بدر شاشا
ملعب مولاي عبد الله بالرباط لم يعد مجرد ملعب تقام فيه المباريات، بل تحول اليوم إلى رمز لإنجاز تاريخي سيُسجل بحروف من ذهب في مسار البنية التحتية الرياضية بالمغرب.
في ظرف لا يتجاوز 15 شهراً فقط، أُعيد بناء هذا الصرح الرياضي من الصفر ليصبح واحداً من أجمل وأرقى الملاعب في العالم، مما جعله مرشحاً بقوة لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأسرع مشروع من نوعه من حيث الجودة والضخامة والدقة في التنفيذ.
هذا الإنجاز لم يأت من فراغ، بل هو ثمرة رؤية ملكية طموحة تعتبر الرياضة واجهة حضارية ووسيلة لتأكيد مكانة المغرب بين الأمم.
فإعادة بناء ملعب مولاي عبد الله في وقت قياسي وبمواصفات عالمية تُعد رسالة واضحة للعالم: المغرب قادر على الإنجاز، على الإبداع، وعلى منافسة كبريات الدول في البنية التحتية الرياضية.
المتابعون للشأن الرياضي على المستوى الدولي وقفوا مذهولين أمام سرعة الإنجاز وجمالية التصميم وروعة الشكل، حتى أن الفيفا لم تخف إعجابها بما رأت، معتبرة أن هذا الصرح يضع المغرب في مصاف الدول الرائدة القادرة على تنظيم أكبر التظاهرات الكروية.
أما على مستوى المنطقة، فقد شكل هذا الحدث صدمة حقيقية لعدد من الدول التي اعتادت أن ترى المغرب في موقع المتابع، فإذا به اليوم يتحول إلى صانع للإنجازات ومبهر في النتائج.
ما يميز ملعب مولاي عبد الله الجديد ليس فقط السرعة القياسية في إعادة البناء، بل كذلك المعايير العالمية التي رُوعي فيها، من حيث الطاقة الاستيعابية، وأنظمة الإضاءة المتطورة، وجودة العشب، والمرافق المتكاملة التي تحيط به.
إنه ملعب لا ينافس فقط على الصعيد الإفريقي والعربي، بل على الصعيد العالمي أيضاً، وسيكون بلا شك ورقة قوية في ملف المغرب لتنظيم تظاهرات رياضية كبرى.
اقتراب هذا الصرح من دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية ليس مجرد خبر عابر، بل دليل على أن المغرب يمضي بثبات نحو العالمية، وأن الطموح لم يعد له سقف، لأن ما تحقق في 15 شهراً كان يحتاج في دول أخرى إلى سنوات طويلة من الأشغال والانتظار.
ملعب مولاي عبد الله اليوم ليس فقط مكاناً للرياضة، بل أيقونة وطنية تجسد الإرادة والقدرة على صنع المستحيل، وهو بذلك يُعطي للشباب المغربي ولكل المواطنين رسالة أمل وفخر: أن المغرب قادر على الإنجاز حين تتوفر الإرادة، وأن المستحيل كلمة لم يعد لها مكان في القاموس الوطني.
تعليق واحد