من المنتظر أن لا يعود لحركة MAS (الحركة نحو الاشتراكية) وجود في الخريطة السياسية البوليفية، بعد عقدين من الزمن، و هي الفترة التي تأرجحت بين إزدهار غير مسبوق و تحقيق كبير للمكتسبات الاجتماعية و الوصول لنسب نمو محترمة في الفترة الأولى لحكم Evo Morales، الزعيم الانديني، ثم الصراع حول دستورية الترشيح لولاية ثالثة من عدمه، والتي انتهت سنة 2019 باستقالة الرئيس بضغط من المعارضة و القضاء، ورغم ذلك استطاع حزب الحركة نحو الاشتراكية الحفاظ على ريادته و الفوز في الرئاسية سنة 2020.
الماص ما بعد إيفو موراليس
وصفت سياسات الرئيس الجديد بالنيوليبرالية، و ادخلت المجتمع البوليفي في نفق من التراجعات الاجتماعية، حيث شح الوقود و ارتفعت نسبة الهشاشة و الفقر داخل الاوساط الاندينية خصوصا، مما أفقد الحركة جزء كبير من مؤيديها خصوصا في الوسط الانديني.
إيفو موراليس خارج المنافسة
بعد رفض ترشح الزعيم Evo Morales من جديد من طرف القضاء، و وقوع انقلاب عسكري غامض، و الرغبة في القطع مع السياسات الراديكالية من طرف عدد مم قياديي الحزب، انفجر الوضع الداخلي لواحد مم أقوى الأحزاب اليسارية الراديكالية في القارة اللاتينية، و جعل موراليس يدعو للتصويت بالأبيض و يتحصن بمعقله في عمق الأمازون، في مواجهة دعوات باعتقاله و محاكمته بتهم يعتبرها و مناصروه ملفقة لإبعاده عن كرسي الرئاسية المحسوم إذا قدم ترشيحه.
ثماني مرشحين و إقصاء إيفو موراليس
رسميا، تتنافس ثماني تنظيمات سياسية في هذه الانتخابات ، وقد اتخذت السلطات الانتخابية احتياطاتها تحسبا لجولة ثانية شبه مؤكدة، وهي إمكانية ينص عليها الدستور المعمول به منذ 2009، حيث يجرى الاقتراع الثاني إذا لم تحصل أي من الترشيحات على أكثر من 50% من الأصوات الصحيحة، أو على حد أدنى يبلغ 40% بفارق لا يقل عن عشر نقاط مئوية عن صاحب المركز الثاني.
نهاية حكم اليسار الراديكالي
اليوم كل استطلاعات الرأي تشير إلى كل من صامويل دوريا (وسط يمين) وخورخي كيروغا (يمين تقليدي) بأنهم في شبه تعادل تقني في الدور الاول، الأمر الذي سيدفع إلى حسم الرئاسة في 19 أكتوبر خلال جولة ثانية، ليغلق بذلك فصل الحكومات اليسارية في البلاد، و يهدي رئاسة بوليفيا لليمين، الذي كانت عنه جد بعيدة.
مع إحتمال شبه مؤكد بإندثار حزب الحركة نحو الاشتراكية MAS إذا لم يحصل مرشحه على الحد الأذني للاصوات المحدد في مدونة الانتخابات.
إجبارية التصويت في بوليفيا
اليوم الاحد 18 غشت سيتوجه البوليفيين، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب الحكومة والبرلمان الجديدين للخمسة أعوام المقبلة، ويبلغ عدد الناخبين المؤهلين للتصويت 7.567.207 شخصا ممن تزيد أعمارهم عن 18 عامًا، لاختيار الرئيس ونائبه وأعضاء السلطة التشريعية لفترة مدتها خمس سنوات، بينما يحق لـ 369.308 مواطنين آخرين التصويت من الخارج، غير أن مشاركتهم تقتصر على انتخاب الرئيس و نائبه، كما أنهم غير ملزمين بالاقتراع.
علما أن التصويت في بوليفيا إلزاميا، ويحصل الناخب بعد الإدلاء بصوته على شهادة انتخابية يجب تقديمها لإنجاز أي معاملة في المؤسسات العمومية والبنوك خلال التسعين يومًا التالية للاقتراع.
