آراءأفريقيا

المشهد السياسي الليبي وتفاقم الأزمات وغياب الحل

تراوح الأزمة الليبية في مكانها وإن حدث إنفراج لتعود لنفس النقطة.. فبعد أحد عشر عاما من عدم الإستقرار وإنهيار المؤسسات وتوقف عجلة التنمية و إنتشر نسبة الفقر الذي طال غالبية الشعب.

ولعل الإنقسام وإنتشار السلاح والتدخلات الخارجية بسبب إنعدام الثقة التي تمثل أولوية في طريق الحل..

ويحدث ذلك في ظل إدارة الأمم المتحدة والدول التي قادت إسقاط الدولة في 2011.. ووعدت الليبيين بالديمقراطية وتداول السلطة والدولة النموذج.

ولكن الواقع عكس ذلك.. بل إتضح بأنهم تدخلوا في ليبيا وهم يعرفون تركيبة المجتمع الليبي وبأنه سوف ينقسم وينتشر السلاح وتبدأ الحرب الأهلية والصراع على الثروات والسلطة.. وهذا أمر متوقع منذ بداية أحداث فبراير 2011.. ولعلها يشبه ما حدث في دول أخرى..!

وبعد فشل محاولات الإنتخابات التي أقيمت مرتين وإفشال المرة الثالثة بإنتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر 2021 والذهاب للمرحلة الإستقرار النهائي وإقرار الدستور الذي بقي حبيس الادراج منذ 2017 !.

ها هي ليبيا تعود للمربع الاول والمخاوف من عودة الإنقسام وزيادة الأزمات التي تفاقمت وأنهكت المواطن الليبي.. وتركت البلاد لمغامرات الأجسام السياسية المنهية الصلاحية والتي لا تريد الرحيل .

ومن الواضح بأن الولايات المتحدة والتي تعد الطرف الأساسي الذي يمسك بالملف الليبي.. والذي قام بإطلاق إستراتيجية عشرية جديدة.. ولآندري مصير استراتيجيته التي قادة فيها التدخل في ليبيا 2011 .

والتي تؤكد إهتماما بالمصالحة والتي تسيير في ظل الفوضى أو الإستقرار في ليبيا.. وأن محاولاتهم وتصريحاتهم هي مجرد ذر الرماد في العيون .

وان حدث طارئ بدخول روسيا على الخط بتواجدها في ليبيا ودول افريقيا.. وازدياد المخاوف الأمريكي البريطانية الأوروبية في إطار صراعهم في أوكرانيا.. ومحاولة الرهان على ليبيا وإفريقيا ! .

ونعتقد بأن هذا الارتباك الأمريكي الغربي سوف يعجل بحل للازمة الليبية ولكن بما يخدم مصالحهم على حساب ليبيا..

وقد صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن و هو يستعد لزيارة المنطقة بأن بلاده قادرة على إيجاد حل في ليبيا والعراق ولبنان .

فهل هو مجرد تصريح في ظل التوجه نحو ايجاد تحالف أمريكي مع دول الخليج ومصر واسرائيل لمواجهة روسيا وإيران !.

وتبقي الأزمة الليبية بعد فشل المستشار الأممية ستيفاني ويليامز في إحداث أي تقديم بل محاولات أنتجت اتفاقات مؤقتة لتعود الأزمة من جديد.. بل صرحت بأنه سوف تحاول الوساطة بين حكومة الوحدة والوطنية وحكومة الاستقرار..

لان طريق الحل واضح وقد تم القفز على الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر 2021 بسبب رفض أمريكا لترشح بعض الشخصيات والعودة لإجتماعات القاهرة وجنيف لإيجاد صيغة دستورية وشروط لمنع بعض المرشحين .

ولازالت المحاولات الليبية تتواصل بعد دخول المجلس الرئاسي على الخط لقيادة مرحلة جديدة من الاجتماعات لإيجاد مخرج والذهاب لانتخابات .

وجاءت مظاهرات الأسبوع الماضي والتي وجدت إقبال ضعيف لا يمثل الشارع الليبي أو الناخبين الذين سجلوا في الإنتخابات و عددهم 2 مليون و 800 ألف.

وأخيرا صدر تصريح من رئيس حكومة الإستقرار ” فتحي باشا اغا ” بقرب دخوله للعاصمة بعد فشل محاولاته السابقة..

هذا هو المشهد السياسي في ليبيا بغموضه وتشعب مسارته المفتوحة على كل الاحتمالات !!.

https://anbaaexpress.ma/n4ikq

إدريس أحميد

صحفي و باحث في الشأن السياسي المغاربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى