يتابع إتحاد أباء وأمهات وأولياء تلميذات وتلاميذ مؤسسات التعليم الخاص بالمغرب بقلق كبير، هجمة التبخيس السنوية التي تشنها العديد من المواقع الإلكترونية على منظومة التربية والتكوين، خاصة منها الشق المتعلق بنظام امتحانات البكالوريا، حيث رصدت الجمعية في العديد من المدن والقرى الأساليب الاستفزازية لبعض المواقع الإلكترونية التي تحاول تحويل هاجس النقاش العمومي المرتبط بالأدوار التأطيرية للمدرسة، وأهمية حدث التتويج الدراسي بشهادة دولية “شهادة البكالوريا”، لنقاش سلبي مقصود، يرتبط فقط بطبيعة التمثلات السلبية لأجواء امتحانات البكالوريا، وإبراز ظاهرة الغش كأنها النموذج الوحيد البارز في المنظومة.
السيد رئيس المجلس الوطني للصحافة.
إن إتحاد أباء وأمهات وأولياء تلميذات وتلاميذ مؤسسات التعليم الخاص بالمغرب يستنكر خطط وأساليب هاته المواقع التي تحاول البحث عن “البوز” والرفع من رقم “المشاهدات” بكل الأساليب المتاحة، حتى ولو وصل الأمر حد المس بميثاق المهنة وقيمها، وذلك من خلال افتعال “سيناريوهات فاشلة” بإخراج ضعيف، من أجل خلق فرجة بئيسة، بالاعتماد على التقنيات التوجيهية التالية:
أولا: اختيار نماذج معينة من التلاميذ المستجوبين، الذين يعانون من صعوبات تعليمية وتأطيرية، قصد الزج بهم بأسلوب مقصود في تصريح صحافي مثير، قصد تبخيس مجهودات الأطر التربوية والمس من مصداقية منظومة التربية والتعليم.
ثانيا: توجيه “التلاميذ” بأسئلة “موجهة” قصد الحصول على أجوبة، يكون الهدف منها الضرب في مصداقية الامتحانات والمس بشهادة البكالوريا.
ثالثا: التركيز فقط خلال عملية المونتاج، على هفوات التلاميذ التعبيرية “أغلبيتهم قاصرين” قصد التشهير بهم وبأسرهم، مع التركيز فقط على المضامين السلبية في تصريحاتهم، لغرض معروف ومفهوم.
رابعا: بث تصريحات بذيئة لبعض التلاميذ بشكل مقصود، تصريحات أغلبها مسيئة لمنظومة التربية والتعليم (تثمين ظاهرة الغش، تشجيع الفشل، ضرب قيم المجتمع…)
خامسا: التركيز على مضامين شاذة تشجع على بخلق عداوة “مفترضة” بين التلميذ والأستاذ المكلف بالحراسة، بسبب منظومة تعليمية تعاني من إكراهات.
سادسا: تثمين المواقع الإلكترونية، للصور السلبية وتمجيد صورة التلميذ اللامبالي، فحين أن المنظومة التعليمية، تزخر أيضا بالنماذج الإيجابية التي لا نراها في أعمال هاته المواقع.
السيد رئيس المجلس الوطني للصحافة
طبقا لمقتضيات المادة 12 من القانون 90.13 الذي أسند للمجلس الوطني للصحافة مهمة الحرص على صيانة المبادئ التي يقوم عليها شرف المهنة والتقيد بميثاق أخلاقياتها واحترام القوانين والأنظمة المتعلقة بمزاولتها، والسهر على تطوير الحكامة الذاتية لقطاع الصحافة والنشر بكيفية مستقلة وعلى أسس ديمقراطية.
وطبقا أيضا، لمهام النظر والبث في طلبات الوساطة والتحكيم التي تحال على مجلسكم، نطلب منكم التدخل للقيام باللازم حماية لمنظومة مهنة الصحافة أولا، وتكريما أيضا لمنظومة التربية والتعليم، وذلك بالقيام بالبحث اللازم وفق القانون ووفق ما هو متاح بالقانون عن طبيعة هاته المواقع، و ما مدى امتثالها لقانون الصحافة والنشر ولأخلاقيات المهنة، خاصة أن المتتبع للقطاع اختلط عليه الأمر حول مهنية هاته المواقع وامتثالها للقوانين الجاري بها العمل.
السيد رئيس المجلس الوطني للصحافة
إن إتحاد أباء وأمهات وأولياء تلميذات وتلاميذ مؤسسات التعليم الخاص بالمغرب، تضع نفسها رهن إشارة المجلس لتوضيح وجهة نظرها في هذا الزمن التربوي الصعب، الذي ننتظر من الإعلام أن لا يكون فقط شريكا استراتيجيا في دعم المنظومة التربوية التي تعد منصة لإقلاع النموذج التنموي الجديد، بل المتتبع والناقد لكل هفواته، ولعل البداية بطبيعة الحال هو إعادة ترتيب هذا البيت، الذي يحتاج لمقاربة أخرى في معالجة قضايا المجتمع التربوي، التي لا يجب النظر إليها فقط بمقاربة “اللايك” ولكن بمقاربة تأخد أساسا من فكر ونبل قيم المهنة وميثاقها.
مع فائق التقدير والاحترام.
عن مجلس الإدارة
محمد النحيلي
رئيس إتحاد آباء وأمهات وأولياء تلميذات وتلاميذ مؤسسات التعليم الخاص بالمغرب
بلاغ