إحتفت كلية التربية زواره، التابعة لجامعة الزاوية الليبية، بتخريج أول دفعة في تاريخ ليبيا من طلبة الدراسات الأمازيغية، في حدث وصفته إدارة الكلية بـ”السابقة الفريدة” في تاريخ البلاد.
ويتعلق الأمر بمجموعة مكونة من تسعة طلاب، قدم سبعة منهم مشاريع تخرجهم مؤخرا تحت إشراف أساتذة من الجزائر وبحضور عدد من المهتمين بالشأن الأمازيغي في ليبيا.
وتناولت بحوث التخرج قواعد اللغة الأمازيغية ومواضيع تاريخية وثقافية، من بينها تحليل للتركيبة الاجتماعية لزواره وبحث حول الوضع الاجتماعي للفتيات في المنطقة نفسها.
وأُعلن عن افتتاح قسم اللغة الأمازيغية بكلية التربية زواره عام 2015، واستفاد الطلبة طيلة أربع سنوات من التكوين من دروس وورشات انفتحت على ما حققته الجزائر والمغرب في مجال تدريس اللغة والثقافة الأمازيغيتين.
وقالت جامعة الزاوية في بيان إن تخريج الدفعة الأولى من طلبة الدراسات الأمازيغية يعتبر “سبقا تاريخيا على مستوى الجامعات الليبية منذ تأسيس أول جامعة ليبية عام
1955″، مفيدة بأنه “يحسب لثورة فبراير المجيدة التي كفلت لكل مكونات المجتمع حق التعبير والمحافظة على هويتها”.
وفي تصريح لـ”أصوات مغاربية”، قالت الطالبة نهى كامل العاصي إن نيل الإجازة في الدراسات الأمازيغية “حلم” راودها وزملاءها منذ سنوات، مشيرة إلى أن ظروفا تقنية وتداعيات جائحة فيروس كورونا أخرت تخرجهم لأكثر من عامين.
وتعليقا على سبب قلة عدد الخريجين، قالت نهى إن إحداث هذا القسم رافقه “تخوف وتشكيك من عدد المتدخلين”، مضيفة “شكك البعض في نجاحه وتجاهله البعض الأخرى لاعتبارات تاريخية تعود بالأساس لفترة حكم معمر القذافي.. كل هذه الأسباب والعوامل لم تشجع الكثيرين على الالتحاق بالقسم”.
وتنفي المتحدثة وجود أي صعوبات في فهم أمازيغية باقي الدول المغاربية، مشيرة في هذا الصدد إلى اعتماد قسم الدراسات الأمازيغية على منشورات ومؤلفات أمازيغية استقدمت من المغرب والجزائر.
وأضافت موضحة “يحتاج الأمر إلى بعض التركيز غير ذلك، لم نجد أي صعوبات في فهم أمازيغية الجزائر أو المغرب”.
وترى الخريجة أن النهوض باللغة الأمازيغية في بلادها يحتاج إلى”تظافر جهود مختلف المتدخلين”، قائلة إن الصراع السياسي في بلادها “لن يعرقل إدماج هذه اللغة لأن لها نشطاء ومهتمين يدافعون عنها”.
وينتشر الأمازيغ في ليبيا في مناطق مختلفة من البلاد، ويتمركز معظمهم في زوارة وغدامس ويفرن وجادو وطمزين، بالإضافة إلى الطوارق في واحات غدامس وغات وجبال أكاكوس.