متابعة
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد يائير لبيد، الأربعاء، بقيام وفد إسرائيلي لزيارة موسكو ليلة 27 يوليو وذلك لمناقشة قرار الكرملين بحل مكاتب الوكالة اليهودية، وتهدف هذه الزيارة، إلى أن تكون هناك مساحة للتفاوض والتقارب مع مسؤولي الكرملين.
وفي الأسبوع الماضي، قدمت وزارة العدل الروسية إستئنافا رسميا إلى محكمة بمنطقة باسماني في موسكو، وفي حيثيات قرار الإستئناف، أرجعت السبب إلى أن الوكالة اليهودية إنتهكت قوانين الخصوصية في البلاد وبالتالي يجب إغلاقها، حاليا من المتوقع خلال جلسة الإستماع الأولى المقرر عقدها اليوم الخميس، تقديم أدلة وتفاصيل جديدة.
ويجب أن يكون الوفد الإسرائيلي “مستعدًا للمغادرة إلى موسكو بمجرد تلقي الموافقة الروسية للمحادثات، و سيعمل الوفد العبري على إستنفاد كل الطرق الدبلوماسية لحل هذه الأزمة بين موسكو وتل أبيب، لكن رفض الكرملين إصدار التأشيرات اللازمة حتى ليلة الإثنين أخر رحلة الممثلين العبريين وزاد التوتر بين البلدين.
وحذر يائير لابيد خلال إجتماع مع قادة الحكومة يوم الأحد الماضي من أن “إغلاق مكاتب الوكالة اليهودية سيكون حدثًا خطيرًا من شأنه أن يؤثر على العلاقات وعلى الرغم من أن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، حث إسرائيل على “عدم تسييس الوضع، أو عرضه على مجمل العلاقات الروسية الإسرائيلية” و “التحلي بالحذر تجاه الوضع”، لم يتردد وزير شؤون الشتات الإسرائيلي نحمان شاي في التحذير: “لن يتم إحتجاز اليهود الروس كرهائن للحرب في أوكرانيا، إن محاولة معاقبة الوكالة اليهودية على موقف إسرائيل من الحرب أمر مؤسف ومهين.
من جانبه، قال السفير أركادي ميلمان في مقال لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، حصلت أنباء إكسبريس على نسخة منه، أن الأسباب الأخرى التي يمكن أن تفسر هذا القرار ستكون كذلك إرتفاع منسوب الزيادة في المشاعر المعادية للسامية في روسيا، ورد الفعل غير المناسب من الوكالة اليهودية، نفسها والتعصب المتزايد تجاه الكيانات الأجنبية، الأمر الذي ظهر مع التأويل الأخير لمفهوم الكرملين “العميل الأجنبي”، بحيث يمتد إلى أي كيان يتلقى دعما أجنبيا ويشارك في أعمال تعتبر ضد المصلحة الوطنية.
منذ بداية الحرب، سهلت المنظمة الإسرائيلية نقل آلاف الأوكرانيين وأكثر من 10000 روسي إلى إسرائيل، بموجب ما يسمى بـ “قانون العودة”، لذلك فهي تضم بالفعل أشخاصا يتحدثون الروسية يبلغ عددهم حوالي 1.2 مليون شخص.
وعلى الرغم من حقيقة أن إسرائيل لم تفرض أي عقوبات على موسكو كما فعل شركاؤها الغربيون، ولم ترسل مساعدات عسكرية نوعية إلى أوكرانيا، لكنها إكتفت بإرسال مساعدات إنسانية وشحنات من الخوذات والسترات الواقية من الرصاص.
كما وصفت إسرائيل الهجوم الروسي بأنه “غزو غير مبرر” ولكن حتى في موقفه النقدي، لم يكن يائير لبيد يريد أن يفقد الإعتدال الخطابي مع موسكو، لأن تحالفه مع الكرملين ضروري للحفاظ على مواقع الهجوم على القوات الإيرانية والجماعات المرتبطة بطهران في الأراضي السورية.
الوكالة اليهودية لأرض إسرائيل تأسست عام 1929 أيام الإنتداب البريطاني بفلسطين، ولعبت دورا رئيسيا في إقامة دولة إسرائيل (عام 1948)، هي اليوم أهم منظمة يهودية غير ربحية في العالم، على الرغم من حقيقة أن هذه الهيئة تدعي رسميًا أنها مستقلة، فإن علاقاتها الوثيقة مع دولة إسرائيل تجعلها مؤسسة شبه حكومية، أحد أهدافها الرئيسية هو تسهيل هجرة يهود العالم بالشتات، إلى الدولة المعلنة عام 1948.
بدأت الوكالة عملها على الأراضي الروسية عندما كانت لا تزال جزءا من إتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، في عام 1989، قبل عامين من سقوط النظام، مما ساهم في رحيل مئات الآلاف من اليهود الأصليين من الإتحاد السوفياتي صوب إسرائيل.