سيّدة الميادين
قلمٌ أنت يا شيرين
وعلمٌ ومعرفة
أنت يا سيدتي …
قلبٌ نائرٌ … وجرحٌ غائرٌ … ولحنٌ ثائرٌ
زهرة أنت من حقول جنين
ووردة دفلى
تناجي الحبّ فيبكي الأنين
نَبَتَتْ في كل قلب وجسد
ولا حسد
قلب كقلبك كالأسد
زُهِقت بأي ذنب …؟
فقدُنا… ومجدُنا
أنتِ
بكل جنب
سلامنُا …
كلامُنا …
صحيُنا ومنامنُا
معنا أنت … ونحن على دربك سائرون
من جنين ومع الجنين عابرون
من أجل الحق والحقيقة
من أجل الأنفس الصديقة
على أرصفة الرصاص
وتحت جدران الحديقة
فسيري وعين الله ترعاك
فلله ما أعطى ولله دنياك
سلام عليك وطوبى السنين
ونورك نحمله جنين
كما نحمل حكاوٍ سرمدية
وتابوت ومآسي وأنين
أمشهد سريالي هذا أم هي عين الواقع..؟!
جاءني مقطع في الواتس، وأنا أكره رؤية الموت والقتل والتنكيل في الفيديوهات اليومية التي يرسلها الأهل والأصدقاء دون احتراس، لأنها تؤلمني وتنقص عليّ يومي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أجد كثيرة تواترها واستهلاكها يقتل الهمم وينسى الألم فنصير نشاهدها كما نشاهد الأفلام البوليسية، فقط متفرجين على كراسي وثيرة، دون أن نشارك أبطالها في خوفهم وهلعهم، حياتهم وموتهم. نعم، نظل نشاهد دون أن نحرك ساكنًا. على أيّة حال، فتحت الفيلم وإذا بي أشاهد موقفًا مرعبا:
رصاص يدوي ويُرمى أسرابًا باتجاه شباب وشابات تتعالى أصواتهم، صلواتهم وتوسلاتهم من خلف الكواليس، وأسراب أخرى من رصاص الجيش الإسرائيلي تتسارع باتجاه صحفيتين، وصوب آخرين يطفح هلعهم ورعب المشاهد التي يعشونها في تلك اللحظات المرّة حتى من شاشة الجوال. كلهم بمأزق وأيّ مأزق؛ يزحفون، يختفون ويتسترون ألا يفاجئهم وابل الرصاص أو أن يصابوا به، ينفجر صوبهم، حولهم، بينهم وعليهم، في كل لمحة ونفس وبكل الاتجاهات، نعم، ويأتي مندفعا من كل صوب وحدب، يا إلاهي، تتعالى مجددًا هنا وهناك صياحات، آهات، بكاء ومكاء، يتوسد كل ذلك توجس وتربص، وتنساب كل هذه الأحاسيس وتنفذ إليّ من شاشة الجوال، يتخللها خوفا تتندى له الأطراف وراحة اليدين، تثلج من وطأته الأرجل وتعزف كل أعضاء الجسد عن الحراك، أعضاء بلا روح، تتخدر رويدًا رويدًا، سكرى بالخوف، حيث يتوارى المجهول الأرعن خلفها، مندسًا خلف حقول الزيتون بمخيم جنين. “جنين” ما أجمل الاسم، وفي سيمائيته شيء من تفاؤل، حقيقة اسم على مسمى؛ لعمري هو جنين لثورة داوية ونبرة ناوية تخليد ذكرى كل صحفيّ سقط جسده برصاص أرعن بيد أنّ قلمه لم يسقط، ولا حتى الكاميرا التي حملها، ولا حتى صوته الداوي من برازخ الأرواح أو خلف قضبان النسيان. نعم، سقطت أجسادهم في تلك البقعة الثائرة، الحائرة والنائرة التي طهروها بدمائهم الحّارة النقيّة ناشدين أن يفصح الليل عن صبح، وعن أوجاع عتية، آلام نديّة تمنعها أنفاس شقية من أن يحملوا لنا رسائل أهلنا بفلسطين الفتية، مراراتهم، آهاتهم همساتهم وجلساتهم في ظلام انقطاع التيار والماء وحتى الهواء، تحت عواصف القصف المدفعي الجائر. يا إلهي من لم يعش لحظات كتلك فلن يدرك مدى الذعر التي تولده هجمات الغافلين بقلوب الأطيفال، وذويهم على حد سواء. أحساس غريب أنا نعيش لحظات سقوط الصحفية شيرين والبعض نادي في مقاطع الفيديو، من هناك وهناك: “جرّوها إليكم، نادوا الإسعاف، تحركوا واسحبوها يا عالم …”. غريب أن نعيش في زمن العولمة موت الأحباب لحظة بلحظة، خوفهم والمرارات والعقبات التي تجابههم كل يوم في سبيل أن ينقلوا لنا معلومة، ولنعلم ي اسادتي أن الخوف لا ينتابهم أبدًا في أن يحملوها إلينا، حتى ولو كان الثمن أرواحهم. وهاهي شيرين ذا تدفع ثمل ما تخبرنا به دون أن تجني ذنب اللهم إلا رفع كلمة الحق والحقيقة. ما هذا الوفاء يا سادتي ويا له من نكران للذات. والله لو سألنا أنفسنا، هل نحن مستعدون أن نقدم أروحانا في سبيل العدل والسلامة والأمان لفلسطين ومقاومة الظلم الذي يطال أهلنا هناك بالسلم والسلام، لما سمعنا صوتًا واحدًا يقول، إني لها. فنحن يا سادتي متفرجون على أعلى مستوى.
من جهة أخرى، ألمني بشدّة مشهد التابوت الذي كان يحمله أهلها ومحبيها، وكيف تهافتت عليه ضباع الأمن والشرطة من بني إسرائيل، ضربوا حامليه ضربًا مبرحًا ودون هوادة، لكن التابوت لم يقع أبدًا على الأرض وهل كان هذا مقصد شرطة الاحتلال؟ هل أراودا امتهان كرامة هذه الشهيدة حتى في طريقها إلى الدار الآخرة؟ فليكتب التاريخ عن هذه المأساة ويسطر الدهر آلام شعب فلسطين باسمك يا شيرين أبو عاقلة.
أيجوز الترحم على الصحفيّة المسيحيّة شيرين أبو عاقلة:
كلنا يعلم يا سادتي ما أثاره موت الصحفية شيرين أبو عاقلة من موجات حزن وألم في سماء العالم العربي حيث طاف خبر استشهادها في كل أنحاء بلدان العرب، فحزن عليها كل الناس تلقائيا، كل الأجناس، الديانات، السحنات، الانتماءات السياسية وغيرها. لكن وبعد أن هدأت كل هذه الموجات، رجع الناس إلى التساؤل: هل يجوز أن نترحم عليها وأن نطلق عليها لفظ شهيدة. فبعضهم قال: لقد ترحمت عليها، فهل اغترفت ذنبًا وإثماً يا ربي، وغيرهم رجع عن ترحمه في التوّ، وآخرون لعنوا أنفسهم وذويهم أنهم تجرأوا حتى بالترحم على مقتل هذه السيدة التي لم ترسل رسائلها وملفاتها الإعلامية فقط للمسلمين لكن لكل الناس، فعاشت في عملها وله، من أجل الكل وماتت من أجل الكل، ذلك دون فرز، فما هذا الهراء وما هذا المنطق العقيم؟!! فالدين الحق الذي بُني على مكارم الأخلاق يعاير السلوك بمقياس القِيم الإنسانية العليا، تلك التي يعيها كل إنسان على سطح الكرّة الأرضية وكل ذي ذوق سليم دون أيّة مرجعية لاهوتية، مثال الأمانة والإخلاص والتفاني وحسن المعشر وصلة الأرحام ومعاشرة الجار والناس أجمعين بالتي هي أحسن، والقائمة طويلة. فالدين هو المعاملة أولا وأخيرًا وليست الشعائر التي يتهافت عليها الكل مظهرًا أو تلك القشور التي سئمناها، وباتت هي الزي الرسمي للمنافقين.
أن ندعو لشيرين بالرحمة وحسن الخاتمة لا يرتبط برقمها الوطني أو ببطاقتها المذهبية، فالله هو الرحمن الرحيم، فلنتذكر تلك السور التي نبدأ بها كل صلاة، ورحمته وسعت كل شيء، وخطورة هذا الجدل لا ينطوي فقط على النقاشات واللغط السفسطائي الذي لازم مقتل الصحفية، لكن في الصورة النمطية والفهم الخاطئ للرسالة التي جاء بها نبي الإسلام، فنحن أمام قضية هامة ومعضلة شاملة تطول كل شرائح المجتمع المسلم والعربي على حد سواء. صرنا متطرفين في أعمالنا، أخلاقنا، دعواتنا، فمتى ننبذ هذه البغضاء والغبن وسوء النيّة، ونحتكم إلى مساطر الإنسانية الحقّة التي تنادي بها كل الثقافات والأعراف. متى ندرك أن قيمة الإنسان لا علاقة لها باعتقاداته، فربنا قد كرّم بني آدم دون فرز. فالرحمة والمغفرة للشهيدة شيرين وجعل الله مثواها الجنّة وأنزلها منزلة كريمة بقدر ما أعطت وبقدر ما تفانت في مهنتها. والله ولي بالعباد.
تصفية الصحفيين الميدانية:
يضاف إعدام الصحفية شيرين أبو عاقلة إلى إعدامات كثيرة ضد صحفيين وصحفيات عرب زهقت أرواحهم في تلك البقع الطاهرة، كم من أصحاب الأقلام والكاميرات الفاضحة قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي؟ سقطوا عشرات منذ عام ألفين من هذه الألفية. كان البعض منهم مستهدفًا في غضون التغطيات الجريئة التي صاحبت المواجهات الميدانية، وآخرون قتلوا عبر القصف الجوي الممنهج لمكاتبهم وأماكن عملهم، محاولين اقصاء كل صوت ينادي بالحرية والسلام والعدالة للشعب الفلسطيني المكلوم. ولكن لن تقف الأقلام عن تدوين كل الجرائم ولا تنطفئ الكاميرات حتى تلتقط كل جريمة قتل ولن تخرس الأصوات السلمية في أن تنادي العالم أن يشهد هذه الوقائع. فالشعب الفلسطيني يقف وحده في مجابهة كل هذه الاختراقات اللإنسانية.
محزن ومفرح على حد سواء أن نجد يا سادتي أنفاس شيرين وابتسامتها بكل بيت وبكل بقعة من بقاع فلسطين، زيتونة هي ولمسة حنان لكل من عاشرها، نور بعثه الإله لينشر الوعي بين الناس. لقد استطاعت هذه السيدة أن تفضح وتعرّي كل الانتهاكات التي طالت شباب وشابات فلسطين. فتفتحت أعين هؤلاء ووعيهم على سردها، حكاويها، تقاريرها ومداخلات كل من عمل معها في هذا الحقل من أصدقاء وزملاء في المهنة الشريفة القاتلة، أولئك الذين نكروا ذواتهم من أجل المهنة وفي سبيل الوطن والعمل. هذا التفاني المنقطع النظير كان “شوكة حوت” في أعين قادة الجيش الإسرائيلي. وشباب وشابات فلسطين إذ يودعونها فإنما يودعون ابنة من بناتهم، ثائرة من ثائراتهم، يحتفون بها في وداع أخير لكل ما أعطت، و بكل ما تستحقه من محبة، تقدير واحترام وتكريم، ذلك كما ذكر أحد الإخوة أن تكريمها سينساب كزهور البستان اليانعة على الطريق الطويل بين مخيم جنين ورام الله والقدس مرورا بنابلس وعشرات القرى. والكل ينشد تكريمها وتأبينها والاحتفاء بها كمواطنة، شهيدة، وأخت وابنة تراب الوطن وللأمة العربية جمعا.
قناصة الجيش الإسرائيلي:
لو تساءل أحدنا من أين أتت تلك القسوة لبعض أفراد الجيش الإسرائيلي تجاه الأرواح المسالمة، التي من بينها كل الصحفيين والإعلاميين وحتى المسالمين من أبناء وبنات الشعب الفلسطيني، فسوف يفاجأ بأن هناك ثمّة تعبئة ممنهجة، عنصرية ومتطرفة داخل أوساط الجيش الإسرائيلي، لا سيما لدى الوحدات الخاصة الذائعة الصيت في كل أنحاء العالم، فهي التي تتولى تنفيذ هذه المهام الشاقة والخطرة. يتسم بناء الجندي في صحن القوات الخاصة بعدّة لبنات منها الشحن الدائم الذي يصل إلى درجة غسيل المخ تجاه كل ما هو فلسطيني. يشحنون بشحنات ومنطق بل بقناعات تبرمج الفرد منهم نحو المنطق الآتي: “إن لم تقتله فسوف يقتلك”! والقتل هنا يا سادتي أنواع، فهناك القتل المعنوي، والتصفية الجسدية والقتل العقلي في براثن السجون، والأشكال كثيرة والفنون عديدة في كل ما هو تعذيب وترهيب؛ أوجه عدّة تتبناها الوحدات الخاصة مثال: “شكيد، يسام ويمام”. ويكابر سياسيو إسرائيل بأخلاقيات أفراد جيشهم ودقتهم في إصابة أهدافهم، وقد سمعنا ذلك في كل الحروب، كما في حرب العراق، أسمعونا الكثير عن الضربات الجراحية الدقيقة في قتل الناس، وهنا الأحداث تعيد نفسها، والتاريخ لا يتكرر لكن عجلته تقودنا إلى سبل عرفناها وأدركنا عمقها ومراراتها. فحبل الكذب قصير.
لا يحتاج المرء منّا لدرس خصوصي لكي يدرك ماهية الأهداف التي تتخفى وراء تصفية أهل الصحافة والإعلام بساحات القدس والأراضي المحتلة. ذلك على الرغم من ارتدائهم سترات بيّنة للعين المجردة، واقية ضد الرصاص، فضلًا عن أنها مميزة لونًا وشكلًا كزرقاء اليمامة، وتحمل في ظاهرها وباطنها علامة “صحافة عالمية”. ما هو قصد جيش إسرائيل؟ اغتيال التاريخ والحقائق؟ منع أهل الإعلام والصحافة من نقل الصورة الحقيقية للنزاع على أرض الواقع؟ منع توثيق كل الانتهاكات والجرائم والفظاعات التي تحسب كلها من الجرائم القصوى والتي تُعد كجرائم ضد الإنسانية؟ ولن ينسى العالم تأثير توثيق أحداث مقتل الطفل محمد الدرّة عام ألفين، وإعدام الشهيد عبد الفتاح الشريف قبيل عدّة أعوام، والحرب الرابعة على غزة التي خسرت فيها إسرائيل قلوب مسانديها في العالم بشكل جليّ. فالأحداث تستمر والإعلام يستمر في فضح كل الانتهاكات وصوت شيرين سيصاحب كل صحفيّ وإعلاميّ على ميادين الكفاح ضد الجور، ومن أجل سلام عادل وشامل لكل فرد في الأراضي المقدسة
الحساب يوم الحساب:
قُتل الكثيرون من الصحفيين العرب والأجانب وهم يقومون بمهماتهم التي أفنوا أرواحهم فيها. أرادوا أن ينقلوا لنا صورة حقيقة من أرض الميعاد وأن يعكسوا لنا مدى “الانعصار الميداني” وكمية الجرائم التي تحسب بلا أدنى شك كجرائم ضد الإنسانية. عكسوا لنا الكثير مما خُفيَ بيد أن رصاص الجيش الإسرائيلي كان لهم دائمًا بالمرصاد. أسقطوا أجسادهم وبقيت سيرهم نيّرة في سماء القدس الشريف وعلى ردهات منابر الإعلام العالمي. أصواتهم باقية وكاميراتهم لا تزال تفضح وأصواتهم لا تزال جهورة بصوت الحق، والله متمّ نوره ولو كرهوا. والسؤال الملح هاهنا والمتعلق بكل حالات التصفية المذكورة أعلاه، هل جرت محاسبة أو مساءلة أي فرد من أفراد الجيش الإسرائيلي فضلًا عن كل مسؤول عن هذه الحملات السستمية في المناطق المحتلة؟ فأي ضابط سُئل وأيّ جنديّ حُكم وأي مسؤول أُنذر، وكلها حالات تتموقع في سياق الإعدام الميداني للمدنيين الفلسطينيين، ومن ثمّة خارج نطاق القانون ناهيك عن سياق التعامل الإنساني مع أهل الصحافة.
هل حُوكم الجندي الإسرائيلي أليئور أزاريا، عندما أطلق الرصاص وقتل الشهيد عبد الفتاح الشريف؟ لقد جثم الشهيد ملقيا عليه فوق دمائه الطاهرة على الأرض وكانت الكاميرات توثق لكل ما فعل فعله أزاريا ويظل الحدث عالقًا بالأذهان ذلك رغم بُعد الشقة إذ كانت الواقعة في عام ألفين وستة عشر. على كل حال لم يمكث الجندي القاتل في براثن السجن إلا بضع أشهر عجاف بسبب جريمة قتل نكراء! وعندما خرج … حملته الأفواج على أمواج الشهامة والبطولة والمجد وطاف به الداعمون لعلمله من بعض الإسرائيليين، وحتى القادة وأهل السياسة لم يقمعوا فرحتهم بخروجه. والمدهش حقًا يا سادتي أن الأغلبية تهافتت في تشكيل لجان وطنية تقوم بدعم قضيته وتطالب بالعفو عنه وكان كذلك!
التعتيم على الجريمة:
لعمري يدرك الجيش الإسرائيلي فظاعة ما ارتكب من جريمة بحق الصحفية العريقة والذائعة الصيت عالميًا شيرين أبو عاقلة. فمن الطبيعي أن تحدث حملات تعتيم وتورية لكل ما يتعلق بهذا الحدث، وقد وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن قادة الجيش أن ما حدث كان نتيجة “حالة اشتباك ميدانية” بين قوات الجيش الإسرائيلي ومجموعات مسلحة من الثوار الفلسطينيين. لذلك جاءت الحملة الإعلامية تحمل صورة الشهيدة شيرين أبو عاقلة وبجانبها مسلح فلسطيني. ومن شاهد الفيلم الذي انتشر بكل شبكات التواصل الاجتماعي لوجد أن السيدة شيرين كانت برفقة صحفية أخرى بجانبها ولم يكن أي شخص معهما.
لقد دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد إلى تشكيل لجنة تحقيق مشتركة حتى يوحي بأن من قتل الصحفية مجهول الهوية، لكن الشهادات والأدلة الدامغة تؤكد عدم صحة تصريحاته فالصحفية شذا حنايشة، زميلة شيرين في المهمة، كانت على مقربة منها لحظة إصابتها، وكل هذه الأدلة تؤكد أن شيرين استشهدت قبل بدء الاشتباكات المزعومة برصاصة من قناص إسرائيلي أصابها في رأسها.
الغرب والضغط على إسرائيل:
إن الجندي الإسرائيلي يستسهل الرمي بالرصاص والضغط على زناد البندقية ليتصيد فلسطيني، أو إعلامي، مثل شيرين أبو عاقلة، والسبب في ذلك حمايته من قبل حكومته وجيشها وحتى جهازها القضائي الذي يقضي بالانحياز لمن يَقتُل لا لمن يُقتَل! فهل شرعت هذه الأجهزة يومًا ما في القيام بالتحقيقات القانونية الشفافة والنزيهة في قضية من قضايا تهم الرأي العام الفلسطيني أو لنقل العالمي؟ ونحن نرى أن دعمها للقتلة يتجدد بمقتل شيرين أبو عاقلة وقد جاء الدليل الدامغ على لسان رئيس الوزراء نفالي بينت، عندما هاجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي اتهم جيش إسرائيل بأنه هو الذي قام بتصفية الصحفية. وقال الوزير حرفيا “أدعم جنودنا وأقف خلفهم، واتهامات أبو مازن باطلة”.
رحم الله الصحفية المناضلة شيرين أبو عاقلة رحمة واسعة.