قام الفيلسوف النمساوي البروفسور هانز كوكلر بتكريم نخبة من المثقفين المغاربة، وذلك بدعائهم مساء يوم السبت إلى حفل عشاء على حسابه في مطعم البيت العربي بفندق منارة حسان بالعاصمة الرباط، وذلك وفاء وتمتينا لأواصر الصداقة، لا سيما وهو رئيس منظمة التقدم العالمي التي تمّ تأسيسها سنة 1972، وبرز دورها على نطاق عالمي، كما شهد لها بالأهمية قادة أُمميون على رأسهم ليوبولد سيدار سينغور، وهي ذات صفة استشارية في الأمم المتحدة، وأيضا عربون وفاء للقضايا العربية التي شكّلت جزء من اهتمام كوكلر، وكذا قضايا الحوار بين الثقافات وحقوق الأمم. ومن هنا جاءت الدعوة الأخيرة كمبادرة لشكر المشهد الثقافي والفلسفي المغربي الذي شكل جسرا له إلى العالم العربي، الذي تربطه به صداقة قديمة تمتد لنصف قرن.
حضر الحفل جمع من المثقفين والفعاليات والإعلاميين: البروفسور هانز كوكلر صاحب المبادرة، الأستاذ محمد الدكالي، الأستاذ جمال الدين الهاني عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية/الرباط، الأستاذ إدريس هاني، الأستاذة نزهة صقلي الوزيرة السابقة للتضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، الشاعر والكاتب الأستاذ ياسين عدنان، الإعلامي والكاتب الأستاذ عبد العزيز كوكاس، الكاتب والإعلامي الأستاذ محتات الرقاص، الأستاذ محمد مزيان، الأستاذة إيناس ابنة الراحل محمد سبيلا وزوجها ، بالإضافة إلى الأستاذ حميد لشهب كمنسق وآخرون.
وألقى السيد هانز كوكلر بالمناسبة كلمة ترحيبية بضيوفه، معبّرا عن علاقته المتينة التي ذكّرته بلقاءات سابقة في فرنسا مع مغاربة، بحضور الراحل عبد الرحمن اليوسفي، الرئيس الأسبق لحكومة التناوب التوافقي. كما نوّه بصداقته مع مثقفين وفلاسفة من المغرب وعلى رأسهم صديقه الراحل محمد سبيلا. وكان كوكلر قد قام بجولة عبر عدد من الجامعات المغربية، تناول فيها موضوعات متعددة تتعلق بالفلسفة والتقنية، الفلسفة والترجمة، وحوار الثقافات.
ويعتبر هانز كوكلر من كبار الفلاسفة الغربيين المعاصرين المعنيين بالسلام وحوار الثقافات، وهو فضلا عن كونه فيلسوفا معنيّا بتأويل فلسفة مارتن هيدغر، هو مستشار أممي انتدب في مهام أممية، مثل إشرافه على ملف لوكربي وقضايا نزاعية في الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم.