بقلم : الناقد الفلسطيني محمد أبو رحمة
المسافة بين المبدع والناقد كانت دائما علاقة جدل، و محاورة، بعضهم قال إن الناقد كان ذات يوم مبدع وفشل وبعضهم قال: النقد بحث، ودراسة، وابداع قائم بحد ذاته.
وأنا ليس بوسعي تقييم ذاتي، لا كناقد، ولا كمبدع، لكني قرأت رواية “ما تساقط” لعفاف خلف، وأردت منذ السطر الأخير حتى البداية أن أكتب عن فن التراكم البركاني الذي يغلي كناحية من تجربة حياة متحولة.
منذ رمى الاحتلال عائلة كاملة في بطن كنيسة، أباد الاحتلال كل من فيها، حتى إنفجر لغم في وجه إمرأة على شكل لوحة رسمها سوء الظن في معرض بإسبانيا.
المخيمات، أيلول، الاجتياح، العهر، الأسر، الخيانة، التعذيب في كهف.. الأسماء.. العاشقة.. عبد السلطة الخائن.. المقتول لا يعرف من قتله.. القاتل لم يعرف من قتل ؟التحولات من ثورة إلى ثروة ؟
والروائية التي تبحث عن ذاتها ؟
الانتقال من أرض لي إلى مخيم لا شيء فيه لي..
من وسع المدى الذي لا حد له، إلى ضيق الزقاق في مخيمات الطين .
من أخ يخون إلى ضغينة وكيد ونقاء صدق الثورة !!
من عرض وشرف صار نكتة من فرط ما إنتهك، إلى عجوز ما تزال تزرع الزيتون.
من حب خذله النقاء في تراب مخلوط بدم من تمت تصفيتهم في كهف المؤامرة، حتى انتهاك الحلم في إعادة تدوير الفدائي، من مقاتل إلى مقاول.
عفاف خلف قالت كل ذلك …
في رواية لم تخل من عثرات الإزدحام ، من غضب يبدوا فيه صاحب الحق على غلط، من مبدعة إختصرت، في موضع كان ينبغي أن تسهب فيه، وأسهبت في موضع كان ينبغي أن تختصر ..
تلك شؤون تخص صاحبة الرواية.. لكن رواية “ما تساقط” لعفاف خلف، هي في كل حال لا تنتمي فقط لأدب المقاومة، الذي دشنه الراحل الأبدي غسان كنفاني، لكنها تعيد إطلاقه كما لو أنه ولد في روح جيل جديد .