متابعة – خاص أنباء إكسبريس
تشكل الانتخابات التي ستجرى يوم غد بإقليم الأندلس، أول عملية إختبار حقيقي، تواجهها حكومة خوانما مورينو زعيم الحزب الشعبي الإسباني (PP) بالأندلس، والسياسي الوحيد غير الاشتراكي الذي حكم مجتمعا كان لعقود من الزمان حاضنة شعبية للاصوات الاشتراكية نظرا لاعتبارات تاريخية لها علاقة بالحقبة الفرنكاوية.
تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة، أن خوانما مورينو، رئيس المجلس الأندلسي، تمكن من كسب ثقة الناخبين الأندلسيين، من خلال تغيير المسار الذي فرضه رئيس المجلس وتنزيل إرادة الناخبين لإصلاح الهياكل الادارية للاقليم .
وحسب مراقبون للشأن الإسباني المحلي فإن إقليم الأندلس شهدت خلال السنوات الأربع الماضية، توجها نحو أحزاب اليمين ويمين الوسط وكذلك اليمين المتطرف الذي يمثله حزب Vox، والتي فككت إلى حد كبير الايديولوجية اليسارية في الأندلس، والتي هيمنت على الحياة السياسية على مايقرب من أربعين عاما .
وبالرغم من البرامج الاجتماعية التي يقدمها الحزب الاشتراكي العمالي PSOE الى جانب الأحزاب اليسارية الاخرى،فإن قضية المهاجرين والأجانب وكذلك دعاية الإسلام فوبيا ،كانت ضمن الادوات التي استعمتلها أحزاب اليمين للوصول إلى الناخبيين الاندلسيين واللعب على وتر القومية الإسبانية،خاصة من Vox، إلا أنه يوجد تمايز وتغاير بين الأحزاب اليمينية بمختلف مشاربها، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار، أن Vox وكذلك حزب مواطنون Cs هي نتاج إنشقاقات من الحزب الشعبي pp وكذلك التشكيلات السياسية اليمينية الصغيرة بالأندلس.
هذه الانتخابات الجهوية المرتقبة يوم غد بإقليم الأندلس ستحدد ملامح الحكومة المركزية بمدريد في الانتخابات العامة المقبلة المقررة في2023 ،وحسب مراقبون، إذا كانت الأندلس لعقود من الزمان صوامع الاشتراكية فقد تكون كذلك مقبرة سياسية للسانشيزمية.
الانتخابات الجهوية بإقليم الأندلس والصحراء المغربية
التيار اليميني الإسباني سيحدد كذلك سياساته الخارجية،التي طبعا سيكون فيها المغرب حاضرا بقوة خاصة بعد اعتراف مدريد باقتراح الرباط للحكم الذاتي بالصحراء المغربية، والتي اعتبرتها أحزاب اليمين الإسباني خاصة التيار المتطرف وكذلك أحزاب اليسار الراديكالي، ردة سياسية من الحكومة الإسبانية الاشتراكية واعتبرته موقفا شخصيا لبيدرو سانشيث.
فظهور سانشيث في البرلمان الإسباني مؤخرا سلط الضوء على وحدته العميقة حسب” المحللين للشأن الإسباني” فداعمه الوحيد في هذا الموضوع هو تشكيله السياسي، الحزب الاشتراكي (PSOE)، القوة البرلمانية الأولى،لكن من دون الأغلبية المطلقة.
فقد أكد حزب “يونيداس بوديموس” (اليسار الراديكالي) الذي يشارك في حكومة سانشيث بخمس حقائب وزارية، تضامنه مع الصحراويين، وفقا للتقاليد السياسية لليسار الإسباني. وهاجم المتحدث باسم الحزب، بابلو إشنيك، المغرب واصفاً إياه بـ“القوة الغازية”، واعتبر في الوقت ذاته، أن الشعب الصحراوي هو الشعب الذي تعرض للغزو مشددا على ضرورة الدفاع عن موقف الأشخاص الذين تعرضوا للهجوم، وهو أيضا موقف الأمم المتحدة، على حد قوله.
إضافة إلى أن الانقسامات كانت سيدة الموقف في صفوف أحزاب اليمين الإسبانية. فقد اعتبرت المتحدثة باسم حزب الشعب، كوكا جامارا، أن ”ما قدمه بيدرو سانشيث ليس موقف الحكومة، بل وجهة نظر الشخص الذي يقود جزءا من الحكومة”، قائلة إن هذا الأخير “ليس لديه الدعم ولا التفويض لتغيير موقف إسبانيا بشأن قضية الصحراء .
لذلك على الفاعل السياسي المغربي أن ينتبه إلى هذه التفاصيل، التي يجب عليه أن يكون واعيا بنسبية السياسات الدولية خاصة بشبه الجزيرة الإيبيرية، من خلال الانسياب وفتح قنوات إتصال مع اليسار الراديكالي واحزاب اليمين الإسباني، عبر الجالية المغربية كقوة ناعمة وضاغطة بالشأن السياسي الإسباني، خاصة وأن هنالك مغاربة منخرطين في احزاب اليمين ومن ضمنها Vox وكذلك بوديموس، وذلك للحفاظ على المكتسب السياسي الأخير الذي اعترفت فيه الحكومة الإسبانية بالموقف المغربي ومساندته لخطة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، وذلك لكي لانترك المجال لطرف ثالث يتربص بهذه الجزيئات من خلال ضخ أموال البترول والغاز لهذه الأحزاب وهي تشترك في نفس الوعاء الأيديولوجي للنظام العسكري الجزائري .