خاص أنباء إكسبريس
كان وضع إغلاق وصيانة خط أنابيب الغاز نورد ستريم 1 تأثيرات كبيرة على أوروبا، أدخلتها في حالة تأهب غير مسبوقة، أدت إلى تفاقم أزمة الطاقة، بينما يحذر الخبراء من أنها قد تكون واحدة من أسوأ ما ستشهده القارة الأوروبية.
قررت روسيا، المصدر الرئيسي للغاز للعديد من الدول الأوروبية، قطع إمدادات الغاز عن عدة دول ردا على دعمها لأوكرانيا وعدم دفع ثمن الغاز بالروبل، وهي الخطوة التي أعلنها الرئيس فلاديمير بوتين في مارس المنصرم، من ناحية أخرى، قررت شركة غازبروم الروسية العملاقة في منتصف يونيو، خفض إمدادات الغاز عبر نورد ستريم ، مما تسبب في زيادة قيمة الوقود بنسبة 21٪ في الآونة الأخيرة، خفضت موسكو أيضًا شحنات الغاز إلى دول مثل إيطاليا والنمسا.
ونقلت صحيفة فورين بوليسي الأمريكية عن أليكس مونتون، الخبير في الأسواق العالمية في شركة رابيدان إنرجي جروب الاستشارية، قوله: “هذه هي أشد أزمة طاقة حدثت في أوروبا على الإطلاق”، الصورة قاتمة لدرجة أن مونتون يتحدث عن “حرب طاقة”، ويوضح قائلاً: “نحن نتحدث عن تقنين إمدادات الغاز، وهذا ليس شيئًا كان على أوروبا التعامل معه في أي وقت بخلاف الحرب”.
يسلط مونتون الضوء على التحدي الذي تواجهه أوروبا في الشتاء المقبل في هذا الوضع. ويضيف للمجلة الأمريكية : أوروبا تدرس الاحتمال الحقيقي للغاية المتمثل في عدم وجود ما يكفي من الغاز عندما تكون هناك حاجة ماسة إليه..
فرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة يعانون من إضرابات دورية تؤثر على قطاع النقل، المضربون يطالبون زيادة الرواتب تماشياً مع التضخم المرتفع الحالي، قال فرانس تيمرمانز، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، لصحيفة الغارديان البريطانية: يستخدم بوتين كل الوسائل التي لديه لإحداث صراع في مجتمعاتنا، لذلك يجب أن نستعد للأوقات الصعبة.
في ألمانيا، أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، الوضع ليس أفضل بكثير، بدأت الدولة في ترشيد إستهلاك المياه وإغلاق حمامات السباحة، وتقليل إنارة الشوارع، وقال أكسل جيداشكو، مدير اتحاد شركات الإسكان الألمانية GdW، لصحيفة فاينانشيال تايمز: “الوضع أكثر من دراماتيكي”، ويضيف: “السلام الاجتماعي في ألمانيا في خطر شديد”.
وقد حذرت الحكومة الألمانية نفسها المواطنين من هذا الوضع، محذرة من أن التوقعات قد تصبح “حرجة”، اعترف وزير الاقتصاد روبرت هابيك أن “الوضع في سوق الغاز متوتّر، وللأسف لا يمكننا ضمان عدم تفاقمه”.
تحاول أوروبا بطرق مختلفة التغلب على اعتمادها في مجال الطاقة على روسيا، إما من خلال أسواق جديدة أو من خلال التحول إلى مصادر طاقة أخرى، مثل الفحم، وهو أمر تخطط له دول مثل إيطاليا و النمسا و هولندا.
بدائل الغاز الروسي
فيما يتعلق ببدائل الغاز الروسي، تظهر قطر والولايات المتحدة كموردين محتملين، ومع ذلك، فإن الغاز المسال القطري والأمريكي يتطلب محطات وخطوط أنابيب جديدة قد يستغرق بناؤها بعض الوقت، يشير جيمس هندرسون، خبير الطاقة في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، إلى أن فترة تتراوح من ثلاث إلى خمس سنوات للتخلص من الاعتماد على الغاز الروسي. ويؤكد لمجلة فورين بوليسي أن “مشاريع البنية التحتية للغاز لا تُبنى بهذه السرعة”.
كما أن الغاز النيجيري ضمن البدائل الذي سيكون مفيدا لأوروبا خلال أنبوب الغاز النيجيري المغربي الذي بدأت فيه الدراسات الهندسية لانشائه وسيكون المغرب ضمن المعادلة الطاقية بأوروبا.
وأفاد إرتفاع أسعار الوقود عالميا، روسيا التي تجاوزت 100 مليار دولار من عائدات مبيعات النفط، وفقا لتقارير إقتصادية، على الرغم من أن العقوبات تجعل من الصعب على موسكو استيراد المنتجات الغربية، إلا أن روسيا لا تزال مستمرة في تصدير موادها الخام الرئيسية إلى أجزاء مختلفة من العالم، منذ بداية الحرب، عززت موسكو علاقاتها التجارية مع آسيا، وخاصة الصين والهند.