متابعة
أصبحت الشركة الروسية المتحدة للمعادن OMK أحد المستثمرين الرئيسيين في مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي، حسب تقارير إعلامية روسية مقربة من الكرملين.
ووفق نفس المصادر، فإن السفير النيجيري المعتمد في موسكو، عبد الله شيخو، قال لوكالة الأنباء الروسية “نوفوستي”، أن الشركة الروسية المذكورة، تشارك في هذا المشروع الضخم، وقال السفير، أن روسيا من بين المستثمرين الرئيسيين في بناء خط أنابيب الغاز النيجيري المغربي.
وأفاد مراقبون للشأن الروسي الخارجي في تصريحات خاصة لأنباء إكسبريس، أن مشاركة روسيا في هذا المشروع القاري الضخم، لها أبعاد جيو بوليتكية وتدل عن مدى تغلغل النفوذ الروسي في إفريقيا، سياسيا واقتصادية خاصة بمنطقة الساحل (مالي) وأن العديد من الدول الأوروبية ومن بينهم إسبانيا إشترت من روسيا غازا بمستويات قياسية حسب بيانات إقتصادية بشهر يونيو المنصرم، رغم العقوبات الأوروبية على موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا، وهناك أصوات بدأت تظهر في دول الاتحاد الأوروبي تطالب بقبول الأمر الواقع في أوكرانيا والقبول بشروط موسكو بالرقعة الأوكرانية، بسبب ورقة الطاقة التي تمتلكها روسيا عالميا، والإبتعاد قدر المستطاع عن التأثير الأمريكي في القرارات السياسية الأوروبية والتي تدفع ثمنها إقتصادياتها، وهبوط عملة اليورو جرس إنذار أحمر لاقتصاد أوروبا.
وحسب نفس المراقبون، فإن الدول الأوروبية تعول على الغاز النيجيري المغربي الذي سيمتد على طول الساحل الغربي لأفريقيا وهي إمتداد تاريخي للمغرب، كما أن السياسية الخارجية المغربية تميزت في السنوات الأخيرة باستقلالية في قراراتها الدولية، بعيدا عن الإصطفافات السياسية والأيديولوجية، وبما يخدم مصالح المغرب.
كما أن مشاركة روسيا في بناء هذا المشروع، حشر الجزائر الحليف التقليدي لروسيا في زاوية ضيقة بسبب عدائها المستمر ضد المملكة المغربية، وهذا أن دل على شيء إنما يدل على قصور الرؤية السياسية والدبلوماسية الجزائرية التي أضحت خارج دائرة التاريخ والواقع، عكس الدبلوماسية الروسية والمغربية وكذلك الغربية بصفة عامة، والتي تخضع لقواعد الشطرنج السياسي حسب المتغيرات الجيوسياسية.
للإشارة فإن الطول المتوقع لخط أنابيب الغاز النيجري المغربي سيكون 5660 كم، مما يجعله أطول خط أنابيب تحت الماء في العالم و 2 م، على طول خط الأنابيب في العالم (بعد نظام MNP Druzhba، والذي يتضمن 8900 كم من أنابيب النفط).
