الشأن الإسبانيمجتمع
أخر الأخبار

وفاة لوسيا خيمينيث… صوت كناري بارز في الدفاع عن ضحايا إرهاب البوليساريو

توفيت، أمس السبت لوسيا خيمينيث، رئيسة الجمعية الكنارية لضحايا الإرهاب (Acavite)، بعد مسار طويل من النضال الحقوقي والإعلامي دفاعاً عن ضحايا الهجمات الإرهابية التي استهدفت مدنيين إسبان في جزر الكناري والصحراء خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، والتي تُنسب إلى جبهة البوليساريو.

والراحلة حاصلة على إجازة في علوم الإعلام والصحافة والتواصل، إضافة إلى الفلسفة والآداب، من جامعة لا لاغونا، كما اشتغلت صحفية وأستاذة جامعية بجامعة كارلوس الثالث العمومية في مدريد.

وترتبط قضية ضحايا الإرهاب في جزر الكناري بسيرة خيمينيث الشخصية، إذ كانت ابنة أحد ضحايا اعتداءات البوليساريو، حيث أُصيب والدها بجروح خطيرة خلال الهجوم الذي استهدف مناجم الفوسفاط “فوس بوكراع” في يناير سنة 1976، قبل أن يفارق الحياة لاحقاً متأثراً بمضاعفات تلك الإصابة.

ومنذ تأسيس جمعية Acavite سنة 2004، قادت خيمينيث جهوداً متواصلة من أجل انتزاع الاعتراف القانوني والمؤسساتي بمعاناة الأرامل والأيتام وأسر الضحايا، الذين ظلوا لعقود خارج دائرة الإنصاف والتعويض، رغم الطابع الإرهابي لتلك الهجمات التي استهدفت مدنيين وعمالاً إسباناً.

وشكلت أطروحتها للدكتوراه، التي ناقشتها سنة 2021 بجامعة كارلوس الثالث، مرجعاً أكاديمياً بارزاً حول هذا الملف، حيث وثقت بدقة الجرائم المنسوبة إلى جبهة البوليساريو خلال مرحلة حساسة من تاريخ إسبانيا، وسعت من خلالها إلى ترسيخ الذاكرة الجماعية للضحايا والمطالبة بجبر الضرر والاعتراف الرسمي بمسؤولية مرتكبي تلك الأعمال.

كما شغلت الراحلة منصب نائبة رئيس اتحاد جمعيات ضحايا الإرهاب في إسبانيا، ونالت الميدالية الفضية التي تمنحها جمعية “الكرامة والعدالة”، تقديراً لنضالها المستمر دفاعاً عن حقوق الضحايا وكرامتهم.

وبرحيل لوسيا خيمينيث، تفقد عائلات ضحايا إرهاب البوليساريو صوتاً قوياً ظل لعقود يطالب بالحقيقة والإنصاف، ويذكّر بأن الجرائم التي استهدفت المدنيين لا تسقط بالتقادم، وأن العدالة تظل شرطاً أساسياً للمصالحة مع الذاكرة والتاريخ.

https://anbaaexpress.ma/03329

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى