تقوية الروابط الإقتصادية مع إسبانيا ورفعها إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية و الإعتماد على تنويع الشركاء والإتجاه القوي نحو إفريقيا، وهي السياسة الخارجية التي حولته إلى قوة إقليمية مسموعة الكلمة وهو ما يزعج حاليا إسبانيا وتحاول وضع الكثير من الشوك في طريق المغرب، وتتناسى أن المغرب هو قنطرتها الطبيعية لأفريقيا.

ويرى مراقبون أن تصريح وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في خضم الأزمة الدبلوماسية السابقة بين مدريد والرباط، عندما قال بأن مغرب الأمس ليس هو مغرب اليوم، وأن على الإسبان تحيين نظرتهم عن المغرب، كان يشير إلى كل هذه التحولات التي إنطلقت بعد أزمة جزيرة ليلى.

https://anbaaexpress.ma/4buu9

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى