على خلفية الزلزال العنيف الذي ضرب عدة مدن مغربية، مساء الجمعة، وسجل 7 درجات على مقياس ريشتر بإقليم الحوز، وخلف آلاف من القتلى والجرحى.
كما عرف تضامن عربي ودولي، غير مسبوق مع المملكة المغربية عقب فاجعة الزلزال وطرحت، عدة دول عروض كثيرة للمساعدة، كما قدمت تعازيها إلى المغرب في ضحايا الزلزال القوي والعنيف.
من بين الدول التي عبرت عن تقديم المساعدات إلى المملكة المغربية، الجزائر وفرنسا
عرضت الجزائر يوم أمس الأحد، مخططا من أجل مساعدة المغرب، وأشار الناطق الرسمي بإسم الخارجية الجزائرية، بأن هذه المساعدة تتمثل في فريق تدخل للحماية المدنية متكون من 80 عونا متخصصا، بالإضافة إلى فتح الحدود الجوية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى منطقة الزلزال.
وعبرت كذلك فرنسا عن تقديم مساعدة بقيمة 5 ملايين يورو للمنظمات المشاركة في عمليات الإغاثة بالمغرب.
حيت أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية “كاترين كولونا” اليوم الإثنين 11 سبتمبر عن تقديم مساعدة بقيمة خمسة ملايين يورو للمنظمات غير الحكومية الناشطة في المغرب، والتي تعمل على مساعدة السكان، بعد الزلزال المدمّر والعنيف بإقليم الحوز.
لكن، تم التلاعب وإستغلال هذه الفاجعة لأغراض دعائية، من طرف الجزائر وفرنسا من أجل خدمة أجندة مشبوهة ضد المغرب، وتشويه صورته، على المستوى الدولي.
تم تجنيد العشرات من الذباب الإلكتروني، والمواقع الإخبارية، لترويج الأكاذيب بأن الرباط رفضت المساعدات الفرنسية، والجزائرية، وتهويل الرأي العام الوطني والدولي ونشر كثير من الأخبار غير الصحيحة حول الزلزال.
وفي هذا السياق، وبعد الضغط الإعلامي نفت فرنسا اليوم، الأكاذيب التي تفيد بأن المغرب رفض عرض باريس بتقديم مساعدة مالية لمساعدة المتضررين من الزلزال المدمر، قائلة، إن المغرب دولة تتمتع بالسيادة ويمكنها إختيار المساعدة التي تقبلها.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، في لقاء مع إحدى وسائل الإعلام الفرنسية “إن المغرب، وهو دولة ذات سيادة.. إختار إعطاء الأولوية لوصول الدعم، مقارنة بالدول المتاحة، بما في ذلك فرنسا”، رافضة تقارير إعلامية عن رفض الرباط المساعدة من باريس بسبب أزمة دبلوماسية طويلة.
وشددت كولونا على أن “هذه معركة سيئة حقا، معركة غير لائقة على الإطلاق”، رافضة المزاعم القائلة بأن صمت المغرب بشأن العرض الفرنسي يرجع إلى التوترات في العلاقات بينهما.
توضيح لرأي العام
بتعليمات سامية، من طرف جلالة الملك محمد السادس، مباشرة بعد وقوع الهزة الأرضية، بدأت جهود الإنقاذ وتجنيد جميع مكونات الدولة، على مدار الساعة وبدون توقف.
تم تسخير أسطول من المروحيات أكثر من 20 مروحية، تابعة للقوات المسلحة الملكية، وتعمل منذ وقوع الهزة الأرضية المدمرة، بالإضافة إلى طائرات “درون” المتخصصة في مهمات الرصد الجوي والحراري.
وجدير بالذكر بأن الزلزال دمر قرى بأكملها، وخلف خسائر مادية كبيرة وبشرية، وأغلب هذه القرى المتفرقة، يصعب الولوج إليها، حيت توجد تجمعات سكنية على إرتفاع 2400 متر عن سطح البحر.
هذه المناطق الجبلية المتضررة، صعبة التضاريس، قامت السلطات المغربية بإرسال “بلدوزرات” الجرافات على متن “حاملات دبابات” لكن، من الصعب أن تمر بين الجبال، مما دفع إلى فتح الطرقات بشكل إستثنائي من أجل الوصول إلى المناطق المنكوبة، وهذه العملية تتم بشكل بطيء، وصعب.
وحسب عدة مصادر، أفادت لموقع أنباء إكسبريس، أن الوضع صعب جدا، وأفادت بأن حتى طريقة إلقاء المساعدات عبر المظلات لن تنفع بفعل الطبيعة الجبلية، قد تلقي مساعدات و تهوي في الأودية ولن تنفع أي شخص، وهذه كذلك من بين الأسباب التي دفعت المغرب بعدم قبول كل العروض المقدمة من طرف الدول للمساعدة.
وحسب نفس المصادر، المغرب لن يسمح بأن تأتي الفرق الأجنبية وتتركهم في المطارات أو الفنادق، والسبب إنقطاع الطرق وأغلب المسالك مقطوعة، من أجل إيصالهم للدواوير المنكوبة، للمساعدة أما دخول الفرق الأجنبية يأتي حسب الأولويات التي تتغير كل ساعة.
وللإشارة، أكدت عدة تقارير إعلامية بأن جلالة الملك محمد السادس رفض إستقبال مكالمة هاتفية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لتعزيته في ضحايا زلزال الحوز وإقتراح المساعدة الفرنسية في عمليات البحث والإنقاذ عن ضحايات الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز.
وجدير بالذكر، أرسلت إسبانيا إلى المغرب طائرة تقل 56 عضوًا من منظمة فرقة الإنقاذ الإسبانية (UME) وهي أول شحنة من المساعدات الإنسانية، إلى المغرب للعثور على الناجين من الزلزال العنيف.
وختاما فإن الجزائر وفرنسا، فقدت المملكة المغربية فيهما الثقة نهائيا ومن الصعب جدا التكهن متى سيتم إسترجاعها في المدى المتوسط.
2 تعليقات